الناشط الحقوقي #الكاف: توقف الحرب في اليمن والانتقال إلى مرحلة المفاوضات بحاجة إلى كيانات سياسية لا تستثني أحداً
الحديدة نيوز / خاص:
قال كاتب ومحلل سياسي جنوبي ان مرحلة ما بعد الحرب في اليمن و متطلباتها “هي المرحلة الأكثر أهمية على الإطلاق”، مؤكداً أن “أهم متطلباتها توفر الظروف الذاتية و الموضوعية لها، و المتصلة، بالضرورة، بكل الأطراف السياسية، للذهاب إلى مفاوضات، بناء على رغبة حقيقية، للوصول إلى حل سياسي يُجنّب الجميع الانزلاق من جديد إلى دهاليز حرب جديدة أشد ضراوة مما هي عليه الحرب الراهنة المستمرة منذ ثلاث سنوات”.
و أكد الكاتب والمحلل السياسي سامي الكاف في مقال نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بعنوان: “مرحلة ما بعد الحرب ومتطلباتها هي الأكثر أهمية على الإطلاق”، قائلاً أن “الظروف الذاتية تكمن في وضعية الأطراف المتنازعة بوصفها كيانات سياسية، أي أحزاب سياسية تمارس العمل السياسي لا العمل العسكري، و بالتالي، ستكون على كل هذه الكيانات السياسية، في كل اليمن، أن تقدم نفسها في هذا الإطار ككيانات سياسية، لا في إطار غيره، في حين تتجلى الظروف الموضوعية في وجود الرغبة الحقيقية لدي كل الأطراف السياسية المتنازعة في الوصول إلى حل، أو تسوية، وتفهم حاجات الطرف الآخر، بالضرورة”.
وكشف الكاف في مقاله عن “وجود تفاهمات تجري منذ فترة، في إطار محاولات تسابق الزمن، و إن كانت غير معلنة، ستجعل من الأطراف السياسية في شمال اليمن و جنوبه تنصاع بأي قدر إلى إجراءات معينة”، وبالتالي، وفق ما أشار إليه الكاف “التخلي عن كونها مليشيات مسلحة أو جماعات مسلحة، بفعل ضغوط من أطراف إقليمية ودولية، تمهيداً لتسوية أرضية المشهد السياسي كتهيئة لازمة تقع في سياق الظروف الذاتية والموضوعية سالفة الذكر، للدخول إلى مرحلة المفاوضات بغية الوصول إلى حل سياسي في إطار وحدة اليمن و سلامة أراضيه وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، و كل هذا لن يأتي إلا بعد أن تتوقف الحرب”، و هو وفق ما أكده الكاف أمر “ليس متاحاً إلى الآن”.
و أكد الكاف ان عملية المفاوضات هي “عملية سياسية أولاً وأخيراً، و ينبغي لها أن تضم كل الأطراف السياسية بدون استثناء، و أي استثناء – مهما كان – لأي طرف من الأطراف، أمر من شأنه ان يحول دون ان تسير هذه المفاوضات في مسارها الصحيح لتكون ناجحة، وبالتالي استمرار النزاع / الحرب، بالضرورة” .
و أشار الكاف إلى أن “التفاوض مهارة إدارية صرفة لعملية سياسية محضة، تُحسم بها المنازعات أو الخلافات، أو تُعزز فُرص التفاهم و تعميق التعاون، و ذلك بالحوار بين طرفين أو أكثر، حول قضية أو قضايا تقع في دائرة مصالح الطرفين المتفاوضين أو الأطراف المتفاوضة، و لهما، أو لهم، مصلحة مشتركة في التوافق عليها، و لا يمكن لطرف أن ينفرد بتصرفه فيها دون الآخر، أو دون الآخرين”.
و أكد الكاف مخاطباً الأطراف السياسية في اليمن، قائلاً: “ما لم تفهم و تعي كل الأطراف السياسية في شمال اليمن و جنوبه هذه الأسس في المفاوضات، فلن تنجح أي جهود في إتمام أي عملية تفاوضية محتملة”.