الحديدة : الصيف وأزمة الكهرباء معاناة متجددة
الحديدة نيوز – عبدالسلام الأعور
مع دخول فصل الصيف من كل عام تتجدد معاناة سكان محافظة الحديدة الساحلية ، حيث تشهد المحافظة إرتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة هذه الأيام مما ينذر بصيف ملتهب وشديد الحرارة قد يحيل حياة الناس إلى جحيم لايطاق في أشد فصول المعاناة التي يعيشها سكان هذه المحافظة بمختلف مديرياتها جراء الإنقطاع التام للتيار الكهربائي الأمر الذي يفاقم معاناة الناس وخصوصاً الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة خاصة مع إقتراب شهر رمضان المبارك.
آلاف الأطفال وكبار السن ومرضى الفشل الكلوي والسكري والضغط وغيرها يعانون بسبب الحر الشديد وإنقطاع الكهرباء عن الحديدة بإعتبارها ثاني أكبر المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية حيث تتجاوز درجة الحرارة خلال الصيف في هذه المحافظة الـ 45 درجة مئوية ، وتتراوح نسبة الرطوبة بين 70 و 85 درجة مئوية.
أزمة الكهرباء الخانقة ألقت بظلالها وبلا شك على مختلف مناحي الحياة إبتداء بالقطاع الصحي حيث تأثرت العديد من المستشفيات والمرافق الصحية ومراكز الغسيل الكلوي ، مرورا بقطاع السياحة وتوقف الكثير من الفنادق والمنتجعات السياحية عن تقديم خدماتها وإغلاقها نهائيا في آخر المطاف ، وصولا إلى مختلف القطاعات الخدمية والحيوية.
وعود سبقتها وعود وتلتها وعود ووعود من قبل القيادة السياسية والحكومة وكذا السلطة المحلية بضرورة الاهتمام بالحديدة والعمل على توفير التيار الكهربائي لها وبصورة عاجلة خصوصا خلال فصل الصيف للتخفيف من وطأة الحر على السكان والحد من معاناتهم ولكنها مواعيد عرقوبية حد تعبير الغالبية من أبناء المحافظة.
التعليم هو الآخر ليس بمنأى عن ذلك في المدارس والجامعات والكليات والمعاهد حيث الدراسة وسط الحر والقيظ الشديد لاتطاق والطلاب لايحتملون الجلوس لساعات داخل فصول الدراسة في هكذا أجواء ملتهبة بدون مراوح ولامكيفات مما يؤثر على استيعابهم وقدراتهم العقلية والذهنية.
أزمة الكهرباء في الحديدة تسببت في أزمة مياة خانقة جراء إعتماد المؤسسة المحلية للمياة والصرف الصحي على الكهرباء في ضخ المياة لمنازل المواطنين الأمر الذي زاد من المعاناة وجعل من الحياة في الحديدة جحيما لايطاق.
لجوء السكان لإستخدام وسائل الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية لم تفي بالغرض كون الطاقة الناتجة عنها غير قادرة على تشغيل المراوح والمكيفات بالإضافة إلى أزمة المشتقات النفطية وإرتفاع أسعارها في السوق السوداء حالت دون إستخدام المواطنين للمولدات الكهربائية.
وبالرغم من استثمار بعض التجار وأصحاب رؤوس الأموال في مجال الكهرباء عن طريق افتتاح مشاريع خاصة لتوفير الكهرباء بواسطة مولدات كبيرة (كهرباء تجارية) إلا أن أسعار ورسوم توفير الخدمة عالية جدا مقارنة بقدرة الناس الشرائية ووضعهم المعيشي الصعب نتيجة استمرار الحرب والحصار وتردي الأوضاع الإقتصادية وتدهورها بشكل ملحوظ.
ويناشد سكان الحديدة الجهات المعنية بالاهتمام بهذا الموضوع واتخاذ المعالجات اللازمة لحل هذه الإشكالية وتوفير التيار الكهربائي بما يخفف عنهم حرارة الصيف خصوصا في شهر رمضان المبارك الذي تصل درجة الحرارة خلاله إلى مستويات قياسية تصبح الحياة معها لاتطاق.