|
في الحديدة : المواطنون يضطرون للمبيت في الشوارع فرارا” من الأنطفاءات الكهربائية المتواصلة والحر الشديد
الحديدة نيوز / الحديدة / غمدان أبوعلي
تظل إنطفاءات التيار الكهربائي بمحافظة الحديدة من القضايا المؤرقة لحياة المواطنين ؛ حيث أصبحت إنطفاءات الكهرباء في الحديدة معاناة قاسية يدفع ضريبتها النساء والأطفال وكبار السن والتي باتت تمثّل معاناة تشُبه الموت البطيء ، ولا سيما مع حرارة الصيف الملتهبة التي تشهدها المحافظة هذه الأيام الأمر الذي أدّى بكثير من أبناء الحديدة إلى قضاء أغلب أوقات يومهم في أرصفة الشوارع هروباً من جحيم الحر بعد طول انتظار لعودة التيار الكهربائي الذي يؤرق نومهم ويصيبهم بحالة من الإحباط!!….
فعلى مدى عقود من الزمن يعيش أبناء تهامة ” في أزمة مستديمة هي “أزمة الكهرباء” بعد أن أصبحت تحتل مكاناً وحيزاً كبيراً من الهم التهامي المثقل بالكثير من الأزمات والآهات ، ومأساة من أعظم المآسي التي ألمّت بهم ، فالكهرباء التي تمثل قلب الحياة النابض أصبحت انقطاعاتها حالة ملازمة لحياتهم اليومية ؛؛ ومع انقطاعها يتوقف كل شيء ولاسيما مع شدة الحر ودخول فصل الصيف مستويات قياسية تؤدي إلى الإصابة بحالات نفسية والإغماء وفقدان الأعصاب وتلف الأغذية وتعطيل الأعمال في المحلات التجارية والإخفاق الدراسي للطلبة والذين يتوقف على نجاحهم مستقبل البلاد والعباد.
حاولنا من خلال هذا التقرير رصد معاناة أبناء الحديدة مع الانطفاءات الكهربائية التي تجاوزت الـ 10 ساعات يوميا” ومعاناتهم مع دخول الحر الشديد في الأسطر التالية :
يقول المواطن / عبدة مهيم من الدريهمي : بأن الكهرباء في الحديدة أصبحت اليوم ابتلاء وعذاب وقهر ومعاناة بل ووجود مجلس محلي لا يلامس معاناة المواطنين ما الفائدة منه ..
وأشار مهيم وهو غاضب من الحر والانطفاءات الكهربائية التي تجاوزت الـ 10 ساعات إلى أنهم يعانون كثيراً من الاستبداد والقهر الذي يمارس ضدهم من قبل المؤسسة العامة للكهرباء والتحكم المركزي الذي لازال يستغل طيبة ابناء هذة المحافظة ويمارس عليهم شتى انواع العذاب النفسي وخاصة النساء وكبار السن والأطفال فالمعاناة مضاعفة خصوصاً مع دخول فصل الصيف وزيادة الحر هذه الأيام..
ضحايا الكهرباء :
كثيرون هم الذين قضوا وعانوا كثيراً من ظلم الكهرباء، أما بسبب الحرائق الناتجة عن إنقطاع التيار أو بسبب التماس كهربائي أو بسبب الظلام الناتج عن إنقطاع التيار وما يترتب عليه من أضرار ونتائج سلبية خطيرة .
واللافت أن أزمة الكهرباء في محافظة الحديدة تزداد حدة مع قرب حلول فصل الصيف القارص ، حيث يحتاجُ المواطنون إلى التكييف والراحة والجو البارد بسبب الحر الشديد الذي تشهده المحافظة .. وفي كل الأحوال فإن انقطاع الكهرباء أيام فصل الصيف يطرَحُ الكثيرَ من التساؤل والدهشة.
عن إستعدادات مؤسسة الكهرباء في الحديدة لاستقبال فصل الصيف ــ كضيف ثقيل ــ التقينا خلال جولتنا الصحفية بمدير عام مؤسسة الكهرباء منطقة الحديدة الأستاذ / مجيب أحمد حازم الشعبي والذي رحب بنا بقوله : بأن مؤسسة الكهرباء بمنطقة الحديدة قامت بعدد من الإجراءات للاستعداد لقدوم فصل الصيف الحار والذي ستعيش فية المحافظة أجواء حارة جدا” وأن المؤسسة وبتكاثف جهود المخلصين فيها تقوم يوميا” بتحسين الشبكات العشوائية ، وتوصيل التيار الكهربائي للمناطق المحرومة الى جانب إضافة العديد من المحولات والأعمدة والكابلات الكهربائية واجراء الصيانة الدورية للشبكة والمحولات ومحطات التحويل وملاحقة المتلاعبين بالتيار من خلال الربط العشوائي..
وأشار الشـعـبي الى أن المؤسسة بحاجة ماسة الى إنشاء محطتين رئيسيتين لمواجهة الاختناقات في الصيف القادم مع طلب تزويد المنطقة بمحولين بقدرة (20) ميجاوات لتركيبهما والاستفادة منهما وهما متوافران حالياً في العاصمة صنعاء لم يتم استخدامهما العام الماضي بسبب الاضطرابات التي شهدتها المحافظة وتداعيات الأزمة السياسية وقد رفعنا للأخوة المسؤولين بذلك آملين الموافقة منهم على تسليمنا إياهما في أسرع وقت ، لأن الوضع الحالي للمحطات التحويلية سيء جدا و الشبكه الكهربائية متهالكة ويجب أن تعطى المحافظة أهمية وأولوية لإنقاذ منظومتها الكهربائية و منع الانهيار الكامل لها.
