الحديدة نيوز/ حسن يحيى
“الزم بيتك.. واحمِ نفسك”، صيحات تتعالى عبر وسائل الإعلام والتوعية الإرشادية لمواجهة فيروس كورنا والتي تصلح مع البعض ولكنها لا تصلح للعاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وعمال وإداريين يجدون أنفسهم في الصفوف الأولى “على خط النار”.
فالممرضات في مراكز العزل بمحافظة الحديدة يقمن بدور عظيم حبا في المهنة ومساعدة المرضى المشتبه بإصابتهن بفيروس كورونا داخل المراكز رغم المعوقات والمخاطر المترتبة على ذلك.
وكانت محافظة الحديدة كغيرها من المحافظات اليمنية سارعت إلى تجهيز عدد 6 مراكز عزل للحالات المشتبه إصابتها بفيروس كورونا بمدينة الحديدة ومديريات (باجل- الزيدية- بيت الفقيه- زبيد) وذلك لتلقي الرعاية الصحية وعزل المرضى عن مخالطة الآخرين.
جائحة كورونا…الممرضات في مرمى نيران الفيروس.
حالة من التذمر يشعر بها الممرضات داخل مراكز العزل في كثير من المناطق حيث يقول غالبيتهم أن المجتمع لا يثني عليهم مثل الأطباء رغم الجهود التي يبذلونها وكونهم أكثر قربا من المرضى ويأملن ان تتغير نظرة المجتمع لهن، وكذا ضعف المستحقات التي تعطى لهن مقارنة بالأطباء.
ومع تأكيد وجود أكثر من أربعة ملايين إصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم ووصول المستشفيات إلى حافة الانهيار في العديد من البلدان، سلطت الجائحة الضوء على العمل الذي تقوم به الممرضات اللواتي يتولين مهمة تحميم وتنظيف واطعام المرضى، ويراقبن عن كثب علامات التحسن التي تظهر عليهم،ومع ذلك، لا تزال رواتبهن متدنية ولم يتم إلا القليل للتعبير عن تقدير عملهن في مختلف دول العالم.
ممرضات مراكز كورونا… المخاطر تهددنا وجهودنا لا تذكر على الشفاه.
تتحدث الممرضة “نجاة” -عامله بمركز عزل- ل”الحديدة نيوز” عن التحديات فتقول “الحالات المرضية تحتاج عزل في المراكز التي أنشأت خصيصا لهم فيتم عزلهم عن الجميع حتى لا ينقلو الفيروس وكذا لتلقي الرعاية غير ان فئة من المجتمع يبقون إلى جانب المرضى وهم الطاقم الصحي والتمريضي الذي يظل قريبا من المريض يقدم العناية ويسهر من أجل راحة المرضى.
وتضيف نحن الممرضات تواجهنا كثير من التحديات عكس الطاقم الصحي الذكوري بسبب البقاء داخل المركز 14 يوم بعيدين عن الأهل والأقارب من بينهن ممرضات لديهن أطفال لكن لا يستطيعون الوصول لهم خوفا من نقل الفيروس وبعد مرور 14 يوم داخل المراكز يتم تغيير نوبه جديدة حيث نخرج ويدخل طاقم جديد بينما نحن نجلس في مكان منعزل يطلق عليه “الحجر الصحي” بعيدا عن الاهل لمدة 14 يوم جديدة وبعدها نقدر نقابل الاهل لمدة اسبوع فقط ونعود مره أخرى للعمل داخل المركز وهكذا وهو الأمر الذي يعد تحديا صعبا يقف أمامنا كممرضات.
