الحديدة نيوز /خاص
عمر هائل
يقف وحيد منذ الصباح الباكر في جوالة المواصلات تقاطع شارع صنعاء على عربية لبيع “شندوتشات البطاط والبيض” في مدينة الحديدة (غرب اليمن) يعول وحيد اسرته القاطنة في ريف الحجرية بمحافظة تعز (جنوب اليمن).
يتحدث وحيد “للحديدة نيوز” بانه يكسب القليل في بعض الايام ويخسر او يتساوي الدخل والخرج في كثير من الايام الا انه مستمر رغم إرتفاع الاسعار واختفاء الغاز فلا بيده حيلة سوى الصبر.
يتذكر وحيد قبل عام بأنه نزح الى محافظة تعز مع بداية إشتداد المعارك خلال العام الماضي2018 “خليها على الله بس كنت إيام الحرب اخسر كل يوم لا احد يشتري كنت اجلس الصباح في جولة المواصلات والعصر بالمطراق لكن ما فيش حد يشتري الا القليل ويبقى معي الكثير من البطاط استمريت وبعدها غادرت الحديدة” وحيد المبتسم دوماً لم يكن يعرف بأن الحديدة على موعد مع الحرب ونزوح جماعي للمدنيين .
ويضيف وحيد بأن لديه زبائن كان يعطيهم ديناً لنهاية الشهر ويسددونه وتبقت مديونية عند البعض.. يأمل بان تنتهي الحرب لتعود المدينة كما كانت تكتض بالمتسوقين نساء ورجالا كالسابق “معي زبائن معظمهم طلاب المدارس والجامعات وكانوا اوفياء معي ادينهم لحد 10الف ريال بالشهر واحيانا 15 الف الحمد على كل حال كنا نمشي حالنا والامور طيبة” وحيد عاد للحديدة قبل 3 اشهر من عام 2019م ليمارس عمله من جديد بائعاً للبطاط والسندوتشات ولم تجبره الاوضاع في الحديدة عن البحث عن عمل اخر ..يرى بأن عمله هذا افضل من اي عمل اخر رغم انه لا يكسب كثيرا ويخسر في بعض الاحيان .
هناك العشرات ممن يعمل في نفس عمل وحيد غادروا المدينة وعادوا اليها مرة اخرى لكن هناك ما ينغص حياتهم وهو عدم توفر اسطوانات الغاز وإن توفرت في السوق السوداء باسعار مرتفعة تقلل من فرص ربحهم .
قصة هؤلاء ليست الا جزء من معاناة خلفتها الحرب وانعكست سلبا على حياة المواطنين يأمل الكثير من أبناء الشعب اليمني بإنتهاء كافة صنوف الحرب والانشغال بتنمية المجتمع وبناءه. امنيات فرص السلام قليلة في ضل استمرار الوضع على ما هو عليه سابقاً ولسان حال الكثير ممن يسكن هذه المدينة “أيعقل بان يستمر هكذا الوضع في ضل حصار جماعي للمدنين معه يفقدون اعمالهم” !