الفالنتالين في الحديدة.. حب وورد وسلام

‏  4 دقائق للقراءة        785    كلمة

الحديدة نيوز/ خاص_ بليغ السامعي

بينما يتحين عشاق العالم مجيء عيد الحب “الفالنتاين” للإستمتاع وتبادل القبل والورود والشوكولا ورسائل الود و الغرام، يشعلون الشموع ويقيمون حفلات العشاء والزواج الجماعي، بينما تطلى مدن العالم و واجهات المباني باللون الأحمر، وتفرش الشوارع بالورود بترف فائض، يتحين عشاق اليمن المناسبات وعيد الحب خصوصاً وكأنه الإكسير الذي سيوقف لهم الحرب، فهم يتحينون من أجل التعبير عن حبهم للحياة و رفضهم للحرب والاقتتال ، و يرتجلون نمط حياة خاص مليء بالمتعة خارج أجواء الحرب واحتجاجا” عليها، فيتبادلون الهدايا والورود الحمراء، ويرتدون الملابس ذات اللون الأحمر ويتنزهون للتعبير عن حبهم .

حدث هذا في وسط مدينة الحديدة ، المدينة المحاطة بالمواجع ومدمرات الحياة من كل صوب و تنام على صوت الحرب، فبينما يشهر الشاب الورد و يهديها لمحبوبته، تستيقظ الحرب و تتلعلع البنادق على بعد أقل من 2كم .

قصة “فالنتاين” .. صانع الحب لجنود إمبراطور روما

أختلفت الروايات حول قصة عيد الحب الحقيقة، وسبب اختيار 14 فبراير عيدا للعشاق حول العالم، وتم اختيار القصة الأكثر تداولا” عند العشاق.

تقول الحكاية : كان هناك قس يدعى “فالنتاين”، يخدم في الكنيسة الكاثوليكية خلال القرن الثالث في روما.

وكان الإمبراطور كلوديس الثاني حينها يحظر الزواج على جنوده، لأنه يرى حسب وجهة نظره أن هؤلاء الشباب يشكلون أفضل الجنود لديه، ما دام أنهم غير متزوجين وليس لديهم أطفال. فكان فالنتاين يقوم سراً بتزويج من يرغب من هؤلاء الجنود، ولكن في يوم من الأيام اكتشف الإمبراطور كلوديس الثاني أمره، وأصدر أمراً بإعدامه حتى الموت في عام 14 فبراير/شباط 269م، وقبل اعدامة كان قد أرسل رسالة إلى ابنه الإمبراطور و وقعها بـ”عاشقك فالنتاين” ، ومن يومها أصبح 14 فبراير مرتبطاً بمفهوم الحبّ والغرام والوفاء للقدّيس “فالنتاين” و من الطّقوس المعتادة تبادل العشاق هدايا عيد الحب من الورود الحمراء، ورسائل العشق. المطراق.

بستان ورد أحمر

سوق المطراق في الحديدة هو المكان الذي تقصده ولا يردك خائباً، ما تبحث عنه تجده في المطراق، و يتوافر على كل ما تحتاجه النساء و يريده الشباب، الملابس والأحذية والهدايا والعطر الفخم وأدات التجمييل ومحلات الفراولة والشوكولا والإسكريم، وفي مواسم الأعياد والمناسبات، تكون محظوظا” إذا ما حصلت انجزت عملية شراء من فرط ازدحام الناس، و في “عيد الحب” عرضت المعارض الثياب والملابس الحمراء وفرشت البسطات والعربيات اللون الأحمر، ولبس الشباب البّدل الحمراء والقبعات الحمراء و أرتدت الفتيات الشيلان الحمر والجزمات الحمراء، و تحول المطراق إلى بستان أحمر.

حديقة الشعب قبلة الزائرين.. عشاق يضعون الورد والسلام في كل مكان .

. تبقى حديقة الشعب قبلة للزائرين ومتنفسا” للكثير و أحد أمكنة المدينة وأكثرها استقبالا للأسر والزوار من الشباب بإختلاف الأيام والمناسبات.

ففي “عيد الحب ” الفالنتاين” لن يكون مبالغا” أن الحديقة اكتظت بالكثير يحملون في ايديهم الورود ، في رسالة رفض للحرب وهروب من الواقع وتوقهم لحياة يسودها الحب والأمان.

محمد، (33 عاما)، رب إحدى الأسر المتواجدة في الحديقة، يقول: “لأننا نعيش في جحيم الحرب، اشتريت الورد والحلويات وخرجت مع عائلتي إلى الحديقة هذا اليوم للتخفف من الأثار النفسية لأسرتي تراكمت بسبب الحرب خلال السنوات ولأعبر عن حبي لعائلتي ونستمتع برؤية الناس وهم يبادلون أحبابهم وأصداقائهم الحب الود ” .

وتقول رزان، (24 عاما) :”أهديت أمي ساعة واخواني الحلويات والشوكولا وتبادلت مع شريك حياتي الورود الحمراء” وتضيف: “نحن مثل كل عشاق العالم نكره الحرب ونحب الحياة ونتبادل الهدايا لولا ان الحرب جعلت حياتنا مريرة وعذاب وقهر ومآسي .

أما نسرين، (22عاما)، فتقول:” نحتفل بعيد الحب ونهدي أحبابنا الورد والعطور والملابس الجديدة لأننا مللنا من الحرب وسماع نشرات التلفزيون ودوي الانفجارات وأصوات الرصاص .. نريد ان نحب بعضنا ونتصالح مع الأخرين وان نعيش حياتنا بحب وسلام ”

ويقول مراد :”إحتفالنا بعيد الحب ماهو إلا محاولة نسيان الحرب والتنفيس عن أنفسنا والهروب من جحيم الحرب إلى جنة الحب ” .

حولت الحرب حياة اليمنيين إلى جحيم، و سلبت منهم طعم العيش ، وأفقدتهم القدرة على السعادة والفرح، و جعلت الذعر والحزن و القهر و الألم عناوين بارزة لصباحاتهم ومساءاتهم ، فملوا من رؤية الدماء وسماع أخبار الموت، لا حيلة ولا خيار ولا خلاص لهم عدا التشبث بالحب، والهروب من الواقع المرّ للترويح عن أنفسهم من حرب لعينة طالت أحلامهم وتهديد حاضرهم ومستقبلهم، و بوصفه الاكسير الضامن لبقائهم أحياء وسعداء من حرب ضارية تحرق كل شيء.

عن Amat

شاهد أيضاً

من ينقذ الموهبة حسان ريان !!

‏‏  2 دقائق للقراءة        214    كلمة الحديدة نيوز / كتب / منصور الدبعي  هذا حسان ريان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *