مقال ساخر بقلم / الهام ابوبكر
كنّا نقول طفي لصي ، الان تغير الحال كعادتنا في اليمن دائما متجددين اصبح الوضع طفي طفي .. الى مالا نهاية .
يسعى المسؤلين – شاكرين جهودهم – الى الاهتمام بمصالحنا وحمايتنا من أنفسنا ، ويجتهدون في وضع الخطط التي هدفها الاول والاخير مصلحتنا ..
فانهم يخشون علينا من التعود على البذخ الزائد مما يجعلنا لا نستطيع استيعاب اي مصاعب او تغير في الحال ، فيسعون جاهدين – بارك الله فيهم – ان يمدونا بالجرعات التي تحصننا من الغرور والبطرة والعياذ بالله .
كما انهم يخشون – حفظهم الله – علينا نزلات البرد الحادة والامراض الشتوية القاتلة الذي يصاب بها أبناء شعب بقية البلدان الذي لا يمتلكون مسؤلين يخافون الله كالمسؤلين عندنا ..
اتذكر يوما – قبل الجرعة – كنت في باص جماعي ، فكان الجميع يعاني الزكام ، حتى اني ظننت اني استمع الى سموفنية جماعية .
وما ان وصلت الى مكان ما اريد حتى دخلت الى ان استكمل نفس السمفونية بنفس ألحانها .. ضحكت وقولت ( عدن كلها مزكمة )؟!
قالت لي صديقتي ( زيدو باللصاي .. اتشووو )
وقالت اخرى ( نحن ما نطفي المكيف الا لما يطفوا هم )
كانت على ثقة انهم لن يتركوها تمرض كثير ، فهذه هي علاقة الثقة بين المسؤلين وشعبهم ، وطبعا المسؤلين كانوا عند حسن ظننا كما عهدناهم .
وكذلك يحرصون على ان يعلموا الشعب كيف ينجز اعماله بسرعة البرق ، ما ان تلصي الكهرباء حتى لا نجد شخص يقعد في مكانه إحداهن تكوي الملابس واُخرى تعصر البسباس الأحمر والجرم مسالة وهناك من يقوم بتشغيل الدينمو وغسل الأواني واُخرى تسرع لغسل الملابس ووو … الخ
وقبل ان ننهي اعمالنا نجدها طفت ، انه في صالحنا ، نعم .. حتى نتعلم كيف نضبط وقتنا تحت اي ظرف .
ويسعون بالعمل الدؤوب الى ان يعرفوننا على ما يصنعه الشعوب الاخرى حتى نكتسب الخبرة فلولا الانقطاع الكهربائي لما عرفنا الطاقة الشمسية والماطور والبطاريات ، وكذلك يعودونا على الا نتكل عليهم كل الاتكال فيثبتوا لنا بالتجربة اننا قادرين على ان نعيش دون تلك الاشياء ، فالبطارية تخلص والبترول يكمل ..
ويحرصون كذلكـ _ أتابهم الله _ على ان يجعلوننا نكتسب مهارات احترافية كالمشي في الظلام والطحن باليد والنوم دون مروحة حتى في الليالي الصيفية .
اتذكر يوما قومت الساعة السابعة صباحا لطحن حوايج البرياني !!
نعم فقد علموني تحمل المسؤلية ومواكبة الظروف .
ولهذا اتوجه بجزيل الشكر والعرفان للمسؤليين واقولهم جزاكم الله من جنس عملكم .