قرية منظر بالحديدة تنهب وتظلم ويهجر أبنائها “عبر الزمن”
الحديدة نيوز – استطلاع – يحيى دعبوش
تبدأ معانات أهل منظر، منذ ستينات القرن الماضي، وتحديدا بعد قيام ثورة 26 من سبتمبر، حين طلب المشير عبد الله السلال رئيس اليمن حين ذاك ، من أهالي الحوك – الربصة – المشاقنة ( أهالي منظر ) قطعة أرض لإقامة معسكر للمصرين التي كانت اللبنة الأولي للمطار، وبعد ذلك تم تحديد حرم المطار ، بشبك من السياج للفصل بين ما يحتاجه المطار بقية أملاك الأهالي، وفي بداية السبعينات عندما كان العدل سائد في الحكم والعدل قائم تم تعويض معظم الملاك الذي تقع أراضيهم ضمن السياج من قبل مكتب الأراضي وعقارات الدولة الذي كان حين ذاك يتبع وزارة المالية.
ويبعد السياج عن نهاية المدرج تقريبا (400) عندما كان الخلاف قائم بين الأهالي قرية منظر من جهة والدفاع الجوي من جهة تم تشكيل لجنة برعاية المحافظ أكرم عطية وبمعية مدير مديرية الحوك العقيد / علي إبراهيم هندي وعضو المجلس المحلي بالمحافظة وبعض الشخصيات الاعتبارية في المحافظة . وقامت اللجنة بإنهاء الإخلاف بين أهالي منظر والحكومة من جهة والنافذين من جهة أخري ويتقمص ثوب الحكومة النافذين والطامعين بخيرات تهامة، بمحضر يحدد حرم المطار من الجهة الجنوبية المحددة للقرية، وتم تحديد المسافة الفاصلة بين نهاية المدرج، وبين قرية منظر مسافة ( 800) متر بشكل هرمي . ومنح أهالي القرية بعد ضغط المشايخ والخروج بمسيرات تم تعويض أهالي منظر ممن تعرضت مساكنهم وأحواشهم وممتلكاتهم للتدمير تعويضا عادلا.
وضم تقرير اللجنة إزالة الجدار العازل المستحدث الذي يحجر أراضي واسعة من أراضي المواطنين وتعويض ملاك أراضي قرية منظر وغيرهم ممن وقعت أراضيهم ضمن مسافة “800 ” متر ومحاسبة ممن اعتدي على حرمات منازل قرية منظر.
وعلى ضوء ذلك المحضر تم تحديد حرم المطار وقرية منظر من قبل الجهات ذات العلاقة وشمل الاتفاق على المحضر كلا من مطار الحديدة الدولي الممثل بالمدير العام ومدير عام مكتب الأشغال ومدير عام هيئة الراضي ومدير عام مديرية الحوك مدير الإسكان ومدير إدارة المساحة وممثل أهالي قرية منظر، تم تحديد مسار المطار من الجهة الجنوبية بمقاسات والزوايا، وعليها تمت تعميد المحضر من محافظ محافظة الحديدة وتم عمل كاروكي إرشادي يوضح مسار السور تحت توقيع ذوي العلاقة المذكورين، مع العلم بان قرية منظر خلال العقود الماضية، تعرضت للحملات عسكرية دمرت الكثير، من منازل قرية منظر، واختطاف العديد من الأهالي
” منظر ” ورحلة التهجير ، والتدمير من قبل النافذين والطامعين
شهدت قرية منظر اعتداءات متكررة ومروعة من قبل أطقم عسكرية مختلفة التشكيلات، مستخدمة أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وتساندهم جوا مروحية هليوكوبتر وأرضا الجرافات والأطقم العسكرية كأنها حربا، وكانت مهمة المروحية أخافت أهل منظر وإدخال الخوف عليهم مشاهد يرويها السكان تقشعر لها الأبدان.
وقامت تلك القوي المعززة بكل الإجراءات بمهاجمة على القرية وتهديم بيوتهم ولم تكتفي تلك القوي بتهديم المنازل وترهيب الأطفال والنساء ، وقامت بالاعتداء بالضرب المبرح لأهالي القرية العزل وإقديادهم إلى زنزانات الدفاع الجوي ، والحملة لم تفرق بين شاب و شيب بين نساء وأطفال، وكشف المحضر للجنة المشكلة من قبل المحافظ بأن الضرب طال النساء والأطفال حيث قامت الأطقم، بمحاولة جر أمراءه لإجبارها على الطلوع على أحدي الأطقم، وقد تدخل المواطنين لإخلاء سبيلها وهى كانت تدافع على منزلها .
وعند التأمل لمشاهد عيون الأطفال البريئة المتدفقة وكذالك عيون النساء تجد القهر وحسرة ليس على ما تهدم من منازلهم ونفيها ومساواتها مع الأرض ، يصب الحزن والدموع على نهك المحرمات والأعراض ، وقتل البراءة التي يمتلكها الأطفال أحباب الله.
والحكاية المؤلمة بكل فصولها الممتدة طيلة السنين الطوال، هي بصمة عار على جبين كل تهامي يري الظلم يطال على أبناء منظر، لا شيء يريب أو تلك المعانات المتكررة.
ويتحدث أبناء منظر بكل حسرة وألم على كل ما حصل لهم عبر السنوات الطويلة، وحالهم يقول كل فئة هي ألعن من أختها، ولا تجد غير أية قرآنية تتفوها شفاهم وتتحرك معها ألسنتهم ومشاعرهم وقلوبهم (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )