الحديدة نيوز – عبدالسلام الأعور
يحتفي أبناء محافظة الحديدة بشكل فريد وطابع متميز وطقوس متوارثة بليلة الإسراء والمعراج ( الرجبية ) في الـ 27 من شهر رجب من كل عام حيث لهذه المناسبة الدينية حضورها القوي وطقوسها الخاصة في الحديدة منذ القدم فتقام خلالها الإحتفالات ويجتمع فيها الناس وتنعقد معها الأسمار التي تقدم فيها التواشيح والاناشيد والمحاضرات الدينية بالإضافة إلى بعض الألعاب والمسابقات الشعبية كسباقات الخيول والهجن والتي تهدف إلى إبراز الموروث الثقافي والشعبي للمحافظة وسكانها من أبناء تهامة.
لهذه المناسبة طابعها الخاص وطقوسها الفريدة في الحديدة على مر السنوات حيث يحيي السكان هذه الليلة في مدينة الحديدة وأغلب مديرياتها هذه بالسمر وإقامة الاحتفالات والمهرجانات والاستماع إلى قصة الإسراء والمعراج وتفاصيلها المثيرة والإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
تطورت هذه الاحتفالات وتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل وصولا لوقنا الحاضر الذي تُحيى فيه هذه الذكرى بالعديد من الطقوس والعادات والتقاليد وكإقامة الولائم والذبائح وتجهيز عشاء خاص واقامة مقايل السمر وانتشار روائح الفل والكاذي والبخور الممتزجة مع أصوات المقصدين والمنشدين في كل أزقة وأحياء وحارات المدن والقرى على إمتداد تهامة.
وفي المقيل والسمر يستمع الجميع إلى أجمل المدائح والقصائد في الرسول صل الله عليه وسلم وذكر مكارمه وأخلاقه وقصص من سيرتة الطيبة المباركة.
الجدير بالذكر أن هذه الذكرى بطقوسها الدينية والشعبية قد تأثرت وبلاشك خلال الأعوام الثالثة الماضية بالظروف التي يعيشها سكان الحديدة والمحافظات اليمنية الأخرى جراء استمرار الحرب والحصار المفروض على بلادنا براً وبحراً وجواً ، لكن أبناء الحديدة لايزالون متمسكين رغم تعقيدات الواقع وظروفة بعاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها من الآباء والأجداد منذ عشرات السنين في إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليم.