الممرضة أمل: إنتقلنا من العمل إلى مرحلة الكفاح البطولي
بينما الممرضة “امل ” فتقول هناك تحديات أخرى إلى جانب الإنقطاع لفترة طويلة عن الأهل والأقارب وهي المخاطرة بحياتنا اثناء تواجدنا مع المرضى ونقص الإحترازات او قلة الخبرة في التعامل مع مرضى فيروس كورونا الذي يعتبر جديد على بيئة عملنا ويعتبر ذلك تحد كبير امام فيروس سريع الانتشار حيث نعتبر انفسنا قد انتقلنا من العمل كمهنة إلى مرحلة الكفاح البطولي والمواجهة الشرسة للتصدي لهذه الجائحة.
وتُضيف أن الفيروس الذي قد يتعرض له العاملون في القطاع الصحي من القضايا الصحية المهمة والتي تفوق في تأثيرها قطاعات أخرى، والأسباب لا تنتهي، منها أنهم ينتقلون بين المرضى، وبذلك قد يتسببون في نقل المرض إلى غير المصابين به، وأنهم يعودون إلى أسرهم، وقد يتسببون في نقل المرض إليهم، فضلًا عن أن مسببات العدوى بالمستشفيات قد تتصف أحيانًا بشراستها ومقاومتها للمضادات الحيوية، إضافة إلى أنهم قد يسقطون ضحايا لمرض يحاولون البحث عن علاجه، ما يجعل من حماية العاملين في القطاع الصحي من العدوى ضرورةً قصوى وزيادة تكثيف الإجراءات الإحترازية لخط الدفاع الأول من خلال تنفيذ الإحتياطات المعيارية الأساسية مع المخالطين ومع المرضى لحماية العاملين في القطاع الصحي وأسرهم من العدوى.
الصحة العالمية : العاملين بالقطاع الصحي بحاجة إلى قسط كافٍ من الراحة.
ونشرت منظمة الصحة العالمية نصائح ارشادية للعاملين في القطاع الصحي بغية الاعتناء بصحتهم، منها الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة بين المناوبات وبعد ساعات العمل، والاهتمام بالتغذية الصحية، وممارسة الرياضة، والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، إن لم يكن تواصلًا مباشرًا بسبب ظروف العمل فليكن عبر التليفون ومنصات السوشيال ميديا.
-ممرضة أخرى عامله بأحد مراكز العزل بمحافظة الحديدة – فضلت عدم الكشف عن اسمها- ترى أن الضغط في بعض أماكن العمل يحول دون التزام الممرضات بطرق الحماية، وأحيانًا تكون هناك حالة من التكاسل وعدم توافر عددٍ كافٍ من ادوات الحماية،
واقترحت كل الممرضات الاهتمام بتكثيف التدريب العملي في رعاية الحالة دون نقل العدوى خصوصا ان فيروس كورونا مستجد وسريع الانتشار.
كما أوصت بـ”ضرورة مراقبة أداء المراكز فيما يتعلق بوضع أنظمة وبرامج لمكافحة العدوى وأمن سلامة المرضى والأطقم الطبية، والتأكد من مدى توافر الإمكانيات، وتشجيع العاملين على الإبلاغ، ومراقبة التعقيم والتطهير، وتوعية فريق التمريض بالتعامل مع كل مريض على أنه إيجابي ومصدر للعدوى.
أماني : المجتمع يتناسى دور الممرضات ويمجد الأطباء الذكور
أما “اماني” فتشكو من ميل الناس إلى ربط عمل الرعاية الصحية بالأطباء فقط وتشير بقولها “تعالت كثير من الأصوات في تمجيد دور الأطباء في مناسبة يوم الطبيب اليمني الذي صادف يوم الخميس المنصرم، متناسين دور الممرضات وجهودهم الكبيرة من خلال وجودهم فترات أطول بجانب المريض بعكس الطبيب.”
وتأملُ أماني أن تتغير هذه النظرة بعد هذه الجائحة. وتقول: “فقط أولئك الذين نُقلوا إلى المستشفيات أدركوا طبيعة عملنا، الآن الجميع يعلم ما نقوم به، ويجب حقاً أن يقدّر الناس عملنا وجهودنا تجاه المرضى في مراكز العزل.”