الحديدة نيوز/ غمدان أبوعلي
لم يمنع إنتشار فيروس كورونا وتسجيل عدد من الحالات المصابة باليمن أبناء الحديدة من ممارسة طقوس الحياة في شهر رمضان المبارك التي تختلف عن بقية شهور السنة سواءً في مظاهر الحياة الاجتماعية أو الأجواء الروحانية أو التكافل والتراحم فيما بين أبنائها والتي تتميز بها المحافظة عن غيرها ،
الحديدة التي تشهد – كعادتها – صيفاً ساخناً وانقطاعاً للتيار الكهربائي بالتزامن مع الشهر الفضيل ويعيش أبناءها أوضاعا معيشية صعبة بسبب الحرب والحصار
تعيش هذه الأيام أجواء روحانية رمضانية رائعة تشدوا معها النفوس لتمتلئ فرحة وبهجة بهذا الشهر الفضيل الذي تعود على زيارتنا كل عام لنعيش معة عالما” أخر غير الذي عشناه طوال الأحد عشر شهراً الأخرى ؛ انه عالم رمضان الروحاني حيث تطل معه فيوض الرحمة لتصنع في أنفسنا شعوراً وفرحة وروحانية مكللة بأعمال الخير والتكافل والتعاون وخاصة في مثل هذا الشهر الفضيل الذي يضاعف الله فيه الأعمال ويتقبل فيه القربات ويرفع فيه الدرجات أعلى المراتب .
الحديدة نيوز أجرى في هذا الشهر الفضيل جولة سريعة في محافظة الحديدة لمعرفة أحوال أبناء المحافظة في رمضان ومشاعرهم الفرائحية بهذا الشهر الفضيل وكيف يقضون أيامهم
يحدثنا فتحي عبدالله – أحد أبناء الحديدة عن العادات والتقاليد المتعارف عليها في شهر رمضان بين الأهل والأحباب بمحافظة الحديدة في رمضان حيث يشير إلى أن تلك العادات تكاد لا تختلف عن بقية أهل اليمن إلا في جوانب طفيفة لكن أبناء الحديدة معتادون في رمضان على السهر حتى الفجر و بعد صلاة الفجر حيث يكون كثير من الشباب يواصل سهره حتى التاسعة أو العاشرة صباحاً ثم يتوجه إلى النوم بعد ان يتم قراءة القرآن والتسبيح والتكبير لله ..
وفي هذه الأيام يتم ترتيب دوري رياضي بعد صلاة العصر و حتى قبيل صلاة المغرب يتم رصد جوائز قيمة و بصورة أهلية لهذا الدوري وتستعد المساجد لتكتسي بأجمل الحلى وتتلون جدرانها ويتم تنظيف ما بداخل المساجد وتغيير كل شيء احتفاء” بليالي الشهر الفضيل ” ..
“ويضيف فتحي ” إلى أنه قبيل صلاة المغرب معتادون أن يتواصى الجيران ببعضهم البعض من خلال توزيع بعض الأطعمة الرمضانية مثل السنبوسة و الشوربة على بيوت الجيران و كذلك التواصي بالأرحام والأقارب القريبين منا، حتى في المساجد تجد الجيران يجتمعون في موائد الإفطار الجماعية والكل يحمل بيده افطاره من منزله والتي أصبحت عادة سنوية لا يمكن تجاهلها أو نسيانها..
بعد صلاة المغرب يجتمع الناس كلٌ في بيته ليواصلوا إفطارهم و غالبية أهل الحديدة يجتمعون في إفطارهم بالعشاء يتناولون ذلك و هم مجتمعون على شاشات التلفزيون لمتابعة برامج أو حلقات أو مسلسلات خاصة ما فيها طابع فكاهي أو كوميدي ..
