الحديدة .. باجل مدينة البسطاء ومأوى الفقراء ..

‏  2 دقائق للقراءة        381    كلمة

 

الحديدة نيوز / كتب / محمد عمر

هنا باجل مدينة البسطاء ومأوى أطفال الفقراء..
لم تعد هذه المدينة توحي بالسحر والجمال والحسن والبساطة، تراكم الغبار على الأرصفة وغصت الشوارع و الأزقة بالنفايات، امتلأت بالنازحين وارتفعت إجارات البيوت و توقفت السعادة على أعتاب أبوابها حتى صار الشقاء يترنح في كل مكان..
أينما نظرت تشاهد الوجوه الضاحكة المبتسمة مطمورة بالعذاب الذي يطوق البلاد من جميع الجهات.. تحصار القلوب بالألم والأجسام بالتعب والأفواه بالعطش..


 

عشرات الأسر لا تستطيع توفير قوت يومها، تعاني من الشمس و الغبار والحرارة والجوع والفقر والبطالة في ظل انتشار الأوبئة والحميات وانعدام المشتقات النفطية وغلاء المعيشة..
في عالم الجوعى ترى بعض النساء اللاتي قست عليهن الحياة يبحثن على رغيف خبز بين براميل القمامة،يواجهن معركة الحياة وحيدات، أطفالهن يلهثون بجوارهن بعد أن سقط حلم الطفولة بين الحزن والخسارة، يحاولون إخماد لهيب الشمس بكومة ثلج بارده تخفف معاناتهم..

هناك في كل حجرة من حجرات المستشفيات تجد من هم أكثر شقاء، أكثر تعاسة، يغرقون بدمعات العيون،يحدثون الموت لماذا توخز حياتنا؟ أجئت بقصد أو بدون قصد؟ نحن تعساء نطلب الدواء بدراهم معدودات.. هناك أدوية تصرف من قبل المنظمات للذين لديهم الجاه و الوساطة ونحن لا نملك صحون من المال الذي ينقذنا من الداء.. ننظر إلى ملائكة الرحمة بدقة كلما أصبنا بعسر الهضم ليكتمل الأمل بأن غداً سيكون أجمل..

بلهجة التهامي يحدثني (ع ي)قائلاً “امصبر يا صاحبي امصبر، كل شيء ناروا، امعيد قرب ومجيب فارغو وامبترول معدوم ومسوق امسوداء طالبين الله ونحن نرتطم بالموت كل ساعة”.
المدينة متعبة تستلقي على فراش من نار نسج خيوطه التجار ومن صار على نهجهم.. المدينة تختنق بالنفايات المنثورة في الأزقة الرديئة والشوارع الناحلة التي التهم حوافها أصحاب المحلات التجارية..

على أطراف المدينة تنشد الطيور الراقصة نحن نتحسر حين نرى الدخان يستبيح سمائك، نشاطرك الألم ونبكي حين تتسرب آهات البسطاء من سقوف البيوت..

الحمى تسلخ الجلود وغياب الوعي يمزق ثوب المدينة الفاتنة ووحده الإهمال يركض فوق المرايا..

عن Amat

شاهد أيضاً

عريسان ينظمان مباراة كروية بمناسبة حفل زفافهما  

‏‏  1 دقيقة للقراءة        195    كلمة الحديدة نيوز / منصور الدبعي  للمرة الأولى ربما في اليمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *