لاعبونا .. كباش لمحرقة اتحاد الكرة ..!

‏  6 دقائق للقراءة        1056    كلمة

الحديدة نيوز  : كتب : محمد العولقي

* في هذا الصيف اللاهب المشتعل بالكثير من الأحداث المأساوية، تحتار ويحتار دليلك وأنت تسأل : أمعقول يا اتحاد دوري في عز آب اللهاب ..؟
* لا أريد هنا تهويل الأمور بأكثر مما هي مأهولة بالكثير من المفارقات المسجلة دائما باسم اتحاد الكرة، على أساس أن أي حديث عن بدع الاتحاد مجر طحن للطحين ، وتكرار لحكاية الواضحات من الفاضحات ..
* لكن رغم هذا الاستهلال التهكمي أسأل والسؤال لغير الله مذلة : من هذا الفريق المناضل الذي يستطيع أن يلعب تحت درجة حرارة تقترب من الأربعين درجة في عدن ؟
ومن هو اللاعب المجاهد والفدائي الذي سيستغني عن حياته ويلعب تحت هذا الهجير ليثبت للاتحاد الهمام أن العمر (بعزقة) ..؟
أستطيع أن أحلف اليمين تحت أي مروحة أن أطرافا في اتحاد الكرة لا يعنيها طقس عدن الذي يفور هذه الأيام كالتنور ، ولا يهمها توظيف مناخ إنساني يساعد على ارتفاع المستوى الفني ، كل ما يهم هذه الأطراف التي أدمنت الخروج عن النص شفط الفلوس والمستحقات تحت غطاء لجنة منظمة ..؟
* لو أن مسيري الدوري يقيمون في (الدوحة) حيث حميد شيباني يعيش في (بحبوحة)، لقلت إن قرار إطلاق المسابقة في أغسطس الملتهب نزوة لفريق معاق ذهنيا تأثر بعمليات التبريد ، لكن إن يتم الإشراف على هذا العمل غير الإنساني من طرف فرع اتحاد جديد (لنج) يعيش معاناة الناس مع الصيف في عدن ، فهذا ما يؤكد ظني السابق : بقايا اتحاد الكرة في عدن ينظرون للمسابقة على أنها تجارة و فرصة لتوفير ملابس (الجهال) قبل العيد ..
* ليس مهما أن يتعامل اتحاد الكرة العام وفرعه الجديد بعدن مع اللاعبين على أنهم مجرد بضاعة حسب العرض والطلب ، ولا مهما أن يقدم هذا الاتحاد لاعبي أندية عدن على أنهم كباش للعيد ، الأهم من هذا وذاك أن المسابقة ستمطر على جيوب أعضاء اللجنة مالا مبللا بدموع وعرق وتأوهات لاعبين سيخوضون حربا مفتوحة مع الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، فيما سيكتفي أعضاء اللجنة بمشاهدة تراجيديا الصفيح الساخن من بيوتهم، وطبعا الذي جسده تحت المراوح الباردة غير الذي جسده في النار الحامية ..
* بصراحة لو كان لهذا الاتحاد الذي فقد (فيوزاته) بفضل الارتفاع الجنوني للدولار، لجنة فنية بحق وحقيقة لتصدت لهذه المتاجرة بحياة اللاعبين في ظل شهر لا تخفف من أواره مروحة، ولا تلطف من سخونته نسمة عابرة، فأي مستوى فني سنطلبه من لاعبين يقادون إلى محرقة (أغسطس) كالخرفان ..
* قد يسأل أحدكم في ظل هذا المزاد ، أين الأندية من ذلك ؟ لماذا ترفع شعار (بوذا)، لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم ؟
هذا سؤال يفطس من الضحك ، فمعروف أن الأندية حقنا (عبد المأمور) ، يكتفي أعضاؤها بهز الرؤوس والذيول ، وإذا حدث و تحدث أحدهم في الاجتماع ، فلا يخرج كلامه عن مندوب الامام (أحمد) في جامعة الدول العربية، الذي ظل صامتا طوال عشرين عاما ، وعندما حل الله عقدة لسانه سأل : كيف دخلت هذه الطاولة الكبيرة من الباب الصغير ..؟
