الحديدة : المرأة التهامية حضور فاعل في مواجهة الحرب !!

‏  4 دقائق للقراءة        706    كلمة

الحديدة : المرأة التهامية حضور فاعل في مواجهة الحرب !!

الحديدة نيوز/ ياسمين الصلوي

مع توالي الأزمات الخانقة في الحديدة …وارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش الذي يضرب المدينة بسوط الحرمان دون هوادة …المواطن في الحديدة يدفع ضريبة حرب لا ناقه له فيها ولا جمل .
ازمات …فقر …جوع وحرب ، دفع المرأة للخروج للعمل ومساندة رب الأسرة في تحمل ثقل الوضع وصعوبة المعيشة ، من أجل البقاء والعيش بكرامة ، ظاهرة الأولى من نوعها بدات ملامحها في شوارع المدينة ، على الأرصفة يجلسن نساء ، منهن يبعن مشتقات نفطية ومنهن ماء ، ومنهن فل ومشاقر في الجولات ، لا عيب من أجل البقاء ، اصبحت ضريبة العيش باهظة في هذه المدينة الشبه ميته، الكفاح ضرورة حتمية لتبقى حيا.
فاطمة البالغة من العمر سبعة وثلاثين عام ، تعيل طفلين وصبية ، توفى زوجها وهي حامله بأخر طفل ، تركت وحيدة تقاوم هذه الوضع بمفردها ، تعيش فاطمة في منزل شعبي من الزنج ، ليست متعلمة ضربات الوضع الأنساني في المدينة تنال منها واطفالها ، دفعتها الظروف للخروج والبحث عن عمل ، لم تجد سوى الوقوف على الشارع وبيع الماء البارد للمارة وسائقي المركبات ، قالت فاطمة في مقابلة اجراها موقع الحديدة نيوز للعديد من الفتيات ، قالت :- الزمن مايرحم بتجلس في امبيت بتموت جوع ، ماهب عيالي جواعة واني مش متعلمة ، مالقيت الا ابيع اماء هنا في امشارع واشبع جهلتي .
في مجتمع متحفظ تواجه فاطمة كومة من المضايقات ، محاولة استدراجها من قبل من لا يخافون الله في اعراض الناس ، اضافت فاطمة موضحة:- في رجاله يحسبوني قليلة ادب ، او جريئة لاني وقفت نص امشارع ابيع اماء ، واحد يشاني اركب معاه واحد مدري ماشهب لي ، ياختي رجاله ماتخاف رب امعالمين .
لم يدرك هولاء ان فاطمة دفعتها حاجة اطفالها للقمة العيش وحرصا ان لا يلحق اطفالها بموتى الجوع وسوء والتغذية الامر الذي جعلها تقف في نص الشارع وتحت خيوط حر الصيف التي لاترحم ، الا ان الكثير ادرك ذلك ، فحرب اكلت الأخضر واليابس وقتلت امن المواطن واستقراره فجعلته يتشبث بالحياة بشراسه ، الموت على هيئة جوع يقتات من سكان الحديدة والخروج من أجل الكفاح هو الملجئ الوحيد للهروب من شبح الموت لذا قررت المراة التهامية الخروج لشارع للعمل لجانب شقيقها الرجل في تحسين دخل الأسرة والكفاح من اجل مواصلة العيش .
مريم هي الأخرى تحكي لموقع الحديدة نيوز قصتها في الكفاح ومحاربة الوضع الانساني في المدينة ، تعمل مريم فراشة في احدى مؤسسات المدينة ، مقابل أجر يومي خمس مائة ريال ، تكافح مريم بجانب كفاح زوجها الذي يعمل حملا في أحد المخازن التجارية ، لم ترزق مريم بأطفال بعد ، حالة والدتها المرضيه دفعتها للعمل بعد أن تخلى عنها اولادها ورحلوا بقت لها مريم تساندها وتبر بها ، والدة مريم مصابة بحالة نفسية مزمنه تحاول مريم جاهدة توفير العلاج الازم لها ، تجد مريم راحة في مساعدة والدتها وتوفير ماتحتاجه وان عملت فراشة وتعبت كما قالت :- دام امي تعبانه ومحتاجة وقفتي …عادي بعمل كل ما استطيع عمله المهم تكون امي بخير .
هكذا خرجت المرأة التهامية للعمل من اجل ان تحارب وضع يعصف بالمدينة والمواطن دفعتها الحاجة للعمل ، حرب دمرت كل شيء ، بقى المواطن يعمل بكل طاقته في تحمل اعباء الحرب واوجعها ، فبز دور المرأة التهامية في العمل . عيدة ام لخمسة ابناء قصتها مختلفة بعض الشيء تعمل بصندوق النظافة والتحسين في المدينة ، تعمل عيدة عاملة نظافة في الاحياة والحارات الشعبية من اجل توفير لقمة العيش لابناءها الذي تركهم والدهم يموتون جوعا ورحل دون ان يخبرهم اويعرفون عنه اي شيء ، كانت تعيش عيدة على مساعدات المنظمات الانسانية التي تعمل في المحافظة ، وبالراتب التي كانت تحصل عليه وتوقف الان ، تقول عيدة ان كثير من سكان الاحياء التي تعمل على نظافتها يقدمون لها مساعدات تعينها على توفير متطلبات اطفالها ، تعمل عيدة حتى في صباح يوم العيد ، هي لا تخاف ان تسرق فرحت العيد من عينيها بقدر خوفها ان يموت اطفالها جوع ومرض .
في هذه المدينة كل شيء يقاوم ، والمراة تقاوم ايضا ، تعمل لتحسن دخل اسرتها في زمن الحرب ، لو توقفت الحرب قد ينجو الكثير من الشتات والشقاء والضياع ، وستبقى الحياة سلسة وناعمة ويعيش المواطن بسلام ، فهل تسكت الحرب ؟!

عن arafat

شاهد أيضاً

الحديدة : لقاء موسع وزيارات ميدانية الى السجن المركزي للإطلاع على أوضاع السجناء

‏‏  3 دقائق للقراءة        554    كلمة الحديدة نيوز // حسن درويش نفَّذتْ صباحَ اليوم وزارةُ العدل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *