الحديدة : الكسارات في “باجل” .. سموم قاتله وضجيج متواصل !

‏  5 دقائق للقراءة        926    كلمة

الحديدة نيوز / حسن يحيى
“الكسارات أتن لنا بالمرض وطيرت بالراحة والنوم” هكذا يقول مواطن خمسيني من ابناء مديرية “باجل” بمحافظة الحديدة عن كسارات الأحجار ومعامل خلط الإسفلت والتي تنتشر على المدخل الجنوبي للمديرية.

وتنتشر على مداخل مدينة “باجل” عدد من المصانع والمعامل التي لا تجلب سوى الغازات السامة والغبار والضجيج المتواصل التي سلبت الراحة من لدن المواطنين البسطاء.

ويقول ل ” الحديدة نيوز ” المواطن ” محمد أحمد سكن” 56 عاما”  ان مدينة باجل تحيط بها 8 كسارات و2 خلاطات اسفلت ومناشير للأحجار المنحوته و2 مداخل للمصنع في باجل ولا تجلب لنا غير الغبار والأدخنه التي تخنقنا نحن وأطفالنا وأصبحت حياتنا صعبة ووضعنا المادي متردي، فنحن غير قادرين على الإنتقال من منازلنا والسكن في مناطق هادئة وآمنه بسبب فقرنا ووضعنا الإقتصادي الصعب وهذه المصانع ما استفدنا منها غير المرض والتعب حتى ان اصحابها رفضوا القبول بنا كعمال عندهم.

وأضاف “سكن” ان السعال وصعوبة التنفس يعاني منها معظم سكان مدينة العمال مشيرا أن الأطباء الذين يتم الذهاب إليهم للعلاج أكدوا لهم ان الغبار والأدخنه الناتج عن الكسارات والمعامل خطير على صحتهم وسبب في معظم المشاكل الصحية التي يعاني منها السكان.

من جهته يؤكد الطبيب “سمير القباطي” أخصائي امراض الجهاز التنفسي ل ” الحديدة نيوز ” – ان الغبار الجوي والأتربة أيا كان مصدرها سبب رئيسي للكثير من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي وكذلك الأدخنه الناتجه عن المصانع والمعامل من أبرزها صعوبة التنفس والمضاعفات الناتجه عن ذلك كالربو والسعال المزمن والتحسس وغيرها، مشيرا في حديثه أن أصوات المصانع والكسارات والمعامل وما تسببه من ضجيج يؤثر نفسيا على راحة المواطنين ولذلك ينبغي ان تكون هذه المصانع والكسارات بعيده عن التجمعات السكانية حفاظا على صحة السكان خصوصا شريحة الأطفال الذين هم أكثر عرضة للأمراض الناتجه عن ذلك.

وتعتبر مديرية باجل من ابرز المديريات التي تشهد حركة استثمارية كبيرة وتتمثل بوجود كثير من المصانع فيها نظرا لموقعها الجغرافي حيث تقع في الشمال الشرقي من مدينة الحديدة, و تمتد من أقصى شرق محافظة الحديدة إلى حدود محافظة المحويت ويحدها من الشمال مديريات الضحي والمغلاف والزيدية ، ومن الجنوب مديريات الحجيلة، برع، المراوعة ،ومن الشرق جزء من الحجيلة ومديرية صعفان بمحافظة صنعاء ومديرية بني سعد بمحافظة المحويت، تبلغ مساحتها 644كم2، وعدد سكانها (172.600) نسمة، وعدد مساكنها (29.737) مسكناً، وعدد أسرها(28.021) أسرة. وتتكون من خمس عزل: عزلة باجل، عزلة الخلفية، وعزلة الخضارية، عزلة الضوامرة، عزلة الجمادي.