* طيب يا أعضاء اتحاد الكرة يا من تعتقدون أنني حاقد على بطولاتكم التي تغيظ الفيفا والببسي كولا ، اصغوا إلى رأي الطب حول بذل مجهود عضلي ذهني تحت أشعة شمس عمودية، ودرجة حرارة توازي الأربعين ، ما الذي يترتب عليه ..؟
* يقول الطب – من صاحب القسم (أبو قراط) وحتى مكتشفي الدورتين الدمويتين (لوليم هارفي) و (ابن النفيس) : اللعب تحت هذا الجو الخانق يؤدي في أغلب الأحوال إلى أزمات قلبية مفاجئة ، كما يؤدي إلى اختلال مفاجئ في عمل الدورة الدموية ، بالإضافة إلى احتقان في الرئتين و اختناق في الجهاز التنفسي ..
* لاحظوا أن المسابقة التي تمخضت فولدت تحت تأثير هذا الجو الخانق ستنطلق دون مسعفين ودون أطباء متخصصين ودون سيارة اسعاف ، يعني أيها اللاعبون اي واحد فيكم سيسقط من الأعياء ، أو سينهار قلبه من الحمل الزائد سيأكلها (ويفرا) لا سمح الله ..
* وحتى لا أبدو أمام اتحاد الكرة كمن يغرد وحيدا في وادي الدور ، أبصم لكم بالعشرة ، نحن مع هذا النشاط الذي يعيد الروح لكل ملاعب اليمن ، كنت سأملأ هذه المساحة غزلا لو أن اتحاد الكرة أرجأ البطولة إلى الشتاء أو إلى شهر أكتوبر على أبعد تقدير، وكنت سأكتب معلقة شعر لو أن الاتحاد أفصح عن الهدف الفني من بطولة ساندوتشية في عشرين يوما ..
* دائما في كل مسابقة تخالف المنطق افتش عن الإدارة كفن ، وعن التخطيط كريادة واحتراف ، وعن التوقيت المناسب كشرط لرفع المستوى ، لكن يبدو أن بين اتحاد الكرة وفن الإدارة حالة عداء تذكر بعداء القط (توم) للفأر (جيري) ..
* أتمنى على القلة القليلة من عقال اتحاد الكرة إعادة النظر في التوقيت ، فالاتحاد ليس مرغما على إطلاق مسابقة تنشيطية خاطفة دون قراءة خريطة العلل في شهر حارق كفيل بتحويل اللاعبين بسبب (نزوة) أو (فورة) حماس إلى حطب لمحرقة كروية غير إنسانية ، كما أن الاتحاد في ظل ظروف البلد ليس ملزما بأي استحقاق ، فلا بأس من إعادة رسم المسابقة بما يخدم أهدافها الفنية ، هذا إذا كان الاتحاد يعي أن لكل بطولة هدفا فنيا..
* في حالة إصرار اتحاد الكرة (العام والفرع) على تقديم لاعبي الأندية كقرابين تذبح ابتهاجا بعيد الأضحى ، فعلى الاتحاد تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية ، فحياة عيال الناس ليست لعبة ، ولا تجارة تطعم البطن التي لا تشبع والنفس التي لا تقنع ..
* اللاعب والجمهور، هما العنصران اللذان يرفعان من قدر كل مسابقة لها أهدافها الفنية ، وفي كل أنحاء العالم المتطور والمتخلف معا يهيئون المناخ المناسب لهذين العاملين ، إلا عندنا ، فنحن فقط نتعامل مع الكرة دون إدارة ودون تخطيط ودون هدف ، ثم ننظر للاعب على أنه سلعة تحت الطلب ، أما الجمهور فهو في آخر أولويات هذا الاتحاد (السمخ) الذي يقرأ ولا يفهم ..
احذروا يرحمكم الله، لاعبونا معرضون لكارثة مناخية ، وحياتهم تحت حرارة شمس أغسطس في خطر ، اللهم أني أبلغت اللهم فاشهد ..!

* نقلا عن صحيفة الأيام

عن gamdan

شاهد أيضاً

اعداء النجاح في كهرباء الحديدة !

‏‏  3 دقائق للقراءة        408    كلمة الحديدة نيوز / كتب/ ماجد عمر ثلة قليلة لا تشكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *