|
الحديدة نيوز / كتب / أ.د محمد حسين النظاري
عميد مركز التدريب وخدمة المجتمع بجامعة البيضاء
دائما ما تكون عظمة الحدث من عظمة المناسبة، وعظمة المناسبة من عظمة صاحب المناسبة، ولهذا فإن المؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الذي تنظمه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم، بالعاصمة صنعاء خلال يومي 24-25 ربيع الأول 1445ه، الموافق 9-10 أكتوبر 2023م، والذي يركز على دراسة شخصية الرسول الأعظم وحركته من خلال القرآن الكريم في مختلف الجوانب بالإضافة إلى النقلة النوعية التي أحدثها رسول الله في واقع العرب للاستفادة من منهجيته في الواقع المعاصر..
فالشهر هو شهر ربيع القلوب، شهر ميلاد سيد البشرية محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، والمناسبة هي احتفاء الاكاديميين بمولده، بصورة علمية، تبرز شخصيته كسبيل هداية ومخرج للأمة من واقعها، لتكون أمة قوية، كما أن المؤتمر طريق أمثل لإرساء ذكرى المولد النبوي الشريف كمحطة تربوية لتزكية النفس البشرية، بالإضافة إلى إعداد الأمة لامتلاك القوة التي تمكنها من النهضة الحضارية بالانطلاق من حركة الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
إن تواجد كوكبة من الأكاديميين من داخل اليمن وخارجه، بمختلف بحوثهم وأوراقهم العلمية البالغة 80 بحث وورقة علمية، تعد فرصة كبيرة، للتأكيد على أهمية الاحتفاء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بطريقة جديدة وهي طريقة الأكاديميين والمثقفين، حيث لم يسبق في اليمن أن تم تنظيم مؤتمر علمي لهذه المناسبة الكبيرة، التي ظلت مغيبة بفعل التجاذبات، حول مشروعية الاحتفاء بمولده الشريف، فيما نجد أن من يتصدرون الواجهة يحتفلون بأعياد ميلادهم وزواجهم، بل ويشاركون الغرب في الاحتفالات الباطلة بعيد الحب والكريسمس وغيرها من المناسبات التي لا تمت لتراثنا الاسلامي بشيء.
إن إقامة المؤتمر يأتي استمرارا للزخم الكبير الذي شهدته الساحات اليمنية، والتي عبر فيها المحتفلون لعظمة الرسول الكريم، وتعظيمهم للمناسبة، هو تعظيمها لصاحبها، والغريب أن المنتفدين للاحتفاء بمولده الشريف، لهم شخصيات لم تقدم للإسلام شيء، يعظمونها ويمجدونها، بل والأنكى أن بعضها شخصيات كافرة تعادي الإسلام والمسلمين.
ما من مسلم يحب الله ورسوله الا ويمتثل للأمر الالهي حيث يقول تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )، أليس هذا دليل قوي على مشروعية الاحتفاء، ولكن هؤلاء لا يحتاجون الى دليل صريح، بل يحتاجون الى قلب صحيح .
إننا كذلك مأمورون بتعزير النبي وتوقيره أي بتعظيمه ونصرته، حيث يقول تعالى :﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ وتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلًا﴾ وهي مناسبة لنري أعداء الله ورسوله من دول الغرب وعلى رأسها السويد والدنمارك، ما يغيظهم، فاحتفاؤنا هو رد عملي على اساءتهم له صلى الله عليه واله وسلم .
تمثل البحوث والاوراق العلمية التي ستعرض في المؤتمر، تمثل أهمية كبيرة لمن يريد معرفة الرسول الأعظم من مختلف الجوانب التي عاشها الثقافية والاجتماعية والسياسية والادارية والاقتصادية والتربوية والعلمية والأمنية والعسكرية والاعلامية والمهنية والحرفية، وكلها محاور مهمة في المؤتمر، تستحق المتابعة للتعرف أكثر عن شخصيته صلى الله عليه واله وسلم.
إننا في جامعة البيضاء، الجامعة التي تصدرت تنظيم المؤتمرات العلمية، تحت قيادة أ.د أحمد العرامي، سعداء بالمشاركة في هذا المؤتمر الكبير، سواء في لجان المؤتمر، أو من خلال البحوث وأوراق العمل، مع زملائنا من الجامعات اليمنية والعربية والإسلامية.
كل الشكر للجمعية الخيرية لتعليم القران لكريم بصنعاء، على تنظيمها للمؤتمر، ولكل المساهمين في انجاحه من لجان إشرافيه وتحضيرية وعلمية وفنية، وكذا الداعمين والمتعاونين، لإنجاح هذا الحدث العلمي الديني الكبير، الذي نفتخر أن تنظمه يمن الحكمة والايمان .