أضرار بيئية
وعن الأضرار المتعلقة بالمحاصيل الزراعية فيقول “سكن” ل ” الحديدة نيوز ”  إن مخاطر “الكسارات” تجاوزت الإضرار بالمواطنين لتشمل تدمير المحاصيل الزراعية؛ حيث يتراكم الغبار الذي تفرزه “الكسارات” على محاصيل الخضروات في المزارع المجاورة، مما أدى إلى تلفها، ويتسبب بخسائر فادحه، مشيرا انهم لم يستفيدوا هم كأبناء المنطقة من هذا الإستثمار والمصانع والكسارات ولم يسلموا من الأمراض بسببها ولم تنجوا منها مزارعهم، مناشدا الجهات المعنية بوضع حلول عاجلة لذلك.

ومن بين وسط زحمة المصانع وضجيجها , تتساءل عن مدى المشاريع التنموية التي تعود على الإنسان هناك , فلا شيء يذكر ولا جدوى من هذه المصانع والكسارات سوى الأتربة وانبعاثاته السامة.

فواتير حمراء يدفعها الاهالي فـالسموم يستنشقوها باستمرار مع غبار الكسارات التي تلوث سماء المدينة , حيث الأمراض تفتك بهم وبأطفالهم فـ”الربو وامراض الجهاز التنفسي وأمراض الرئة والقلب وغيرها تنتشر بين أوساط السكان , ناهيك عن الأضرار البيئية التي تحدثها الكسارت القريبة من منازلهم , لا سيما وان هناك تحذيرات من الهيئة العامة لإدارة البيئة بالمحافظة من المخاطر التي تحدق بالمنطقة وسكانها بسبب تلك الكسارات والأتربة الصادرة عنها في وقت سابق.

حرمان

معاناة يكابدها أبناء هذه المناطق حولت حياتهم إلى جحيم , حيث يخيم البؤس والحرمان والألم على القرى المجاورة لمصنع الإسمنت ومؤسسة المياه والصرف الصحي فيها، و يكابد سكان هذه القرى مشقة العيش في ظل بحيرات المجاري، وغبار الأسمنت وأصوات الكسارات وشظايا الأحجار المتطايرة بسبب انفجارات الديناميت، وبثمن تافه باعوا أراضيهم لمصنع الأسمنت ومؤسسة المياه، ومع ذلك ما زالوا محرومين من أدنى مستويات الخدمات الأساسية والضرورية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم، والأدهى من ذلك أن شباب هذه القرى يجدون أنه من المستحيل أن يحصل أحدهم على وظيفة في المصنع أو المؤسسة، حتى لو كانت بسيطة.

مأساة يتجرعها عدد من سكان مديرية باجل على المدخل الجنوبي للمدينة، فأراضيهم أصبحت تحت تصرف المستثمرين من أصحاب الكسارات والخلاطات، فلا هم استفادوا منها ولا استطاعوا ان ينجوا بأنفسهم من الأضرار الصحية والبيئية من مخلفاتها.

أما في أطراف المدينة من الجهة الجنوبية فقد قام المواطنون في المنطقة ببيع أراضيهم لمؤسسة المياه والصرف الصحي، وحولتها المؤسسة إلى أحواض مجاري وصرف صحي واشترط المواطنون على المؤسسة وفقاً لمذكرة رسمية منذ 2004 ، أن يتم تزويد قرى المنطقة بخدمات الكهرباء والمياه والصحة، إلا أن المؤسسة لم تقدم لهم شيئاً، وبسبب أحواض مجاريها تفشت الأوبئة والأمراض مثل الملاريا والبلهارسيا وينتشر أسراب البعوض بكثافة عالية دون أن تنفذ الجهات المختصة حملات رش لمكافحة البعوض.

ويبقى ملف الاستثمار في مديرية باجل مطروح امام الجهات المعنية للنظر فيها لوضع آلية تمنع الأضرار الناتجة عن هذا الاستثمار والعمل على استقطاع جزء من الإيرادات لصالح الفقراء والمواطنين البسطاء الذين تجرعوا المرارة والمعاناة لهذا الاستثمار خلال السنوات الماضية.

عن gamdan

شاهد أيضاً

من ينقذ الموهبة حسان ريان !!

‏‏  2 دقائق للقراءة        214    كلمة الحديدة نيوز / كتب / منصور الدبعي  هذا حسان ريان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *