صنعاء : مدفع رمضان أدخله العثمانيون وأسكتته الحرب!

‏  3 دقائق للقراءة        511    كلمة

 

 

صنعاء : مدفع رمضان أدخله العثمانيون وأسكتته الحرب!

لسنوات طويلة، لم يكن «المدفع» يحضر في يوميات سكان صنعاء سوى في شهر رمضان المبارك، لكن الحرب جاءت ليختفي مدفع رمضان خلف دخانها الكثيف، مع تحول الانفجارات والغارات الجوية إلى أصوات معتادة في العاصمة ومحافظات أخرى مثل تعز.
وعلى مر عقود طويلة، كان مدفع رمضان يُطلق مغرب وفجر كل يوم، معلناً موعد الإفطار أو بدء الصيام، كل يوم، بحيث يسبق صوت مآذن الجوامع عند الغروب أو عند صلاة الفجر، ويوحّد المواعيد، خلافاً للتفاوت الذي يحصل بنسبة ضئيلة بالأذان، بين جامع وآخر.
وبالنسبة للصائمين، فإن دقائق انتظار الأذان، من أهم الأوقات، التي توحد السكان في مختلف البيوت، وهو ما جعل صوت المدفع، أحد أهم ما يرتبط في أذهان السكان في صنعاء ومدن أخرى، في رمضان كل عام، على الرغم من أن مكبرات الصوت في الجوامع وغير ذلك من وسائل التكنولوجيا اختصرت أهمية الاعتماد على المدفع.
في العاصمة صنعاء على وجه خاص، كان جبل «نقم»، الذي يطل على وسط العاصمة من جهة الشرق، من أهم المواقع التي تنطلق منها صوت «مدفع رمضان»، سنوياً حتى 2015، حيث جاءت الحرب وعمليات «التحالف» العسكرية لتجعل الجبل من أبرز أهداف الضربات الجوية التي أسكتت مدفع رمضان.
وفي عقود سابقة، كان موقع «مدفع رمضان» في قصر «غمدان»، المعروف بـ«قصر السلاح»، في منطقة «باب اليمن»، قبل أن يتم نقله إلى جبل «نِقم»، وبالتزامن مع ذلك، جرى وضع مدافع أخرى، تُطلق من أعلى جبل عيبان، الواقع غرب العاصمة، ليصل صوته إلى مختلف مناطق العاصمة.
ويقول منير (40 عاماً)، لـ«العربي» إن «الحرب جعلت أصوات الانفجارات والغارات الجوية أمراً اعتيادياً، ما يسبب ارباكاً مع أصوات مدفع رمضان إن وجد»، مستدركاً لكن «فقدانه يعتبر فقداناً لأحد طقوس ومستلزمات رمضان التي تعودنا عليه على مدى عقود».
وتشير المراجع المتعددة، إلى أن أقدم استخدام للمدفع في اليمن، بدأ في عهد حكم العثمانيين الذي استمر بشكل متقطع، وانتهى عام 1911، بينما يعد «مدفع رمضان»، تقليداً لا يرتبط باليمن فقط بل بالعديد من الدول العربية، التي حكمها العثمانيون فترات متفاوتة.
وحتى العام 2004، كان المدفع مرتبطاً فقط بالعاصمة صنعاء، لكنه ومنذ ذلك الحين، دخل المدفع الخدمة في مختلف مناطق اليمن، وقامت وزارة الدفاع آنذاك، بتجهيز ما لا يقل عن «105 مدافع عثمانية يعود عمرها إلى بداية العام 1900 وإعادة تأهيلها للاستخدام في رمضان بواقع خمسة مدافع لكل محافظة».
الجدير بالذكر، أن المدافع التي تركها العثمانيون، وتحولت إلى ما يشبه التراث، يصل عددها إلى نحو 200 مدفع، كان من أبرز أسلحة جيش الإمام يحيى حميد الدين بعد رحيل العثمانيين مطلع القرن المنصرم.

المصدر : ” العربي “

عن gamdan

شاهد أيضاً

د.عبدالكريم فرحان : 95 بالمائة من حالات الانزلاق لا تحتاج عملية جراحية

‏‏  2 دقائق للقراءة        248    كلمة الحديدة نيوز – علي الحميري  أكد استشاري أمراض وجراحة المخ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *