أخبار عاجلة

الإختبار الأخير فشِلَ فيه العرب

‏  3 دقائق للقراءة        480    كلمة

الإختبار الأخير فشِلَ فيه العرب

الحديدة نيوز/ خاص

بقلم :مطهر الخضمي

في السادس من ديسمبر عام 2017م، اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا بإعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونية واشنطن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو القرار الذي كان يعتقد رؤساء أمريكا السابقون، أن بإعلانه قد يُفتح بابا جديدا للصراع الأمريكي الشرق أوسطي، وفصلا معقدا من الأزمات في الشرق الأوسط، إلا أن ترامب جازف بذلك وأعتبره مجرد اختبارٍ أخير لمواقف العرب والمسلمين، فكان ما أراد حين رأى ضعف مواقف الحكومات وصمت الشعوب، فهو بخبرته الطويلة في عقد الصفقات التجارية، وبيع وشراء المواقف السياسية، استطاع أن يمرر هذا القرار كمرامبٍ يهودي يُجيد تسويق النبيذ وبيعه على زمرةٍ من المسلمين الأغنياء.

وفي وقت لاحق أكدت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت هذا القرار، وقالت في بيان “نحن بغاية السرور لقيامنا بهذا التقدم التاريخي، وننتظر بفارغ الصبر الإفتتاح في مايو/أيار”.

وبدأت واشنطن بحسب تصريحات مسؤولين بوزارة الخارجية اجراءات نقل السفارة إلى القدس.

وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في زيارته لإسرائيل أن قرار نقل القدس من شأنه “يسهم في دفع عملية السلام إلى الأمام”، مؤكدا أن قرار ترامب بشأن القدس”تصحيح لخطأ عمره سبعون عامًا”.

بالمقابل تهافتت الإدانات والبيانات العربية والإسلامية التي تطالب واشنطن على استحياء بالعدول عن قرارها، الذي من شأنه عرقلة عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، التي تقودها واشنطن.

ولكن السياسة الأمريكية كانت أكثر معرفة بما سيحدث حيال هذا القرار،فدبلوماسية التنديد والإستنكار هي من صنعتها وروجت لها، وظلت ترضي بها حلفائها في الشرق الأوسط على مدى عقود، لتمنح ما لا تملك لمن لا يستحق.

وفي نفس المواقف السلبية التي انتهجتها واشنطن، أعلنت رسميا افتتاح سفارتها في القدس، يوم 14 مايو، وهي بذلك دقت المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية، مستغلةً الإنقسام العربي الحاصل على مستوى البلدان، بل على مستوى البلد الواحد، ما أثر سلبا على رؤية توحيد المواقف السياسية التي تخص القضايا القومية، وهو الأمر الذي تبنته الدول العدوانية، لزرع الخذلان في صدر الأمة العربية والإسلامية.

جاء تاريخ افتتاح السفارة واشنطن في القدس تزامنا مع يوم العودة الفلسطيني، ليشرب فيه سياسو الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإحتلال الصهيوني، نخبا معتقا من دماء ما يقارب 58 شهيدا، وأكثر من 2500 جريح، من المدنيين الُعزل، والذين استهدفتهم قوات الإحتلال بالرصاص الحي، وهو ما لا يدعو للشك صورة ذُل قوى الباطل وخوفها رغم سلاحها، من أصحاب الحق وإن كانوا عُزّلًا لا يملكون الرصاص بل الحجارة الصلبة كعزائمهم، والثبات الراسخ في نفوسهم، فقد قال الشيخ محمد الغزالي عن مثل هذه المواقف ” أن هناك ساعة حرجة يبلغ فيها الباطل ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول”، فقد حقق المقاومون بصبرهم أسمى درجات الثبات، وبشدتهم أبلغ الدروس في تجسيد معاني العزة والكرامة.

عن gamdan

شاهد أيضاً

د داغس :  نهر من العطاء ، ورجل لا يعرف المستحيل ..

‏‏  4 دقائق للقراءة        623    كلمة الحديدة نيوز / كتب / علي وليد غالب هناك أشخاص …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *