إذا قدر الله وأصبحنا خليجيين
جالسين نضحك على داحس والغبراء، الذين تحاربوا قبل الإسلام بـ 200 سنة، وفي ذمار دحسوا الثورة والجمهورية، في القرن الـ21، داحس والغبراء تحاربوا بالسيوف والخناجر 40 سنة، بسبب خيلين، وهؤلاء”يتنادعوا”40 سنة بالرشاشات وقذائف الهاون… واحتمال يكون على كيلو بطاط!!
الشهران الماضيان توالت ثلاثة أخبار رسمية عن محافظة ذمار، كلها مفزعة، الأول أن شاباً من “آنس”قتل خمسة بينهم امرأة، وحين سألوه عن السبب، قال: “أشتي أعمل سع مراد علمدار!!”، والثاني: “مقتل خمسة وإصابة 15 آخرين في نزاع بين قبيلتين على حجر أثري”… ونعم الوطنية، الجماعة يضحوا بأرواحهم من أجل حماية التراث!!
والثالث: “عقد صلح بين قبيلة أبوعاطف والراشدة وبين بني جعلة لإيقاف مواجهات دامت 40 سنة!!”.
اتقوا الله في الأيتام والأرامل، حتى لو أنتم تتحاربوا على تركة الملك عبدالله، ما فيش ما يستحق قتال 40 سنة.
ليت حال اليمن إلى هنا ويكفي، لا، ونطالب بتنمية، والانضمام إلى دول الخليج!!
تخيلوا أن اليمن أصبحت دولة خليجية، و”أصحاب البلاد”يدخلوا دبي بالبطائق بس، يومين ثلاث وقدهم “يتنادعوا”داخل أكبر مول تجاري، وبعد يومين يجيء الشايف ويسيطر على برج خليفة، وحسين الأحمر يعقد اجتماع طارئ لمجلس التضامن داخل فندق برج العرب، وبحضور 300 شيخ، و30 ألف مرافق، والحوثي يتهم “الفرقة”أنها من أطلقت النار على موكب محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الصحة العُماني يكتب على جدار بيته: ممنوع رمي القمامة هنا، والإصلاح يضغط على الشيخ خليفة لإخراج الحوثيين من الشارقة، وفي الرياض أصحاب الحداء يشتبكون مع الأمن بسبب سيارة قات “ذحلة”، والراعي يحكّم الأمير سلمان بعشرين آلي، وحمود المخلافي يقول أنه يعرف من سرق سيارة السلطان قابوس، وعسكر سلطان السامعي ينتشرون بالمنامة لحماية نجيبة مطهر، والجدعان يفجرون أنبوب الغاز في قطر، ونزيه العماد كعادته ذكي: يطالب السعودية بتوضيح ميزانية الحرمين، وقبائل عمران تترصد أصحاب خولان على حدود الكويت، أما أصحاب بني ضبيان فهم يرفعون الرأس؛ خطفوا ملك البحرين!!
تخيلوا، بعد صلاة الجمعة في جامع الشيخ زايد في “أبوظبي”يقف واحد يعرف يحسب فارق الصرف تمام، ويقول: “والله يا أخوة ما وقفت أمامكم إلا لحاجة، والله أني خازي منكم، بس قدر الله علي وقتلت سبعة، والباقي هربوا، والآن حكموا علي بدية سبعين مليون، أنا عند الله وعند هذي الوجوه الطيبة… والله أن أشجع إماراتي بتفتقش مرارته، لما يسمع أنه واحد قتل سبعة، وجالس خارج السجن، وعاده: “خازي منكم!!”.
حدث ذات مرة أن يمنيا يرافق صاحبه في الأردن، وشاف فارق الصرف كبير، قال فرصة، وقام بعد الصلاة بالمسجد: عمل المقدمة المعتادة، وبعدها: يا أخوة قدر الله علي وقتلت واحد، وحكموا علي بدية عشرة مليون، وأنا… ما كمل كلامه إلا والمسجد كله صاح: قاتل.. قاتل.. ومسكوه والحبس!!
أقسم، أننا لو نتحد مع الخليج لمدة سنة بس، أننا سنحول دولهم إلى “حارة دبش”، وعلى أقل تقدير ثلاث زعماء منهم سيموتون بجلطة… معانا شعب ما يخارجه يتوحد إلا مع أوغندا وليبيريا، ومعانا قبائل ما ينفع لها إلا قبائل “الزولو”بجنوب أفريقيا.
طريق عمران – حوث أربع مرات والدولة تنزل لها مناقصة وميزانية، والقبائل يخطفوا “الدركتر”، ومعدات شركة المقاولات، وضباط الجوية في الحديدة نهبوا أراضي المطار، وياسر العواضي قال إن شقيقه دخل بالآلي إلى غرفة العمليات، لحراسته، بعد إسعافه عقب حادثة جامع الرئاسة، وقبائل رداع قتلوا الدكتور القدسي طعناً داخل مستشفى العلوم والتكنولوجيا، و”المحترمين”هناك كانوا يدعون زملاءهم إلى الإضراب حتى يتم القصاص من الجناة، وبعدين المستشفيات الحكومية تغلق، وهم يفتحوا.
وضروري ننضم إلى الخليج!!
arefabuhatem@hotmail.com
والله صيحيح تسلم