الجديد بحسب مصادر «العربي» المقربة من مكتب هادي في الرياض، هو أن «الرئيس عبدربه منصور هادي قرر الاحتجاب عن أي نشاط في الرياض ومقابلة أي طرف سياسي أو دبلوماسي، بما في ذلك المبعوث الأممي مارتن جريفيث، والذي رفض هادي مقابلته قبل يومين، مبررا ذلك لمن حوله بانحيازه لطرف ما في الأزمة».
بعد رفض هادي مقابلة جريفيث، التقى الأخير بنائب الرئيس علي محسن الأحمر، ورئيس حكومة «الشرعية» أحمد عبيد بن دغر، وعدد من المسؤولين الأخرين. فيما التقى السفير الأمريكي في اليمن مارتن لوثر، بنائب الرئيس هادي علي محسن الأحمر أيضاً وبحث معه سبل السلام وإمكانية استئناف المفاوضات.
يبدو هادي منزعجا، وقد عاد إلى سجنه في الرياض، والإقامة الجبرية من جديد، والتي ظل يخضع لها لعام تقريبا، وكان يتوقع يمنيون بعدم العودة إليها بعد بقائه شهرا كاملا في عدن، وبعدما تمكن من زيارتها، ولكن بعد زيارته إلى أبو ظبي ولقائه بمحمد بن زايد.
اليمنيون فهموا حينها الزيارة التي سبقت زيارته إلى البلاد، بمثابة أخذ الإذن من الاماراتيين والسعوديين بزيارة عدن. يذكر أيضا أن حكومة «الشرعية» أعلنت وصعدت بشأن موضوع الرئيس هادي وبقائه تحت الإقامة الجبرية.
النقاش مع هادي شيء والواقع شيء اخر
المعلومات المتوفرة لدى «العربي»، تفيد بأن «الرئيس هادي قد وافق على تعيين نائب رئيس له بتوجه أمريكي، وقد اقتنع الرجل بمغادرة المشهد، ولكنه كان قد اشترط على الأمريكيين تقليص دور ووجود الاماراتيين عسكرياً وسياسياً، وكانت زيارة القائد العسكري الأمريكي إلى عدن، ولقائه بقائد هيئة الأركان العامة طاهر العقيلي، بمثابة التطمين لهادي، ولكن بعودة التصعيد الاماراتي إلى الجنوب، اكتشف الأخير، بحسب مصادر سياسية مقربة من مكتبه، أن «ما يجري النقاش والحديث عنه في اللقاءات التي تتم بينه وبين المجتمع الدولي والدبلوماسيين واقع، وما يجري التحرك والترتيب له واقع اخر ومختلف».
وأكدت المصادر، أن «هادي يشعر بأن لعبة ما يجري التحضير لها من دون علمه، وأن الخلاص منه هو ما يجري، بشكل أو بآخر»، لافتة إلى أن هادي يشعر بذلك ومقتنع بمغادرته للمشهد اليوم او غدا، خصوصا أن الحرب مستمرة عليه من قبل التحالف وخذلانه له بشكل مستمر، لكنه يريد أن يغادر المشهد بشكل مشرف وليس بالصورة التي تريدها له أبو ظبي والرياض».
فشل الوساطات
المعلومات والتوقعات التي حصل عليها «العربي» إلى قبل أيام، كانت تفيد بأن الرئيس هادي سيظل في أمريكا، والتوقعات بعودته إلى الرياض أو اليمن كانت ضئيلة. ولكن هادي قرر العودة إلى الرياض وكانت عودة صامتة، فلا أخبار ولا حديث عنها في وسائل الاعلام كالعادة.
وبحسب المصادر فإن، «هادي ممنوع من العودة إلى عدن وكان يخطط للعودة إليها بعد زيارته لمصر، ولكنه لم يستطع».
انزعاج هادي حالياً أيضاً، مصدره، وطبقاً لمصادر «العربي» هو «استئناف التصعيد من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي بدافع من أبو ظبي، وبرضا السعودية والأمم المتحدة، وكل الوعود التي حصل عليها من قبل الذين لعبوا في التدخل بين الامارات والرئيس لم تفلح ولم تقد إلى نتيجة، واخر تلك الوساطات كانت سعودية».
البرلمان جزء من الحرب 
والجديد أيضاً وفي هذا السياق، طبقاً لمصادر «العربي» في الرياض، هو أن السعودية وجهت دعوة إلى أعضاء البرلمان اليمني إلى التوجه والحضور إلى الرياض، وذلك لبحث استئناف المجلس عمله، ومن المتوقع أن يتم عقد أول جلسة للبرلمان في الرياض خلال اليومين المقبلين.
هذا التوجه والتحرك الملفت من قبل الرياض وأبو ظبي، لا يمكن لأحد أن يفهمه الآن إلا في سياق التصعيد بوجه هادي وحكومته، حيث أن «مجلس النواب» ظل معطلاً عن عقد أي اجتماعات أو جلسات في عدن طوال الفترة الماضية، وقد كان يتم ذلك بإيعاز وتوجه من هادي، الذي يرى أن مجلس النواب لا يفيده أصلاً في ظل هذه الظروف الراهنة، خصوصاً أنه وبحسب مصادر، «قد يمثل بوابة ممكنة للإطاحة بالرئيس».
مصادر برلمانية، أكدت أن «هناك دعوة فعلاً من قبل الرياض بالحضور إلى الرياض، والدعوة للبرلمانيين المتواجدين في القاهرة والأردن وتركيا وبعض الدول الأخرى التي يقيم فيها أعضاء البرلمان، بما فيهم أولئك المقيمين في أبو ظبي».
وبحسب هذه المصادر، فإن الدعوة «جاءت عامة من دون معرفة أسبابها وأهدافها، أو معرفة الترتيب الذي يستدعي حضور أعضاء مجلس النواب إلى الرياض، ولكنها تحمل الكثير من التوقعات والتكهنات وتحمل تفسيرات وتحليلات، جميع أعضاء المجلس الذين وجهت لهم الدعوة في حيرة ويتناقشون عن كثب بشأن ذلك».
يذكر أن الرياض وجهت دعوة سابقة لبعض أعضاء البرلمان والتقى ولي العهد محمد بن سلمان ببعضهم في الرياض، كما التقى الرئيس عبدربه منصور بأعضاء برلمانيين مطلع يونيو من العام 2017، وكان يجري الحديث من قبل حكومة «الشرعية» عن إمكانية استئناف عقد جلسات للمجلس من عدن.
المصادر السياسية في الرياض رأت أن ترك الانهيار الاقتصادي من دون محاولة جادة لوقفه، وعدم تفاعل دول «التحالف» مع ذاك التطور، إنما يمثل «جزءً من المؤامرة على الرئيس هادي وجزء من الحرب عليه وعلى حكومته، وإظهارهم فاشلين بطريقة مؤسفة، وما تقديمهم 200 مليون دولار إلا دليلاً واضحاً على ذلك .. المصدر : العربي