ويسرد لنا فتحي عادات وتقاليد أبناء تهامة في رمضان بعد صلاة التراويح يذهب الناس لأعمالهم. و الناس في رمضان حتى الجمعة لا ينفكون من العمل لأن في رمضان يطرح الله فيه بركة ورزقاً وفيراً للجميع ويحرص التجار على إخراج زكاة مالهم فيه و من أجل ذلك يمر البعض من التجار بنفسه على البيوت في الليل لتوزيع زكاته فيما يُعرف بـ ( حق الله ) و في العشر الأخير من رمضان يهرع البعض من الناس إلى المساجد لأداء صلاة القيام و التهجد
مجالس السمر:
تعد مجالس السمر بالحواري والمنازل من أبرز العادات والتقاليد التي يتمسك بها أبناء الحديدة حيث تبدأ هذه المجالس من بعد صلاة العشاء وحتى موعد السحور حيث يتجمع الكبار والشباب في مكان عام يسمى (المبرز) وهو غرفة توجد وسط الحارة يجتمعون فيها لتناول القات وقراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية والاكثار من الاستغفار وتدارس آداب الصيام .
يقول عصام الضحوي للحديدة نيوز” أن مجالس السمر الرمضانية تعد من أبرز العادات والتقاليد القديمة التي لايزال ابناء الحديدة متمسكين بها وهي مجالس تفوح منها رائحة رمضان الدينية وفيها يتم قراءة القرآن وتدبر آياته ويتم في كل ليلة قراءة جزء حتى يتم ختم المصحف كاملا خلال الشهر الفضيل
وأضاف عصام ” إن مجالس السمر مستمرة رغم التحذيرات التي تدعوا الى عدم التجمعات حماية من فيروس كورونا الذي بدأ بالظهور في اليمن وتم الإعلان عن تسجيل حالات إصابة مؤكدة….
..
أوضاع صعبة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه !!
يعاني أبناء الحديدة كثيرا من إستمرار إنقطاع التيار التيار الكهربائي في ظل إرتفاع درجة حرارة الصيف الملتهبة وكذا تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والذي ضاعف من معاناتهم المواطنين خصوصا المرضى المصابين بالأمراض المزمنة كالضغط والسكر والأمراض الجلدية وهو ما يدفع سنويا مئات الأسر للنزوح الى المناطق الباردة بما فيها صنعاء وإب ومناخة ومدينة حجة لقضاء صيام شهر رمضان المبارك بعيداً عن الحر الذي تشهدة المحافظة .
ويؤكد الأخ محمد كداف من سكان محافظة الحديدة إلى أنهم ومنذ أول أيام شهر رمضان المبارك عاشوا أجواء رمضانية مقلقة ومتعبة بسبب الأنطفاءات الكهربائية والجو الحار الذي تشهده المحافظة هذه الأيام وبشكل ضاعف من معاناتهم ، خاصة مع ارتفاع حرارة الجو والذي لم يحترموا فيه العجزة والأطفال والمرضى والفقراء الذين لا يقدرون على شراء المولدات الصغيرة التي لجأ إليها الكثير من أصحاب المحلات الكبيرة ..
وأضاف كداف لقد فرحنا كثيراً بالتوجيهات التي أصدرها رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط والتي تضمنت تشغيل التيار الكهربائي باستمرار على مدار الساعة إلا أن مؤسسة الكهرباء لم تستطيع تشغيل التيار الكهربائي باستمرار لضعف الإمكانيات لديها وتهالك الشبكة بشكل عام نتيجة توقفها لعدة سنوات
من جهته سالم حسين يقول” للحديدة نيوز” حل علينا شهر رمضان ونحن في فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة الى 40 درجة مئوية والكهرباء لازالت مقطوعة وان تم تشغيلها لا يستمر الا لساعات محدودة بينما توجد كهرباء تجارية لا نستطيع الإشتراك فيها فهي غالية الكلفة ولهذا نلاحظ البعض يعاني كثيرا
المائدة الرمضانية:
يحرص أبناء الحديدة على تنوع الأكلات على مائدة الأفطار الرمضانية ومن أبرز هذه الأطعمة :
السنبوسة و الشوربة .. الكريمة و البودر و البسبوسة و الخاجلة والبقلاوة الى جانب العصائر والمشروبات المختلفة التي يقبل عليها بسبب الحر الشديد في المحافظة ..
ويحرص الناس على تناول السمك وأقصد الكثير من أهل الحديدة عند وجبة السحور التي تبدأ عند البعض منهم مع الثانية أو الثالثة قبيل الفجر ..