تفيد الأنباء الواردة من سوريا بأن سكان منطقة الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق، بدأوا في عمليات نزوح مع تصاعد القتال، وتردي الأوضاع الإنسانية التي وصفت بأنها بلغت “مرحلة حرجة”.
وحققت قوات الجيش السوري تقدما على عدة جبهات بالمنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، شرق دمشق.
وبحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، فقد سيطر الجيش السوري على ربع الغوطة الشرقية.
ولم تتمكن قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة من دخول المنطقة مثلما كان مخططا اليوم الأحد.
وخلف القتال الدائر منذ 18 فبراير/ شباط الماضي أكثر من 600 قتيل، بينهم أطفال.
ما مدى سوء الوضع الإنساني؟
لم تحقق هدنة الخمس ساعات اليومية التي طلبتها روسيا، الداعم الرئيسي لسوريا، أو حتى وقف إطلاق النار في جميع أنحا
ء البلاد الذي طلبه مجلس الأمن أي تقدم في مجال الإغاثة الإنسانية في الغوطة الشرقية.
وقالت الأمم المتحدة إن “العقاب الجماعي للمدنيين أمر غير مقبول”.
واعترفت المنظمة أنها فشلت في الحصول على موافقة المسؤولين السوريين للسماح بدخول 40 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى مدينة دوما.
وقال بانوس مومتزيس، منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي بالأمم المتحدة :”مازلنا نرى اندلاع المزيد من القتال والموت، بدلا من توقفه، وهناك تقارير مقلقة حول انتشار الجوع وقصف المستشفيات”.
وبحسب التقديرات هناك 393 ألف شخص عالق في الغوطة الشرقية المحاصرة بالكامل.
إلى أين يفر السكان؟
قالت مصادر في المعارضة وصحفيون على الأرض إن مئات الأشخاص فروا من القصف على بيت سوا، جنوبي مدينة دوما وعلى الحدود الشرقية لمركز الثقل السكاني بالغوطة الشرقية.
ونزح السكان وغالبيتهم من النساء والأطفال إلى وسط الغوطة بحثا عن ملجأ يقيهم من القصف، بحسب تقارير من داخل المنطقة.
واحتدمت المواجهات في بيت سوا بين القوات الحكومية ومسلحي جيش الإسلام.
وتعد الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة السورية دمشق، حيث تنتشر فصائل معارضة مختلفة بينها فصائل إسلامية، أكبرها جيش الإسلام وفيلق الرحمن المنافس له، والذي كان يقاتل في السابق إلى جانب هيئة تحرير الشام.
ووصف سكان تحدثوا لبي بي سي الموقف الحالي في الغوطة الشرقية بأنه “أكثر من حرج.
تشير العديد من التقارير إلى أن القوات الحكومية تحاول شطر المنطقة نصفين.
ويقول التليفزيون الرسمي السوري إن الجيش يتقدم على عدة جبهات، وسيطر على قرى ومزارع بينما يواصل هجومه من الجانب الشرقي.
ويقول نشطاء إن قوات النظام تبعد 3 كيلومتر فقط عن دوما.
ويُتهم الجيش السوري ياستهداف المدنيين، لكنه يرد بأنه يحاول تحرير المنطقة من “الإرهابيين”، وتعد الغوطة الشرقية أخر المعاقل القوية للمعارضة المسلحة.