لا ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا

لا  ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا
 

بقلم / حمير مثنى الحوري

ومن العجائب والعجائب جمةٌ: أنْ يتناقش أعداءنا في مدى توسيع صلاحياتهم لشن غارتهم الجوية بالطائرات بلا طيار في بلادنا اليمن, ليستهدفوا من شاءوا من اليمنيين, بناءاً على معلوماتٍ استخباراتية تشير إلى وجود أنماط من التصرفات المُريبة, فيقتلونهم متى شاءوا وكيفما شاءوا, ولكأنَّما اليمن ولايةٌ أمريكيةٌ؛ فلا سيادة, ولا حدود جغرافية, ولا دولة مستقلة بكيانها, ولا لن ترى الدنيا على أرضي وصيا, وكأنَّما اليمنيون قطاعان من الماشية أو جماعات من الدجاج أو أعداد من الأبقار و”الكاوبوي” الأمريكي يذبح منها ما شاء متى شاء وكيف شاء, والعجيب هذا السكوت المطبق والصمت المُهين من رئيس اليمن وحكومة اليمن وعلماء اليمن وسياسي اليمن ومشايخ قبائل اليمن ووجهاء وأعيان اليمن وقيادات اليمن العسكرية وإعلاميي اليمن ومثقفي اليمن, ولكأنَّما انشقت الأرض فابتلعتهم جميعاً, فـ { هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا}. حالهم كما قال الأول : ……………….. فمضيت ثَمَّت قلت لا يعنيني
وهذا أمرٌ جللٌ جد جلل, وفادحةٌ عظيمةٌ أيُّما عظم, وما هي إلا حلقةٌ في سلسلة الفدائح والمصائب المتتابعة على أمتنا, ووصمة عارٍ تضاف إلى سجل ذلنا المتجدد وصغارنا وهواننا المتكرر, ورقماً ومؤشراً مريراً على عمق المهانة والذلة والصغار التي بلغتها أمتنا . ومن المضحكات المبكيات : وكم ذا بيمنٍ من المضحكات … ولكنَّه ضحكٌ كالبكى أنْ يستنكر نفرٌ من سياسي اليمن زيارة نجاد لجزيرة أبو موسى الإماراتية, وأنْ ذلك انتهاكٌ لسيادة دولة الإمارات, وحقاً هو كذلك, و لكن القوم نسوا أكبر انتهاكٍ في تاريخ اليمن لسيادتها من قبل الأمريكان, والذين تذرع طياراتهم بدون طيار الأجواء اليمنية كما تشاء وتقتل من تشاء. وهذه حقاً العجيبة الغريبة : وصدق من قال : ومن العجائب والعجائب جمةٌ … أنْ يلهج الأعمى بعيب الأعور.