وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اليوم الأحد، العاصمة الموريتانية نواكشوط، في زيارة سبقتها احتجاجات رافضة رفعت خلال شعارات منددة بهذه الزيارة، والتي تأتي ضمن استئناف أول جولة خارجية له بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بقنصلية المملكة في أكتوبر الماضي.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن ابن سلمان وصل العاصمة الموريتانية، وكان في استقباله رئيس البلاد، محمد ولد عبد العزيز.
وقبيل ساعات من وصول ولي العهد، وصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى نواكشوط، برفقة وزير الإعلام عواد العواد ووزير الدولة للشؤون الأفريقية أحمد القطان، وذلك في إطار التمهيد للزيارة.
 
وفي هذا الإطار، أعلن «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة» (أكبر ائتلاف معارض في موريتانيا)، أمس السبت، رفضه لزيارة ابن سلمان، معتبراً أنها «تأتي في ظروف تملي على كل المتمسكين بعدالة قضية الشعب الفلسطيني والمدافعين عنها… أن يعربوا عن عدم ترحيبهم بها».
وقال في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «نعلن عدم الترحيب بهذه الزيارة لما أحدثه محمد بن سلمان من مواقف أضرت بالمصالح الحيوية للعرب والمسلمين، وذلك من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة من أجل تصفية القضية الفلسطينية، والاعتداءات السافرة على حقوق الإنسان وحرية التعبير».
وتابع «نعتبر أن التوجهات والممارسات التي أدخلها محمد بن سلمان على مواقف وسياسات المملكة العربية السعودية، قد أضرت بصورة ومكانة بلد وشعب ظلا عزيزين على قلب كل مسلم ومحل تقدير من لدن الجميع».

وتأتي جولة ابن سلمان في وقت تواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي، إذ أعلنت المملكة، في 20 أكتوبرالماضي، مقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوماً من الإنكار.
وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء خاشقجي قبل أن تقول إنه تم قتله و«تجزئة جثته» بعد فشل «مفاوضات» لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.
وقبل أيام، قالت «وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية» (سي آي إيه) إنها توصلت إلى أن «قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من ابن سلمان»؛ غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل «شريكاً راسخاً» للسعودية، على الرغم من قوله إن ابن سلمان «ربما كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي وربما لا».
 

وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام جزائرية رسمية، أن ابن سلمان سيصل اليوم إلى البلاد في زيارة رسمية تستمر يومين.
وتعد الجزائر المحطة الخامسة في إطار جولته الخارجية، وقد نشر صحافيون ومثقفون ورجال دين جزائريون بياناً اعترضوا فيه على الزيارة، على خلفية اتهامه بالوقوف وراء قتل خاشقجي.
(العربي)