الحديدة: النساء شركاء الرجال في التغلب على الفقر
الحديدة نيوز_حسن يحيى
على وقع أصوات العصافير يستيقظ النساء باكرا في الريف التهامي لمشاركة الرجال في الأعمال المتعددة والمهن التي تدر عليهم المال ولو كان يسيرا ليعنيهم على قسوة الحياة اليومية.
أم أحمد إمرأة تهامية من مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة شكلت أنموذجا في الكفاح وهي تقف إلى جانب شريك حياتها في القيام بأعمال متعددة في مجال الزراعة وتربية المواشي واستطاعت أن تخفف من معاناة زوجها الذي يسعى جاهدا إلى توفير لقمة العيش لأطفاله.
تتحدث أم أحمد ل“الحديدة نيوز” أنها تقوم بمشاركة زوجها في الزراعة والحصاد وتربية المواشي وجلب الأعلاف لها، بالإضافة إلى الأعمال داخل المنزل وذلك للتخفيف من معاناة زوجها في مصاعب الحياة من خلال الحصول على العائد المالي.
وتضيف عملت على مساعدة زوجي في بذر الزرع مع موسم الخريف بعد هطول الأمطار واستمرينا خمسة أيام حيث يقوم زوجي بالحراثة واني أعمل على بذر الحبوب بالأرض ونبدأ منذ الصباح الباكر وحتى فترة الظهيرة.
وتؤكد بقولها أنها ايضا تشارك في موسم الحصاد عند نضوج الزرع من خلال استخراج سنابل الذرة وجمعها في آجاب، ثم تترك فترة محددة بين ثلاثة إلى خمسة أيام تحت الشمس ثم يتم خبطها بماكينات خاصة لإستخراج الحبوب من السنابل وتصبح جاهزة للبيع في الأسواق أو طحنها وخبزها في تناوير داخل المنازل وتقدم على مائدة الطعام على شكل كسر -يطلقون عليها في تهامه “عيش”- تضاف مع حقين منزلي أو بحسب رغبة الأسر حد تعبيرها.
وتشير بقولها أنها تعمل ايضا في تربية المواشي والإهتمام بها من خلال جلب الأعلاف من المزارع لتغذية العجول والماعز حتى تنمو وتكبر ويتم بيعها في الأسواق فمثلا الكباش والماعز يتم بيع الواحد منها بمبلغ يتراوح بين 120000- 70000 يتم الإستفادة منها في مصاريف البيت ومواجهة الأزمات الإقتصادية.
وتتعدد مهن النساء في الأرياف بغية مساعدة ازواجهن أو من يعولهن في مصاريف الحياة خصوصا مع الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه سكان محافظة الحديدة وزيادة نسبة الفقر بسبب الحرب التي تشهدها المنطقة، اضطر الكثير منهم للبحث عن مهن أضافية تكفيهم الفاقة والفقر.
أم أحمد في حديثها ل“الحديدة نيوز” تؤكد بقولها ” انها استطاعت شراء ماكينة خياطة لإبنتها الكبرى 17 عاما، وتعمل على خياطة وتطريز ملابس النساء في المنطقة وتتقاضى مبالغ مالية زهيدة تتراوح بين 1000- 500 للقطعة الواحدة ويساهم ذلك في زيادة نسبة العائد المادي إلى جانب الزراعة وتربية المواشي.
بين اشجار الفل أو ما يسمى في تهامه أم”قريشي” بالقرب من مدينة “الزيدية” ينتشر فتيات للعمل في حقول الفل، حيث يقول صديقي”خالد” أن الفتيات يقمن بقطف أزهار الفل باكرا ويعدن إلى منازلهم لتنظيمه في عقود متعددة يطلق عليها “كباش” يتم بيعه في الأسواق العامة بمنطقة “دير عبدربه” ومدينة الزيدية وتتراوح قيمة العقد الواحد من 5000- 1000 وتختلف أسعارها بحسب الحجم ويقبل على شرائه عدد من المواطنين خصوصا في يومي الخميس والجمعة وغالبا تقام الأعراس في هذه اليومين ويتم تزيين العروس والعروسة بعقود الفل لرمزيته للأفراح والأنس.
“توفير القرش الأبيض في اليوم الأسود” قاعدة من منطلقها يتجهن معظم النساء في ريف تهامة إلى مزاولة مهنن متعددة وبذلك استطعن ان يجابهن ظروف الزمن وصعابها وتخفيف الحمل من على كاهل ازواجهن وأقاربهن، خصوصا وأن الوضع يحتم على الجميع اتخاذ تدابير من شأنها أن تعينهم على تجاعيد الزمن.
وفي الوقت الذي تقوم الأسر بممارسة مهن متعددة إلا أن معدلات الفقر لا تزال عالية في المحافظة الساحلية ويعيش سكانها تحت خط الفقر منذ أن دخلت الحرب المتصاعدة في اليمن، تحولت على إثرها إلى محافظة منكوبة من حيث تدني مقومات الحياة واتساع رقعة الفقر وانتشار الأوبئة.