العزبان والمتزوجين ..منافسة قروية تتحدى الحرب !
الحديدة نيوز- خاص – علاء الدين الشلالي
أدت الحرب التي يعاني منها اليمنيون اليوم سواءا في القرى أو المدن الى احباط كثيرمن الشباب الذين وجدو أنفسهم محاطين بكثير من المشكلات الحياتية في مختلف المجالات ، ومع منغصات الازمة تبرز مبادرات شبابية تتجاوز في تأثيرها المحيط الجغرافي للمكان الذي اقيمت فيه ، وفي مديرية ذي ناعم محافظة البيضاء التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الموالية لحركة أنصار الله والقوات الموالية للرئيس هادي منذ نحو ثلاثة أعوام ، كان لمجموعة من الشباب في عزلة القاهر مبادرة رياضية وثقافية ، سعى منظموها لبث روح التفاؤل لدى أهالي القرية .
بدأت الفكرة مع امتناع الكثير من شباب القرية المتزوجين عن تناول نبتة وريقات القات،لغلاء ثمنها خصوصا مع اشتداد درجات الحرارة ، يقول الشاب عبد السلام العمري في حديثه لـ”الحديدة نيوز” “لم تكن هناك اماكن يقضي فيها شباب القرية المتزوجين أوقاتهم في فترة مابعد الظهيرة ، لانه من المتعارف عليه ان ذلك الوقت كان مخصصا لتناول القات عند الشباب ، فاقترحنا عليهم فكرة اقامة انشطة رياضية وتم ذلك فعلا وكان الموضوع اعتياديا في البداية ثم رأينا بأن أفضل أسلوب لنجاح هذه الانشطة وترغيب الشباب هو ان نخلق جوا من المنافسة فتولدت لدينا فكرة تقسيم الشباب إلى فريقين فريق العزبان وفريق المتزوجين ومن هنا بدأ الحماس والتنافس”
حلق الشعر :
ويضيف العمري “رتبنا دوري مصغر بين الفريقين عدد اربع مباريات ، ومباراة فاصلة والجائزة كانت عبارة عن وجبة عشاء ،فكان الفوز من نصيب العزبان الذين لم يسبق لاحدهم وأن تزوج ،بخمسة اهداف لهدف، فأشتد الحماس والتحدي واقسم المتزوجين ان لا يهدأ لهم بال حتى يردوا الاعتبار ويهزموا العزبان والمباريات الختامية غالبا ماتكون يوم جمعة ،واعلن المتزوجين تحديهم للعزبان مقابل عزومة غداء على خروف سمين، وكرتونين من المشروبات الغازية آخر مرة فتعاهدوا المتزوجين بينهم البين انهم لايقربوا النسوان في ليلة المباراة لأنهن استهلكن الطاقة وسببن الهزيمة ،و هذا ما حصل فخاضوا المباراة وهزموا فريق العزبان بثلاثة اهداف مقابل هدف وكان لهم ما أرادوا واقيمت مأدبة غداء على الخروف ،والمشروبات الغازية على شرف فريق المتزوجين شاركنا فيها مجموعة من كبار وعقال المنطقة وابدوا اعجابهم ودعمهم للشباب ولهذه الفكرة الرائعة التي ولدت الحماس حتى عند النساء اللاتي كل منهن تشجع زوجهاأ ابنها والاطفال صغارا وكبارا الذين يشجعون ابناءهم أوآباءهم.”
ويتابع العمري متحدثا لـ”الحديدة نيوز” ” المهم أن القرية انقلبت بالكامل مابين لاعب ومشجع ومتفرج وما يزال التنافس قائما على أشده حتى اقيمت مباراة تحدي بين الفريقين وذلك مقابل مبلغ من المال تم الاتفاق على ان نشتري به بطاريات وسماعات ميكرفون لصالح مسجد القرية ،وعزومة على عجل بالإضافة إلى شرط جزائي على الفريق المهزوم وهو ان نحلق شعرأعضائة صفراً.”
تنفيس على النفس :
وفي تفسيره لمثل هكذا أنشطة تقام في مناطق النزاعات المسلحة يرى الباحث السايكلوجي فاروق جهلان في حديث لـ”الحديدة نيوز” :أن جمع شمل الأطفال مع أسرهم ومجتمعاتهم المحلية يساهم في التخفيف من الاثار السلبية التي تخلفها النزاعات المسلحة ، كما أن للقائمين عليها دورا مهما في تقديم الدعم النفسي ليس للأطفال والنساء فحسب ، بل حتى للكبار من أجل إخراجهم من جو الاكتئاب والخوف الناتج عن الصراعات المسلحة والأحداث التى تشهدها البلاد هذه الايام .” ويضيف جهلان “يجب أن لايستهين أحد بالتأثير الايجابي لمثل هكذا أنشطة ترفيهية ورياضية على الافرادأو الجماعات الذين يقضون ساعات طويلة لاداء أعمال ومهام شاقة أو يستغرقون وقتاً طويلا ً في التفكير بلقمة العيش ، لذا فإن روح الابتكار والتجديد في الترفية والرياضة مطلوبين خلال أوقات الازمات والحروب أكثر من أي وقت أخر.”