|
الوعري : مُزارع يبادر بالعودة لزراعة القطن في تهامة
الحديدة نيوز – يحيى خنن
توقف دام لعدة سنوات ، بعده عاد المزارع احمد الوعري من أبناء مديريةالدريهمي جنوب الحديدة ، لزراعة محصول القطن ، ليفتح الباب مجداً امام زراعة هذا المحصول الذي تراجعت زراعته بشكل كبير في تهامة .
القطن من المحاصيل المحببة للوعري ولذلك خصص مساحة من أرضه لزراعته ، بعد حصوله على البذور وقام بزراعتها آملاً في عودة هذا المحصول المهم الى الصدارة كما كان في السنوات الماضية .
يقول الوعري لموقع الحديدة نيوز ” كانت مزارعنا تمتلئ بأشجار القطن ،وكنا نحصد المحصول
ونبيعه ونوفر احتياجاتنا ، ونتلقى دعماً من الجهات الحكومية ، وعندما اصبح الحصول على بذور
القطن صعباً وتوقف الدعم ، توقف المزارعون عن زراعة القطن وتوجهوا الى زراعة محاصيل أخرى .
تقرير عن الزراعة في محافظة الحديدة وأهم المحاصيل الزراعية فيها
أين تتركز زراعة القطن في تهامة
شهدت زراعة القطن تراجعاً كبيراً منذ عدة أعوام ، نتيجة للصعوبات المختلفة التي واجهت زراعته ،
وتشير الاحصائيات الصادرة من وزارة الزراعة والري ، تصدرت الحديدة المرتبة الاولى في زراعة
القطن متوسط التيلة، الا ان ذلك لم يستمر طويلا فقد عقب ذلك تدهوراً شديداً في المحصول
نتج عنه تلف مزارع القطن ، وتتركز زراعته في مديريات حيس وزبيد والدريهمي والمراوعة والمنصورية .
أسباب تدهور زراعة القطن
أدى تدهور زراعة القطن في تهامة ، الى حرمان الآلاف من الأسر التي كانت تعمل في زراعة
وجني محصول القطن من مصدر رزقها ، فيما توقفت المئات من المزارع واغلاقها ، فيما البعض
تحول الى زراعة محاصيل أخرى .
ويرى المهندس الزراعي جابر كيال “ان سبب اقلاع المزارعين عن زراعة القطن ،يرجع لعدة أسباب
منها عدم توفر البذرور ،وتوقف الخدمات التسهيلية والتي كانت تقدمها شركة القطن مثل الديزل والدعم المالي ،
ايضاً يرى ان غياب حملة الرش الوقائية التي كانت تقدم من وزارة الزراعة لها دور كبير في توقف زراعة القطن.
ويضيف جابر قائلاً : ان إغلاق مصنع الغزل والنسيج أثر بشكل كبير على المزارعين ، مما كدس
محاصيلهم وكبدهم خسائر فادحة، ناهيك عن غياب عملية التسويق للمحصول الذي أصاب الزراعة بشلل تام ..
ويعتبر محصول القطن من أهم المحاصيل النقدية ، التي توفر دخلاً للمزارع وترفد الاقتصاد الوطني ،
وحسب آخر بيانات إحصائية رسمية صادرة قبل الحرب التي اندلعت في 2015، فقد “بلغ
حجم إنتاج اليمن من القطن قرابة 25 ألفاً و154 طناً”، رغم تراجع المساحات المزروعة في سهل تهامة”
الزراعي بالحديدة غرب اليمن بنسبة تصل إلى 70%بعد إغلاق مصنع الغزل والنسيج في صنعاء.
جهود حكومية
في الثامن والعشرين من يونيو من العام 2020 نشرت وكالة الانباء اليمنية سبا على موقعها
الرسمي خبراً ، ذكرت فيه ان اللجنة الفنية المشتركة لمحصول القطن عقدت اجتماعاً لها
في صنعاء ،برئاسة وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور، ناقشت فيه الجوانب
المتعلقة بتحسين وتطوير زراعة وإنتاجية محصول القطن.
وأكدت اللجنة في اجتماعها على أهمية الوصول إلى إنتاج القطن كمحصول استراتيجي
يمكن الاستفادة من القيمة المضافة لهذا المحصول وعائداته النقدية وتوفير المواد الخام لمصنع الغزل والنسيج .
دعم المزارعين
وتدارس الاجتماع إمكانية إيجاد آلية لدعم المزارعين ببذور القطن على أن يتم التعاقد معهم لشراء
إنتاجيتهم من هذا المحصول وبأسعار مناسبة، إلى جانب تدخلات الدولة في مجال توفير المبيدات
لغرض مكافحة الآفات ، وتوفير البذور للمزارعين مجاناً بما يشجعهم على التوسع في زراعة القطن.
وافقوا ايضاً على دراسة مشروع استراتيجية لتطوير زراعة القطن، وتم التأكيد على أهمية تعزيز جوانب
التعاونوالتنسيق وتكثيف الجهود سعيا لتحسين إنتاجية القطن وتعزيز الجوانب الإرشادية والتوعية في هذا المجال .
وأوصت اللجنة الفنية المشتركة بالتركيز على مختلف التفاصيل المتعلقة بزراعة وإنتاجية القطن ودعم وتشجيع زراعته من خلال توفير البذور واعتماد أسعار مناسبة عند شراء المحصول من المزارعين وفقا للسعر العالمي .
نحتاج الى دعم
يأمل المزراع احمد أن تجد مبادرته للعودة الى زراعة القطن دعماً من الجهات المعنية ،
بالبذور والمشتقات النفطية والقروض الميسرة له ولكافة المزارعين الراغبين بالعودة الى زراعة القطن،
ويدعوا الجمعيات الزراعية الى التحرك الجاد لدعم المزارعين ، وتشجيعهم على زراعة القطن
الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية النقدية في تهامة.