خدمة الكهرباء والعبث بإنسانية سكان الحديدة
بقلم / منير صالح
زفير الحر يغيم سماء عروسه البحر الأحمر “محافظة الحديدة” ويضائل من طبيعة قدرات وكفاءة وفاعلية سكان المحافظة تدريجيا ويضيق بهم الحال يوماً بعد يوم بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء الذي يدعونا للتساؤل : أين ابسط حقوق الإنسان في هذه المحافظة؟ وهل هم اقل مكانة من باقي سكان المحافظات الباردة ؟ ألا يعلم المسئولون بالكهرباء أن محافظة الحديدة صيفها حار لا يطاق ؟ وانه لا يمكن العيش بها أيام الصيف دون كهرباء؟ ناهيك عما يسببه ذلك الانقطاع المتواصل من تأثير وأضرار جسيمة على المواطن وتكدير لحياته ومعيشته فهناك العديد من المرضى تتضاعف حالتهم المرضية وشيوخ كبار ونساء وأطفال رضع يواجهون الويل ولا يحتملون العيش في ظل غيابها.
يتعب الموظف في وظيفته طول اليوم وعندما ينهي دوامه يعود إلى منزله لكي يرتاح من عناء العمل فلا يذوق طعم الراحة بسبب عدم توفر الكهرباء وانقطاعها المتواصل وعلى مدار اليوم ولا يستطيع النوم إلى شروق الشمس ويذهب إلى مقر وظيفته وهو لم يذق طعم النوم وان حصل فهو بالمتقطع ولسعات قليلة مما يؤثر سلباً على أدائه الوظيفي والإنتاجي بسبب قلة النوم ويصب كل تركيزه وتفكيره على الكهرباء وهل عند عودته إلى المنزل سيكون التيار متوفراً وسيخلد إلى النوم أم انه سيقضي يوماً أخر بدون نوم ؟
إضافة إلى معاناة ما قد يسببه ذلك الانقطاع والعودة للتيار بشكل مفاجئ من تلف لبعض الأجهزة المنزلية بتحمل تكاليف إصلاحها والتي هم في غنى عنها ولا تتوقف أضرار انقطاع الكهرباء عند هذا الحد فقط إنما تجاوزناه إلى ابعد من ذلك حيث أصبح المغتربون اليمنيون الذين يسكنون في المحافظة يفكرون بتأخير موعد عودتهم إليها إلى أيام الشتاء خوفا مما سيلاقونه من معاناة بسبب انقطاع الكهرباء
وللأسف الشديد أصبح اليوم – نتيجة لهذا الوضع المخزي والتردي الكبير في مستوى هذه الخدمة – الكثير من قاطني الحديدة ليسوا مسرورين بقدوم شهر رمضان الكريم والكهرباء بهذا الحال والمحافظة في اشد فصل صيف وكيف سيتحملون الصوم بمثل هذه الظروف ودرجة الحرارة المرتفعة جداً .
وزد على ذلك تدهور حال الشبكة الكهربائية وعدم وجود صيانة فبين الحين والآخر تسمع عن سقوط كابلات في بعض المناطق والشوارع العامة بسبب الضغط الزائد عليها مما يسبب انطفاء جزئياً لبعض المناطق يستمر إلى يومين وأحيانا ثلاثة أيام وأسبوعا وإذا سألت عن سبب حدوث ذلك؟ لا تجد الاجابة الشافية .
الجميع في الحديدة أصبح حيران لا يستطيع عمل شيء سوى الامتعاض وتراشق الاتهامات بكل المجالس والدعوة على من كان السبب في انقطاع الكهرباء ونسينا المشكلة الجوهرية التي أصبحت معاناة تلازمنا يومياً وتقض مضاجعنا ليلاً ونهارا ويعاني منها أهالي الحديدة .
وفي الأخير نوجه نداء واستغاثة عاجلة إلى فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والى معالي رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندواة ووزير الكهرباء الدكتور صالح سميع، اوقفو هذا العبث اليومي بإنسانية سكان الحديدة ارحموا دموع الأطفال وأهات الشيوخ والنساء، أملنا بكم كبير بعد المولى عز وجل في الحد من هذه المعاناة وتلبية احتياج قاطنيها من الطاقة الكهربائية قبل حلول شهر رمضان المبارك الذي لم يتبق على أيامه سوى أسابيع واعلموا أنكم مساءلون أمام الله حين تقفون بين يديه وتتحملون كافة النتائج المترتبة على ذلك فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته … وفقكم الله لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين ..
خلاص ما عاد في وطني من يخاف الله؛ نحن في الحديدة نحترق ونموت ببطئ فهل من مغيث.
غليل غليل وبالذات شارع التنمية ما الثأر بينه وبين دائرة التحكم في صنعاء أريد أعرف فقط ماذا هناك الحديدة كوم وشارعنا وغليل كوم أهل المدينة يولولون ونحن ماذا نفعل نلطم وهم يطفئون علينا أكثر منهم؛ ما لنا إلا أن ندعو على من ينال مدينتنا وأهلها بالسوء أن تدور دائرة السوء عليه. ونسأله سبحانه أن يتغمده في ظلمات ما بعدها ظلمات تفور بكي نيران جهنم وبئس المصير؛ ونسأله سبحانه أن يرحمنا برحمته ويكفر بها عن ذنوبنا ما علمنا منها وما لم نعلم وألا يأخذنا بما عمل السفهاء منا؛ فنسأله غيثاً طيباً يبرد به علينا برحمته وفضله وجوده وكريم عطائه. ونسأله الحنان ألا يسلط علينا من لا يخافه ولا يرحمنا فيبدو أن العبيد نسيت قدرة القادر عليهم فيمدهم في طغيانهم يعمهون حتى يأخذهم بقدرته أخذاً وبيلا.