مصانع الثلج في الحديدة
مصانع الثلج في الحديدة

كيف تهدد “الأوبئة” تجارة الثلج المزدهرة في”الحديدة” ؟

‏  5 دقائق للقراءة        847    كلمة

كيف تهدد “الأوبئة” تجارة الثلج المزدهرة في”الحديدة” ؟

الحديدة نيوز – غمدان ابو علي -علاء الدين حسين :

منذ اندلاع الحرب التي ماتزال مستعرة في اليمن ،شهدت الأسواق تجارة مزدهرة ونامية في بيع الثلج بالحديدة بأشكاله المتعددة على وجه الخصوص  واليمن عموماً،إذ أن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر دفع الكثير من المواطنين إلى اللجوء لمصانع الثلج ومحلات التبريد التي تبيع قوالب الثلج،وقد زاد الإقبال على شراء الثلج هذا العام لمستويات قياسية،قابل ذلك ارتفاع جنوني في سعر بيعه بسبب اضطرار الناس لشرائه مهما كان ذلك الغلاء،،لكن الثلج اليوم بات يشكل مصدر قلق صحي عند عامة الناس بسبب تفشي أوبئة وأمراض متعددة  وازدياد حالات المصابين بها حيث تنعدم الرقابة الرسمية على جودة وصحة مكعبات الثلج المباعة.

 

تدمير المصانع

وصل ارتفاع درجة الحرارة في محافظة الحديدة  الساحلية خلال هذا الشهر إلى أزيد من  45درجة مئوية ،كما وصل عدد ساعات انقطاع الكهرباء فيها الى 15 ساعة،وعلى الرغم وجود عشرات مصانع الثلج فيها إلا  أن ارتفاع ثمن الثلج بأسعار باهضة فاقم من معاناة المواطنين.

يقول المواطن محمد الجاوي ” توجد في المحافظة مصانع للثلج منذ سنين عديدة وفي العام الثاني للحرب قصفت طائرات التحالف العربي عدد من مصانع الثلج في مناطق عدة بالحديدة منها منطقة كيلو 16 ومنطقة الزاهر ومنطقة القناوص والهاش والزيدية،ومناطق أخرى قريبة من المدينة وقد فاقم ذلك من معاناة الناس غير القادرين على شراء الثلج الذي ارتفع ثمنه حيث يباع مكعب الثلج بـ 1700 ريال (5دولار أمريكي) وبات سعر قارورة المياه، عبوة لتر ونصف، 200 ريال (دولار أميركي)، بعد أن كانت تباع في السابق بمائة ريال يمني”.

“ليس تدمير مصانع الثلج هو الذي أدى لارتفاع ثمنه فقط ،بل تزايد الإقبال عليه بسبب ارتفاع درجة الحرارة” يشير المواطن عبدالرزاق الوديع،خلال  حديثه لـ”الحديدة نيوز“.بيع الثلج بالحديدة

هذا ما ينفقه أبناء الحديدة على شراء الثلج يومياً

البكتيريا المعوية:

وتوجد في الحديدة العديد من مصانع الثلج التي تعمل منذ سنين عديدة وتتمتع بسمعة طيبه كمصانع السقاف وكريستال والوادي والمقرمي ودرهم ،كما يقول مواطنون التقاهم “الحديدة نيوز“.، إلا أنه في الآونة الأخيرة افتتحت مصانع جديدة لا يُـعلم مدى التزام ملاكها بتثليج المياه النظيفة النقية.

في أحاديثهم لـ”الحديدة نيوز“،يتساءل مواطنين :هل كميات الثلج المباعة في أسواق الحديدة والمناطق المجاورة لها ملائمة صحياً أم لا.

بيع الثلج بالحديدة

“كان الثلج يباع بسعر جنوني بعد العام 2015 ومع ازدياد المصانع الصغيرة هبط إلى سعر مقبول حيث يباع القالب الواحد بـ 1700 ريال بدلا من 4500 ريال”،يقول التاجر عبدالحكيم رزاز متحدثاُ لـ”الحديدة نيوز“.

يرى المواطن حميد دعبوش في حديثه مع “الحديدة نيوز“،أن “شراء واستخدام الثلج اليوم في الحديدة،يُـشكل مصدر قلق صحي عند عامة الناس بسبب تفشي العديد من الأوبئة والأمراض،إذ لا توجد رقابة على جودة وصحة مكعبات الثلج المباعة”.

” مما لاشك فيه ان قوالب الثلج المصنوعة من المياه المحلية المباعة وماكينات صناعة مكعبات الثلج غير نظيفة هي من ضمن مسببات انتشار الأوبئة والأمراض” يؤكد الطبيب أحمد الجويد ويقول لـ”الحديدة نيوز”،”أجرينا فيما مضى تحاليل على بعض مكعبات الثلج ووجدنا إحتواء المياه المصنوع منها على بكتيريا تعرف باسم “أى كولاى” أو” البكتريا المعوية ” وهي بكتيريا ضارة تهاجم الإنسان وتعمل على إفراز سموم تهاجم الأغشية المبطنة للأمعاء الدقيقة ، كما أنها تسبب الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة ، وهي وراء الإصابة بالعديد من الأمراض”.

ويلفت الجويد التجار وملاك مصانع الثلج بأن عليهم واجب أخلاقي يتمثل بضرورة الاهتمام بالنظافة وتنقية المياه المثلجة.

 مبادرة شبابية تُنقذ حِرفة صناعة الأنسجة الحوَكية من الإندثار بالحديدة

الدور المنشود

وجد التجار في تجارة الثلج أرباحا طائلة لذا فان تجارة بيع الثلج في اليمن في تزايد ونمو منذ عامين وقد فتحت المجال لمئات العاطلين في الاشتغال بها سواء في المصانع أو في الثلاجات الصغيرة. يقول محمد صغير أحد المستثمرين في مجال تثليج المياه.

وتؤكد المؤسسات الصحية والتجارية التابعة للحكومة أنها تمارس الرقابة على عمل وإنتاج مصانع الثلج في محافظة الحديدة،وهو الأمر الذي يوضحه منتصر الزبيري المسؤل في قطاع الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة،إذ يشير في حديثه لـ”الحديدة نيوز،بأن”معظم ملاك مصانع الثلج الجديدة سواء في محافظة الحديدة أو غيرها من المحافظات  يتهربون من تسجيل علاماتهم التجارية في وزارة الصناعة والتجارة خوفاً من الرقابة،ومع ذلك فالوزارة تقوم بين الحين والأخر بالنزول الميداني والكشف عن مدى استخدام تلك المصانع لوسائل التنقية المستخدمة في تثليج المياه الصالحة للشرب”.

لكن الزبيري يُـشدد على أهمية الرقابة الذاتية لملاك مصانع الثلج الذين لابد بأن يراقبون الله في أعمالهم.

،يقول الزبيري “صحيح اننا نتقلى شكاوى من وجود شوائب كثيرة على معظم كميات الثلج المباعة في الأسواق والتي تستخدم للشرب ونحن بدورنا نقول بأن المسألة متروكة للضمير الشخصي لصاحب المصنع”.

عن gamdan

شاهد أيضاً

محافظ سقطرى يستقبل بعثة نادي ردفان المشارك في تصفيات الدرجة الثالثة لكرة القدم 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحـــديـــدة نيــوز  // متابعات استقبل اللواء هاشم سعد بن عايود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *