أشجار علاجية ثمينه في تهامة مهددة بالإنقراض والسبب هو؟
الحديدة نيوز_ حسن يحيى
عبثا يحاول العشريني جيلان إقناع والده التراجع عن بيع أشجار السلام التي تتميز بها أراضيهم “ارجوك يا والدي لا تقوم ببيع ما تمتلكه من أشجار السلام” مخاطبا والده وعلامات الحزن تبدو على ملامحه ويحاول إقناعه لكن دون جدوى.
ويمتلك الحاج علي سالم 54 عاما أكثر من 10 معادات أوما يعادل 35000 مترمربع من الأراضي بمديرية الزيدية بمحافظة الحديدة تغطيها أشجار السلام التي يتغذى عليها النحل وينتج عسل يدعى “السلام” نسبة لهذه الشجرة و يستخدمه الكثير في التداوي من الأمراض.
ويروي جيلان ل”الحديدة نيوز” أسبابا غريبة تقف وراء بيع والده لأشجار السلام، حيث يقول أن الشجرة يتنافس عليها عدد كبير من التجار الذين يقمون بشراء الأشجار فقط دون الأراضي ويوظفون عمالا لقطعها وحرقها واستخراج الفحم منها لبيعها في الأسواق ويقبل على شراؤها ما يسمى بالموالعة بالمداعة والتبغ ويستخدمونها في مقايل القات.
ويشير بقوله أنه لم يستطيع اقناع والده في التراجع عن بيع الأشجار وباع منها بمبلغ 100000 ريال يمني، مؤكدا أن ملاك الأراضي في المناطق التي تنتشر فيها أشجار السلام عمدوا إلى بيعها وذلك بسبب حاجتهم إلى المال وإغرائهم من تجار الفحم الذين يقمون بقطعها دون رحمة وحولوا مساحات شاسعه منها إلى صحراء تكسر النفوس.
وتتواجد أشجار السلام على سواحل البحر الأحمر في منطقة تهامة وتعرف أنها شبه صحراوية لا تزهر إلا في شهر مارس لذلك فنوع العسل منها نادراً ما يتواجد طوال العام ويعتبر عسلها من أهم وأفضل أنواع العسل الذي يتواجد في تهامة حيث يأتي الفترة من بين شهر فبراير إلى شهر إبريل ويبدأ النحالون برعي النحل في المناطق التي تتواجد فيها شجرة السلام، وهذه الشجرة تصل إلى مرحلة الإزدهار أو مرحلة النضوج في العام الثاني أو الثالث من عمرها.
ويخشى جيلان من إنقراض هذه الشجرة من المناطق شبه صحراوية بعد الإقبال الكبير على شراءها وقطعها وتحويلها إلى فحم للموالعة، حيث وأن غالبية هذه المناطق في تهامة يعتمدون في مقايلهم اثناء مضغ القات بتناول الشيشة والتبغ.
ويعتبر “قحطان درويش” -مالك نحل- أن ظاهرة بيع أشجار السلام لتجار الفحم أمر خطير للغاية وسيؤدي إلى تراجع إنتاج عسل السلام المنسوب لهذه الشجرة، مستغربا من استبدال العسل بالفحم الحارق.
وقال أنه يقوم بنقل نحله سنويا إلى هذه المناطق الغنية بالأشجار لكنه لاحظ مؤخرا تحول مساحات شاسعه إلى صحراء بعد أن غزاها تجار الفحم او أعداء شجرة السلام حد تعبيره مبديا تخوفه من انقراض هذه الشجرة وانقراض العسل معها، والذي يعد من اجود انواع العسل في اليمن ويفيد في معالجة الكثير من الأمراض.
و يتميز عسل السلام بلونه الداكن المقارب للسمرة وطعم يميل الى الحموضة الخفيفة , يستخرج من أشجار السلم المنتشرة في مناطق تهامه المحاذية لسواحل البحر الأحمر .
طبيب الأعشاب عبدالرحمن الشاوش يتطرق في حديثه ل”الحديدة نيوز”عن فوائد عسل السلام ولعل من أبرزها انه يستخدم في علاج فقر الدم وعلاج الضعف العام المسالك البولية وأمراض الكبد واليرقان ومرض السكري لأن هذا العسل يحتوي على أقل السكريات الطبيعية التي تتواجد في العسل كما أنه ليس لديه أي تأثيرات عكسية على ارتفاع السكر في الدم لذلك فهو غذاء ودواء آمن لجميع مرضى السكر فلهم أن يتناولوه دون أي قلق منه.
ويشير انه يستخدم ايضا لعلاج التهابات القولون التقرحي ومفيد للجهاز التنفسي وعلاج مشاكل الربو والتهابات الحلق ويشد اللثة ويعالج مشاكل الأسنان كما أنه يقوي عضلة القلب وتنظيم عمل الشعيرات والأوردة الدموية ويعمل على حل مشاكل الجهاز الهضمي ومعالجة حمض المعدة والتخلص من تراكم السموم وتنظيفها منها.
-ويؤكد ان تناول العسل على الريق بإضافة ملعقة كبيرة منه إلى كوب من الماء كفيل بأن يعطيك جسم صحي ورشيق.
وتبقى شجرة السلام في تهامة مهددة بالإنقراض وسينقرض معها أجود العسل في تهامة خصوصا وفي اليمن بشكل عام، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المعنية لإيقاف العبث الذي يطال أشجار السلام ويحول الأراضي إلى صحراء خاوية على عروشها.