مشيرا” الى أنه تم تخصيص 2 مليار و 300 مليون ريال للمحافظة لمواجهة الظروف والتي تم أعتمادها ضمن البرنامج الاستثماري على مدار 3 سنوات وكذا مبلغ 700 مليون ريال لمواجهة المشاريع الاسعافية إضافة إلى 400 مليون ريال لتحسين كهرباء زبيد وأن تلك الاعتمادات سوف تخصص لمواجهة ما توصي به الدراسة المتكاملة التي يجري اعداداها حاليا” من اجل تحسين وضع الكهرباء بالمحافظة والتي يعاني سكانها الآمرين الحر الشديد ومشاكل الانقطاعات التي تحدث نتيجة أعطال في الشبكة و المحولات و المحطات.
لأفتا” الى أن الفرق الهندسية تواصل وبوتيرة عالية تنفيذ مشروع أعادة تأهيل محطات التحويل العاملة حيث تم الانتهاء من استكمال تبديل الدائرة الكهربائية الأولى الممتدة من راس كتيب الى الحديدة وتوفير 14 كيلو كابلات 1x630 بغرض إنشاء محطة تحويل عاجلة في شارع جمال بمديرية الحوك بقدرة 20 ميجاوات من اجل تخفيف الاحمال و الاختناقات في المدينة في خطوط الـ11 .ك.ف. وكذا اعداد دراسة وتصاميم لكهرباء منطقة البيضاء الشمالية .
وقال مجيب الشعبي بإن المؤسسة تبذل جهودا” كبيرة لتنفيذ المهام الملقاة على عاتقها بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها لافتا” الى أنهم بصدد تنفيذ مكون الحديدة بشارع الخمسين يشمل محطة تحويل رئيسية 132/33 طاقتها 60 ميجاوات (محطة الخمسين) و خط ناقل 133 بطول 12 كيلومتر و بناء محطة تحويل أخرى 33/11 بقدرة 30 ميجاوات..
داعيا” المواطنين الى تفهم الوضع الذي تمر به البلاد والمؤسسة العامة للكهرباء كما ندعوهم إلى سداد مستحقات المؤسسة من قيمة التيار وذلك حتى نستطيع تحسين الخدمة منوها” الى انه تم الاتفاق مع قيادة المؤسسة على عدم الفصل المركزي على المحافظة الا بالتنسيق مع التحكم الفرعي حيث كان التحكم المركزي يسبب الكثير من المشاكل مع المواطنين بسبب الفصل المركزي بدون تنسيق مع التحكم الفرعي و ادراة المنطقة وقد تم عمل محضر بهذا الصدد مع نائب مدير عام المؤسسة لقطاع التوزيع .
وعبرمجيب الشعبي عن شكره العميق على التعاون والتجاوب مع مشاكل واحتياجات الكهرباء بالحديدة من قبل قيادة المحافظة ممثلة بمحافظ محافظة الحديدة/ أكرم عطية و قيادة وزارة الكهرباء و المؤسسة العامة للكهرباء ممثلة بالأخوين صالح سميع وزير الكهرباء وخالد راشد مدير عام المؤسسة .
الكهرباء في الحديدة بؤس وشقاء وتعاسة:
من جانبه يشير الشاب / أمين المسعودي – يعمل في مقهى انترنت بالحديدة : بأن الانطفاءات الكهربائية بالحديدة عكرت حياته وحياة أسرته جراء أنطفائها بشكل مستمر ، وحولت حياته إلى بؤس ومعاناة وتعاسة ، بسبب إتلافها أجهزتهم المنزلية وإغلاق محلة الذي خسر فيه الملايين ، “الذي دفعنا فيها دم قلوبنا ” كما يقول.
ويضيف بأنه يخسر يومياً كثيراً بسبب إنقطاع الكهرباء بشكل مستمر فالحياة -على حد قوله- تنتهي بعد إنقطاع التيار الكهربي بسبب عزوف الناس عن التجول في المحافظة وعودتهم إلى المنازل مما يضطر أصحاب المحلات التجارية أيضاً لإغلاق محلاتهم والعودة إلى بيوتهم ويضطر إلى إغلاق محله ويعود إلى منزله مفلساً لا يوجد لديه قيمة عشاء ..
ولأصحاب المخابز والمحلات معاناة أخرى !!!!
صاحب مخبز بالحديدة قال لنا: عند انطفاء الكهرباء نضطر لصنع العجين بأيدينا ويأخذ منا وقتاً لأن العجينة تكون كبيرة إضافة إلى درجة حرارة الفرن التي لابد وأن يكون لدينا مراوح تلطف الجو.. المراوح نشغلها بالمولد لكن مكينة العجينة يصعب تشغيلها بالمولد وهكذا نتعذب يوميا” حتى أننا نروح ننام وأيدينا تؤلمنا من شدة العجن المتواصل .
فيما يقول مالك سوبر ماركت بالحديدة : الله لاسامح حكومتنا لقد فسدت المواد الغذائية والعصائر التي في المحل بسبب انقطاع التيار والمولد يحتاج الى ميزانية بقيمة سعر المبيعات وين نروح نستثمر نغادر البلاد ؛؛؛ وبهذة الكلمات الأاخيرة نختتم إستطلاعنا هذا على أمل أن تستجيب الحكومة والوزارة لمعاناة المواطنين في تهامة فنحن في الأنتظار .