حجة: انتشار صيد وتجارة العقارب السامة

‏  3 دقائق للقراءة        489    كلمة

حجة : صيد وتجارة العقارب السامة

الحديدة نيوز – عبدالسلام الأعور

مع استمرار الحرب وتدهور الوضع الإقتصادي للسواد الأعظم من سكان اليمن وتوقف صرف المرتبات منذ عام ونصف تقريبا لجأ الكثيرون للعمل في بعض الأعمال والمهن التي لاتتناسب مع تخصصاتهم وخبراتهم بل والغريبة والخطيرة في معظم الأحيان لضمان توفير الحد الأدنى من متطلبات العيش وتحسين الدخل ولو بالقدر اليسير .. نحن في موقع الحديدة نيوز زرنا إحدى المناطق واقتربنا أكثر لمعرفة الحكاية وهذه تفاصيلها :

نحن الآن في مديرية حجة التابعة لمحافظة حجة وتحديدا في عزلة خولان التي يزيد عدد سكانها عن الـ 20 ألف نسمة والتي امتهن سكانها مهنة غريبة وخطيرة في ذات الوقت حيث يعمل العشرات منهم في صيد وجمع وبيع (العقارب) لتحسين مستوى الدخل في ظل تدهور الوضع الإقتصادي وسوء الظروف المعيشية للعديد من الأسر حد تعبيرهم.

ينتشر عشرات الشباب منذ الصباح الباكر طلبا للصيد وجمع مايمكن جمعة من العقارب والإحتفاظ بها لأيام عن طريق وضعها بشكل منفرد(كل عقرب على حده) في أكواب و أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق حيث يجمع الفرد الواحد خلال الشهر مايترواح بين 50 إلى 100 عقرب بواقع 3 إلى 4 عقارب في اليوم ، وهكذا تستمر المغامرة لعدة أيام قبل أن يتم نقلها لبيعها من أحد أبناء المنطقة والذي بدورة يبيعها لشركات أدوية في صنعاء حسب روايات بعض العاملين في هذه المهنة.

يتداول الأهالي هنا مامفاده استخدام هذه العقارب في صناعة الادوية من قبل شركات الأدوية التي ترسل من يقوم بشرائها ودفع المال لأصحابها بين الحين والآخر حيث يتقاضى صائدوا العقارب مبلغ 100 ريال عن كل عقرب وكل يحصل على مبالغ متفاوتة حسب كمية وعدد العقارب التي جمعها.

الخطر بدورة يرافق هؤلاء على الدوام حيث يعرض العشرات من الشباب أنفسهم يوميا للخطر أثناء رحلة بحثهم عن العقارب في المزارع والحقول والجبال والأدوية القريبة من المنطقة والذين لايسلمون عادة من لدغها الأمر الذي يستدعي تدخلا طبيا وعلاجا سريعا خصوصا والمنطقة تفتقر للمرافق الصحية باستثناء وحدة صحية يتيمة تفتقر هي الأخرى لأبسط أنواع العلاجات والعقارير الطبية والتي تقف في أحيان كثيرة عاجزة أمام إسعاف الشخص الملدوغ فتقوم بتحويلة على الفور لإحدى مستشفيات مدينة حجة.

وتجدر الإشارة هنا إلى غرابة هذه المهنة الدخيلة على مجتمعنا حيث لم نسمع عنها قبل الآن في أي منطقة من مناطق اليمن بإستثناء هذه المنطقة ( خولان حجة ) وفي هذا التوقيت بالذات مما يشير إلى أنها ظهرت نتيجة الظروف المعيشية الصعبة والأوضاع الإقتصادية المتدهورة في اليمن عموما ومحافظة حجة بشكل خاص وبما يؤكد أن الحاجة أم الإختراع كما يقول المثل العربي الشهير.

وهكذا تستمر معاناة الإنسان اليمني وكفاحة من أجل البقاء رغم كل الموت المحيط به ورائحة البارود التي تملأ الأمكنة من حولة معلناً مع كل ذلك تمسكة بالحياة وتسلحه بالأمل في حياة أفضل وعيش رغيد ومستقبل واعد مهما كانت تعقيدات المرحلة وتحديات الحاضر المعاش.

عن arafat

شاهد أيضاً

“اليمن : قصة مأساوية لحياة الطفولة المهدورة وجرائم العنف القاتلة”

‏‏  3 دقائق للقراءة        550    كلمة الحديدة نيوز // اشراق الصبري صنعاء – اليمن  في بلد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *