الحديدة : الموت في زمن البنزين “قصة” !!

‏  2 دقائق للقراءة        290    كلمة

الحديدة نيوز / خاص / نبيل العامري

تتكئ (بثينة) ذات ال(11عاما “) على حائط النافذة المطلة للشارع، تنتظر عودة والدها وقد غادر المنزل باكرا على متن دراجته النارية، ليقتات بأجور إيصالاتها ما يشبع جوعه وجوع ابنته التي لم يعد له في الدنيا أحد سواها.
استمرت (بثينة) تحدق في وجوه المارين وقد انتابها القلق، فليس من عادة والدها أن يتأخر كل تلك المدة، سيما يوم الأربعاء حيث موعد تلقيها جرعة الكيماوي بمركز الأورام بالحديدة.
تراءى لها سراب وجه أبيها مع كل دراجة نارية تمر أمام أفق النافذة، اجتازت شمس ذلك اليوم إطار الشارع لتخبرها أن الوقت ما بعد الظهيرة، وازدادت معها نوبة قلق بثينة.

ظلت (بثينة) حبيسة الغرفة تنتظر عودة والدها، إلا أن ثمة شعور بالخوف طغى عليها، خرجت (بثينة) مريضة السرطان تتخبط في الشارع لعلها تجد والدها الذي طال غيابه عن المنزل أكثر من العادة بكثير.

لم تكن تستطيع أن تلفظ أنفاسها بفعل الكيماوي، فضلا عن أن (بثينة) بكماء عاجزة عن الكلام.. في تلك اللحظة وبثينة دائخة تكاد السقوط اصطدمت بجسدها النحيل إحدى الشاحنات المارة في الشارع، لتنتهي هناك مسيرة البحث عن والدها وتنتهي معها حياة بثينة وذكرها في هذا الوجود.

دقائق قليلة عن الحادثة، عاد فيها والد بثينة ( أحمد عبدالله بشر 46عاما) بعد أن ظل منتظرا دوره منذ الصباح ليملأ خزان وقود دراجته ضمن أسراب الدراجات المنتظرة.. عاد (أحمد) والشارع مكتضا بالمنقذين وهم يجمعون أشلاء بثينة المتناثرة، وقد سطرت قصة ألم منذ الطفولة كان ختامها “الموت في زمن البنزين”.

#الحديدة_نيوز

عن gamdan

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *