الحرب في اليمن زادت من طوابير المتسولين ..

‏  5 دقائق للقراءة        948    كلمة

 

received_1850585474969097

الحديدة نيوز – خاص – علاء الدين الشلالي

تعتبر ظاهرة التسوّل من أكثر الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي تنامت وبرزت بقوة على السطح مع دخول الحرب في اليمن عامهما الثالث ، حتى أنها غدت من الأمور المقلقة عند المجتمع  وذلك  لزيادة عدد المتسولين بشكل مهول وانتشارهم في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية فتجدهم في الشوارع والميادين العامة وعلى طول الطرق الممتدة برا،وفي المساجد وحتى في المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة وفي قاعات ومخيمات المناسبات الاجتماعية  .
توقع اكاديمون تحدثوا لـ”الحديدة نيوز” عن إرتفاع أعداد المتسولين الى أكثر من 90الف شخص بسبب موجات النزوح وتفشي البطالة وانقطاع المرتبات عن موظفي الدولة وانقطاع مصادر الدخل لدى غالبية الآسر اليمنية،تلك التوقعات تمثل  ثلاثة أضعاف أخر الإحصائيات العلمية الصادرة عن أكاديميين بجامعة صنعاء  قبل وقوع الحرب في 21مارس2014م،والتي قدرت عدد المتسولين إلى  نحوالى 30 ألف طفل وطفلة دون سن الـ18، ولا يشمل هذا العدد كبار السن من الذكور والإناث الذين خرجوا للتسوّل تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة والفقر المدقع. وتقول الدكتوره أمل عبدالاله ، المهتمة في القضايا السكانية متحدثة لـ”الحديدة نيوز” :  “أن تزايد عدد المتسولين في اليمن يندر بكارثة خطيرة ويجب أن لايترك الحبل على الغارب حتى لايصبح المجتمع كله متسول “

 ‘‘فقر وبؤس‘‘
ويختزل واقع الطفل وليد فرحان ذو الثانية عشر عاماً، جزء كبير من قضية تزايد عدد المتسولين في اليمن ،فـ”وليد ” قبل الحرب كان يمارس حقه في التعليم ويتواجد في الفصل الدراسي بمدرسة الموشكي بحي مذبح جنوب صنعاء ،ولكن بعد أن وجد وليد عائلته غير قادرة على الاستمرار في الحياة بإسلوب المعيشة التي تعودوا عليه اضطر للبحث على مهنة تساعده في توفير لقمة العيش وتوفير جزءا من إيجار المنزل الذي يسكنوا فيه ، لكنه لم يجد يقول وليد ” عائلتي مكونة من سبعة أفراد أنا أكبر إخوتي ،كنا نعيش مستوري الحال و كان أبي يعمل بائعا متجولا يبيع الفواكه بعربيتة الصغيرة  لكنه من بعد أن أصيب بجلطة في الدماغ قبل عام ،سببت له الجلطة  شلل نصفي جعلته لم يعد قادراً على العمل وأصبح بحاجة إلى أدوية وجلسات علاجية دائمة، تراكمت علينا إيجارات المنزل الذي نسكن فيه وطالبنا صاحب المنزل إخلاء الشقة والخروج منها وتسديد ماعلينا من ايجارات”
ويضيف الطفل وليد في حديثه لـ”الحديدة نيوز” : ”  توقفت عن الدراسة وحاولت أن أبيع الفواكه كما كان يعمل أبي وذات يوم وأنا في شارع الستين تهجم عليا أشخاص وسرقوا مني العربية والفواكه التي كانت بداخلها وخسرنا كل ما لدينا ،سعيت جاهدا ليلا نهارا في البحث عن عمل ولم أجد ، وأطريت أن أشحت حتى أجد ما يسد رمق أسرتي”  
ويشكو وليد بحسرة من أنه لا يجني الكثير من المال كون أغلب الناس الذي يمد لهم يده طالباً مساعدته غير قادرين على مساعدته الا بمبالغ قليلة لا تتعدى الخمسين ريالا في أغلب الأوقات .    

 ‘‘عجز و تنصل‘‘
وتوقفت معظم المساعدات التي كانت تقدمها الحكومة اليمنية للفقراء والمعوزين ولا تستطيع الحكومة اليوم إضافة أعداد جديدة من الفقراء في كشوفات المحتاجين للمساعدات في صندوق الرعاية الاجتماعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، فهي أصلا لم تعد قادرة على دفع المرتبات الضئيلة التي كانت تصرف للمساكين في إطار صندوق الرعاية الاجتماعية وفي هذا السياق يقول محمد الغنامي ،مدير صندوق الرعاية الاجتماعية بمديرية التحرير أحدى مديريات أمانة العاصمة متحدثاً لـ”الحديدة نيوز ” أن ” صندوق الرعاية الاجتماعية يعاني من صعوبات في توفير المعونات والمساعدات المالية التي كانت تصرف للفقراء والمعوزين قبل بدء الحرب، واليوم بالكاد يساهم الصندوق بالتنسيق مع منظمات ومشاريع محلية وعالمية كمشروع التغذية المدرسية وغيره ، بتوفير سلال غذائية على الفقراء التي لم تصرف لهم مساعدات مالية نقدية  ” ويضيف الغنامي ” مؤخراً منظمات دولية ساهمت في صرف جزء يسير من المرتبات المتأخرة التي كانت مقررة للفقراء والمساكين بموجب القانون ونحن متفائلون أن يستمر مثل هكذا دعم في قادم الأيام “

‘‘عصابات الشحاذة ‘‘

حالات أخرى تـشحت في الشوارع منذ ما قبل الحرب بسنين عديدة ، لتصبح الشحاذة لديهم مهنة يومية ،دون أن يفكروا يوما بطلب الرزق عبر وسائل مشروعة ، أولئك الصنف من البشر أستبعد منهم الحياء وأصبحوا يمارسون أساليبهم المخادعة بحق المجتمع ،  مستغلين غياب الاجهزة الضبطية والرقابية فمركز مكافحة التسول الذي أنشىء في عام 1999 لوضع حد لهذه الظاهرة ولجمع المتسولين من كافة أرجاء أمانة العاصمة صنعاء لتأهيلهم ورعايتهم، لم يعد يمارس مهامه كما كان في السابق ، بالاظافة الى انشغال المنظمات المحلية والدولية بقضايا ومشكلات يرون أنها ذات أهمية أكبر من تزايد عصابات الشحاذة التي تستغل الاطفال وصغار السن في أغراض غير مشروعة .
ويرى الدكتوره عبدالجبار ردمان أستاذ علم الاجتماع والخبير في القضايا المجتمعية :  ” أن غياب عمل منظمات ومجالس حكومية كالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في صنعاء ومنظمة اليونسيف، شجع العصابات المتخصصة بخداع الناس عن طريق الشحت الى تزايد عدد الشحاتين وبالذات صغار السن القادمين من الريف  “
ويشير ردمان لـ”الحديدة نيوز ” إلى  أهمية التوعية بين أوساط أرباب الاسر  ساكني العشوائيات ومخيمات النزوح من ضرورة الانتباه لابنائهم ومراقبة تحركاتهم وتجريمهم لظاهرة التسول كونها  تضر المجتمع فكسب المال بسهولة وباستخدام مختلف الحيل، بما في ذلك الأطفال المعاقون والمصابون بأمراض مختلفة مثل الاختلالات العقلية، وإدعاء البعض المرض لتحريك مشاعر الرحمة في الآخرين محرم شرعا وغير مقبول في اوساط المجتمع “
ويتابع “ولاشك أن ظروف الحرب أباحات أشكاليات كثيرة وأن الفقر فاقم من تزايد ظاهرة التسول لذا يحب إيقاف الحرب حتى لاتنهار القيم المجتمعية لليمنيين .”

عن arafat

شاهد أيضاً

الجمعية اليمنية للطب البديل تبارك هيكلة وزارة الصحة وتعيين مديراً للبحوث والتدريب

‏‏  1 دقيقة للقراءة        182    كلمة الحديدة نيوز // قسم الأخبار    عقدت الهيئة الإدارية للجمعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *