دفعت قوات «التحالف» بكل ثقلها العسكري إلى محيط مدينة الحديدة مجدداً، في محاولة منها لتحقيق أي تقدم قبل انتهاء موعد وزير الدفاع الامريكي لإيقاف الحرب، لكنها اصطدمت بصلابة دفاعات القوات التابعة لحكومة «الإنقاذ» في شرق وجنوب المدينة خلال الأيام الماضية، وتمكنت من إحداث اختراق عبر عملية التفاف نفذتها جنوب شرق المدينة.
برغم الإفراط في استخدام القوة من قبل القوات الموالية للإمارات في محيط الحديدة، إلا أن حجم المكاسب لا تذكر مقارنة بحجم الخسائر البشرية والمادية في المعركة، فما أن تتقدم تلك القوات في محيط المطار والجامعة شرق المدينة لساعات بغطاء جوي كثيف نهاراً، حتى تفشل في المحافظة ليلاً.
هذا ما حدث خلال اليومين الماضيين، والذي يعد امتداداً للمعارك التي دارت في ذات الجبهة خلال الفترة الماضية، فما أن يتوقف الإسناد الجوي تتبخر مكاسب تلك القوات بفعل ضربات قوات حكومة «الإنقاذ».
التفاف جديد
صباح اليوم الأحد التفت القوات الموالية للإمارات عبر طريق ترابي غرب كيلو16، وتقدمت من الخلف بعدما سلكت مناطق صحراوية ليلاً ، لتصل إلى خط التماس بالقرب من مدينة الصالح. مصادر ميدانية أكدت أن تلك القوات «سيطرت على معسكر تابع للدفاع الجوي في المنطقة الواقعة غرب كيلو16»، إلا أنها أشارت إلى أن «المعسكر خالياً من أي قوات ولم يعد فيه حتى مباني، بعدما دمر من قبل طيران التحالف طيلة السنوات الماضية».
المصادر لفتت إلى أن «الالتفاف العسكري صباح اليوم يهدد الحديدة بالتطويق، ولكنه لا يمثل أي تهديد لخطوط إمدادات قوات الإنقاذ».
كر وفر
المعركة لا تزال في إطار الكر والفر، وساحات المواجهات تشير إلى تكافؤ الطرفين. مصادر ميدانية في مدينة الحديدة ، أكدت لـ«العربي» أن «القوات الموالية للإمارات سبق لها أن حققت تقدماً كبيراً الأسبوع الماضي شرق المدينة، إلا أنها انسحبت تحت ضغط نيران قوات الجيش واللجان»، مشيرة إلى أن «القوات الموالية للإمارات بعد هجوم دام أكثر من 10 ساعات مسنودة بطيران التحالف بنوعية الحربي والأباتشي والاستطلاعي، تمكنت مطلع الأسبوع الماضي من الوصول إلى أمام بريد جامعة الحديدة في شارع الجامعة، إلا انها فشلت في الحفاظ على تقدمها بعد ساعات من التقدم، لتنسحب إلى مواقعها السابقة الواقعة في قرية المنظر غرب مديرية الدريهمي جنوب المدينة».
ولفت المصدر إلى أن «المواجهات التي دارت خلال اليومين الماضيين لا تزال تدور خارج محيط جامعة الحديدة، وكلما اقتربت تلك القوات بفعل الإسناد الجوي من محيط الحديدة ومن الدوار تعود مرة أخرى ».
وفيما زعمت القوات الموالية لأبوظبي مساء أمس تقدمها نحو حرم الجامعة الواسع، واقترابها من محيط مستشفى «الثورة العام»، نفى مصدر  في جامعة الحديدة «اقتراب تلك القوات من الجامعة، ونفى دخول اي قوات الحرم الجامعي او سقوط اي مباني تابعة للجامعة تحت سيطرة أي طرف ».
وفي محور كيلو16 جنوب شرق الحديدة ، تمكنت قوات «الإنقاذ» من التنقل بين الدفاع والهجوم بمرونة، لتوقف كافة زحوفات القوات الموالية للإمارات في محيط كيلو 10 وحتى كيلو 7»، بحسب مصادر عسكرية في الحديدة.
واللافت للنظر أن قوات «الإنقاذ» أجبرت قوات «التحالف» على وقف اي عمليات إنزال بحرية لقوات جديدة خلال الفترة الأخيرة، ونجحت في تحييد تلك القوات وإيقاف عملياتها في المواجهات .

خسائر العتاد توحي بوجود سلاح مضاد للدروع فعَّال وغير معلن لدى «أنصار الله»

محرقة العتاد
مراقبون عسكريون أكدوا أن «قوات الجيش واللجان الشعبية تعتمد على التكتيك في المعركة، وتكتفي بأسلحتها الخفيفة والمتوسطة في المواجهة»، مشيرين إلى أن «ذلك التكتيك  يمكنها من الحركة بمرونة ومهاجمة قوات العدو بسهولة، وإنزال خسائر فادحة بها».
ولم يستبعد المراقبون دخول «سلاح جديد مضاد للمدرعات في المعركة خلال الأسابيع الماضية»، مشيرين إلى «تعاظم الخسائر المادية للقوات الموالية للإمارات ودقة الإستهداف المحكم والتصاعدي لقوات الإنقاذ للآليات العسكرية التابعة للقوات الموالية للإمارات، توحي بوجود سلاح مضاد للدروع فعال وغير معلن».
حرب نفسية
اعتمدت القوات الموالية للإمارات خلال المواجهات الأخيرة في محيط مدينة الحديدة الحرب النفسية بكثافة، فبعد إعلان معركة اقتحام الحديدة بساعات، تولت القوات المحسوبة على طارق صالح مهمة إصدار بيانات والترويج لانتصارات حسبتها على «المقاومة الوطنية» حد وصفها، حيث أصدرت بياناً ادعت فيه تقدمها في مختلف محاور الحديدة، مشيرة إلى أنها «تخوض معركة شرسة لتطويق الحديدة».
ودعت أبناء المدينة إلى الالتحاق بها والتعاون معها، وفي اليوم التالي قالت تلك القوات إنها دفعت بالآلاف من قوات الإقتحام المدربة التابعة لها لإقتحام المدينة، تلك القوات ادعت أيضاً «سقوط شارع موبايل والتقدم إلى حي الربصة شرق المدينة والسيطرة على مستشفى الثورة»، وهو ما تم نفيه، بينما أكدت مصادر في قوات «العمالقة» أن «مشاركة تلك القوات لا تزال في الخطوط الخلفية وبالعشرات فقط»، معتبرة تلك التصريحات «محاولات مسبقة من قبل قوات طارق صالح لسرقة أي انتصارات قد تحققها قوات العمالقة  في المعركة ».
ما لم يعلن عنه!
خلال اليومين الماضيين، شن طيران «التحالف» أكثر من 100 غارة على نطاق محدود من محيط كيلو 16، ووفقاً لمصادر محلية فقد «استهدف طيران التحالف الحربي عدداً من المنشآت الاقتصادية الصغيرة في محيط كيلو 7 جنوب شرق المدينة، وتسببت المواجهات بتوقف حركة عدد من المصانع»، وكالعادة أشار المصدر إلى أن «طيران التحالف استهدف العشرات من القوات الموالية له بغارات صديقة في محيط حوش البقر في محيط كيلو 16، بسبب كثافة الغارات». العربي ..