الحديدة:عمال الشحن والتفريغ بالميناء.. الأقل أجراً ..والأكثر تضرراً

‏  4 دقائق للقراءة        659    كلمة

عمال الشحن والتفريغ بميناء الحديدة..
الأقل اجراً ..والاكثر تضرراً

الحديدة نيوز/ فؤاد محمد

عندما تدق الحاجة بقوة في أضلاع المحتاج يكون الألم شديدا ..وتظهر علامات التأثر واضحة وجلية على حياة ذلك الإنسان الذي لم ترحمة الظروف.. ولم تترك له أي فرصة لأن يقبل الواقع ..ويتأقلم مع الوضع الجديد الذي مسح من أمام عينية اشارات الامل ..وطبع على الجبين ما لاتحب ان تراه العين ..

هناك فئة أصبحت هي الأشد تضررا من الصراع الدائر في المحافظة ..كانوا يعيشون في حياة يرون أنها الافضل والاجمل ..يحمدون الله على ما يجود به عليهم خلال يومهم الذي يكون مليء بالمشقة والتعب والارهاق..لكن ذلك التعب يتبدد وهم عائدون إلى بيوتهم يحملون في أيديهم ما يسدون به جوع وحاجة أبنائهم التي لاتتعدى طموح اي جائع..فيحمدون الله لعودتهم إلى البيوت ..وتقاسمهم مع بقية أفراد العائلة محصول اليوم الذي عادة ما يبدأ في السادسة صباحا وينتهي في الثانية بعد الظهر..

أنهم عمال الشحن والتفريغ بميناء الحديدة ، الذين جردتهم الحرب من مصدر رزقهم الوحيد بعد تدمير كرينات ميناء الحديدة خلال الحرب ، وتوقفت البواخر التجارية من الرسو في ارصفة ميناء الحديدة مما دعا الجهات المختصة في الميناء الى ايقاف دخول عمال الشحن والتفريغ وبالتالي حرمان هؤلاء العمال من النافذة الوحيدة التي تقدم لهم أبسط سبل العيش الكريم..خاصة بعد توقف تدفق السفن التجارية بسبب الحصار باعتبار تلك السفن هي المصدر الرئيسي لعمل العمال.

يقول شوعي سعيد وهو من عمال الشحن والتفريغ ويعمل في الميناء منذ عشرات السنوات أنه منذ دمرت الحرب كرينات الميناء توقفنا عن العمل ولم يعد يسمح لنا بدخول الميناء بسبب انعدام العمل الذي نعيش علية ولم يحدث لنا مثل هذا التوقف الذي أثر علينا كثيرا وحرمنا وحرمت اسرنا من الحصول على احتياجاتنا الأساسية من المواد الغذائية ، وحاليا نحاول البحث عن أي فرص عمل لمواجهة احتياجات المعيشة لكن للأسف نواجة صعوبة في ذلك نظرا لتوقف كثير من المواقع عن طلب عمال .. بل ان كثير من الشركات والمحلات تحاول التقليل من العمالة المتواجدة لديهم.

عمال الشحن والتفريغ بميناء الحديدة تجمعهم نقابة عمالية لكن تلك النقابة لم تتمكن من تقديم أي مساعدات لمنتسبيها والسبب في ذلك توقف توريد الاشتراكات الخاصة بالأعضاء نظرا لانعدام مصدر دخلهم الوحيد.. وهذا السبب أوقف مصدر النقابة الذين كان من خلالة يقدم المساعدات أو الرفع بالمحتاجين للمساعدات الى شركات الملاحة التي تساهم في مساعدة الحالات المحتاجة بسبب توقف عمل الشركات الملاحية العاملة في ميناء الحديدة.

يقول رئيس نقابة عمال الميناء، علي راجح، إن “3031 عاملاً كانوا يعملون في الميناء، إلا أن طاقة العمل تراجعت بمقدار 85%، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على العمال، ونحن الآن نعمل بطاقة تبلغ أقل من 20%”.

وأضاف راجح ” كنا قد تنفسنا الصعداء بعد الاتفاق الأخيرة الخاصة بوضع المحافظة بشكل عام وميناء الحديدة على وجة الخصوص على أمل أن يعود الميناء إلى سابق عهده، ويعود العمال إلى أنشطتهم لكن للأسف لم يحدث أي جديد بشأن هؤلاء العمال.

كثير هي المواقف المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان ..لكن الموقف الذي تعرض له عمال الشحن والتفريغ بميناء الحديدة جراء توقفهم عن العمل يعتبر من أكثر تلك المواقف الما واقواها صدمة على هؤلاء الناس الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها على أرصفة الشوارع تلفهم الهموم في كيفية توفير احتياجاتهم الأساسية خاصة وأن الوضع العام الذي أصبحت فية محافظة الحديدة لايشجع هذه الفئة بإمكانية الحصول على أعمال كتلك التي كانوا يمارسونها داخل ارصفة الميناء وبين حاويات البضائع المختلفة.

ختاما..
أصحاب السواعد السمراء التي لم تنهكها حرارة الشمس.. أو رمضاء الرمال..أو ثقل البضائع التي يقومون بافراغها من السفن التجارية ..انهكتها الحاجة للحصول على لقمة العيش بعد أن تقطعت بهم السبل ..واخذتهم الأمواج الى البعيد المجهول..

عن arafat

شاهد أيضاً

مؤسسة إخوان ثابت الخيرية تقدم كمية من الأدوية لهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة

‏‏  2 دقائق للقراءة        361    كلمةهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة تتسلم كمية من الأدوية من مؤسسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *