كشفت مصادر عسكرية، رفيعة المستوى، طبيعة الوثائق التي يمتلكها رئيس الأركان المصري الأسبق، المعتقل حاليا الفريق «سامي عنان»، وأعلن المستشار «هشام جنينة»، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات وجودها خارج مصر.
وأكدت المصادر، أن «ما تحدث عنه جنينة لم يكن وثائق بالمعنى الحرفي، ولكنها عبارة عن مجموعة شرائط فيديو مصورة، مسجلة من قلب غرفة القيادة العامة للقوات المسلحة».
ويجري تسجيل كل اجتماعات قيادة القوات المسلحة في مصر صوتاً وصورة، وكان «عنان» بحكم موقعه حينها كرئيس أركان للجيش له حق الولوج إلى تلك الفيديوهات، بحسب «هاف بوست».
وأضافت المصادر، التي قال «هاف بوست» إنها من داخل غرفة القيادة العامة للجيش المصري، أن «عنان احتفظ لنفسه بنسخة منتقاه من تلك الفيديوهات، تحمل مشادات ومشاحنات بين أعضاء المجلس، كما تشمل أيضاً أحاديث عن كثير من أمورهم المالية».
ويظهر التسريب أن المشير «محمد حسين طنطاوي» وزير الدفاع المصري الأسبق، هو قاسم مشترك في كل تلك المقاطع، وكثير منها يظهر فيها بصوته وهو يتحدث عن استثماراتهم وأنشطة مالية تتعلق بأعضاء المجلس العسكري.
ويشير التسريب إلى أن الشق السياسي في تلك الأشرطة يشمل واقعه «ماسبيرو»، أكتوبر/تشرين الأول عام 2011، التي راح ضحيتها عشرات الأقباط، ووقتها طالت الاتهامات المجلس العسكري الحاكم إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، بالمسؤولية الكاملة عن المذبحة.
ووفق مصدر عسكري، رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية منصبه، فإن زيارة وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» لمصر يومي الأحد والإثنين الماضيين، كانت تتضمن سعيه للصلح بين الطرفين، «عنان» من جهة، و«السيسي» وقيادات الجيش من جهة أخرى.
وأضاف المصدر، أن «عنان متمسك برأيه بصورة كبيرة، وطلب ترضية كبيرة لا يستطيع الطرف الآخر الموافقة عليها».
وكان «جنينة» وصف ما لدى رئيس الأركان الأسبق بأنه «مذهل»، وأنه سيغير مسار المحاكمات بحق قيادات «الإخوان المسلمون»، ويدين أشخاصا كثيرين في السلطة، داعيا المصريين إلى أن يفيقوا من غفلتهم، وأن ينتزعوا حريتهم.
وحذر «جنينة» في حوار خاص مع «هاف بوست»، الأحد الماضي، من إمكانية تعرض «عنان» لمحاولة اغتيال وتصفية، كما حدث مع الفريق «عبدالحكيم عامر»، (وزير الحربية المصري من 1954 حتى 1967)، محذرا في الوقت ذاته، أنه في حال المساس به فسوف تظهر الوثائق الخطيرة التي يمتلكها «عنان»، وحفظها مع أشخاص خارج مصر.
وعن طبيعة تلك الوثائق، التي وصفها بـ«بئر أسرار»، قال إنها تكشف «أزمات حقيقية مر بها المجتمع المصري، وذلك منذ وقت 25 يناير/كانون الثاني، وصولا لوقتنا هذا، ومن بينها الحقائق حول أحداث محمد محمود (مجزرة وسط القاهرة راح ضحيتها العشرات)، وكذلك تفاصيل ما جرى في مجزرة ماسبيرو (مجزرة قتل فيها عشرات الأقباط)، والمفاجأة أن تلك المستندات تكشف حقيقة الطرف الثالث الذي قام بالعديد من الجرائم السياسية بمصر عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، ومنها اغتيال عماد عفت (شيخ أزهري)، وكذلك تنحي مبارك، ومحاولة اغتيال عمر سليمان (مدير المخابرات العامة الراحل)، والحقيقة الخفية حول أحداث 30 يونيو/حزيران، والجرائم التي تمت بعدها».
وقبل قليل، ألقت السلطات المصرية القبض على «جنينة»، بعد بيان رسمي من الجيش يقضي بإحالته للتحقيق، وحملة هجوم عنيف شنها إعلاميون مقربون من أجهزة سيادية في البلاد، وجهوا خلالها اتهامات له بـ«الخيانة والإضرار بالأمن القومي للبلاد»، بالإضافة إلى قرار عسكري بالتحفظ على ممتلكات «عنان» وأسرته.