بقلم /منصور محمد أحمد سلطان
بين نزيف وطن وغلظة القرارات يعيش الطير اليمني المهاجر مقصوص الجناح تكبله الانظمة والقرارات ويتوجس من العودة الى وطنه فالتحليق لم يعد ممكن في فضاء وطنه (حصار – اعتقال اغتيال -و بساط ملغم يفترش مساحات شاسعة) فحيناً يفكر بقلع عداد غربته رغم سعير الحرب وعدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة يحاول إقناع ذاته أن تربة وهواء وطنه له ملاذ وعبق فريد وتاره يفكر بعدم جدوى العودة ويواجه لظى القرارات بالصمود بالمهجر فالحاصل بوطنه لايسر مغترب أو مقيم بالوطن . فالشلليه التي أصابت الشله التي تسمى الحكومه الشرعيه تجعل المغترب اليمني يندب حظه ويكفهر وجهه في وجه تلك الحكومه التي لم تستطع أن توفر للمغترب اليمني بيئه محفزة وآمنه فالأمن مطلب أساسي ووطني وضرورة حياة للجميع ليعود مستثمراً أو منتجاً فاعلاً بوطنه حتى في نطاق مناطق ماتسمى تحت سيطرة الشرعية .
جل ُالمغتربين بل لنقل أغلبهم يغمرهم حنين ويجتاحهم شوق العودة الي الوطن ليس على طاري وسماع اغنية حنين المفارق للفنان المخضرم ايوب طارش مطلع التسعينات التي أعادت المغتربين وا مفارق بلاد النور وعد اللقاء حان الوفا للوطن يدعوك لبي النداء الآن لاتغيبو .. كفى غربه ولوعة وأحزان اليمن تنتظركم يا حبيب بالأحضان حين عادوا بشجن غير آبهين من وضع سيؤول عليهم جراء عودتهم بل سيعودون هذه المره بعد أن أثقلت كواهلهم الرسوم الاضافية والقرارات القاسية لأجل البقاء والبناء والنماء مدركين أن الوطن الملاذ الآمن والأخير الذي يستظلون تحت غمامته ولكن من سيحقق لهم مايصبون اليه!!!؟
ففي المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين لا تخلو من السلوكيات المشينة واللصوصية الممنهجة من تعبئة عسكريه لحشد وتجنيد الشباب والأطفال والجبايات تحت مسميات المجهود الحربي واحتفالية ميلاد الرسول وتفجير منازل معارضيهم وغيرها لكن ليس غريبة هذه الأفعال فهم بالأول والأخير جماعه مليشاويه لا أقل ولا أكثر ولكن العجيب والفاضح أن يستلهم ممارستهم وقباح سلوكياتهم الكثيرون في مناطق الشرعية من نهب وإغتيالات وإعتقالات وجرائم في غياب شبه تام لوجود دولة فهنا اللوم والعتب .
هنا نطفة الألم .وعلقة الجراح .ومضغة الضياع ويبقى المغترب بين مطرقة فوضى الوطن وسندان جحيم الغربه فيقيناً وظاهراً اليمن ابتلاها الله بقلةً وإن صحت الحقيقة بندرة الوطنين المخلصين الصادقين الذين يصعب التشكيك بوطنيتهم الجذرية والنيل من قيمهم الوطنية قيد حبة خردل لذا فالسفينة سترسو بعد طول أمد إلى بر النجاة (ماأثقل العمر لاحلم ولاوطن) (ولا أمان ولاسيف ليحمينا)