الحديدة نيوز/ متابعات
رغم أهمية السكر للجسم، إلا أنّ كثرته المضافة للأطعمة والمشروبات قد تؤدي إلى أضرار جسدية بالغة، أبرزها السرطان، كما أنه أخطر من الدهون وأكثر تسبُّبًا في السّمنة، ولهذا تصدَّر هاشتاج بعنوان #سبعة_أيام_بدون_سكر، الترند السعودي، بهدف مقاطعة السكر المضاف.
لتسليط الضوء على الموضوع، التقى “سيدتي نت” القائم على الحملة، واختصاصية التغذية العاملة فيها.
أوضح بداية مطلق الحملة المهندس والكاتب والمدرب المعتمد من المنظمة الدولية لعلوم الرياضة “issa”، رشدي عثمان، أنه كان يعاني من السّمنة سابقًا، لذا بدأ رحلة خسارة الوزن قبل ست سنوات، ومن هنا تكوَّنت لديه خلفية رياضية، وقال: “سعيت إلى إطلاق كثيرٍ من الأنشطة الخاصة بالصحة، أبرزها تأليف كتاب التحدي من مجموعة التحدي٩٠ يومًا، بهدف تغيير العادات اليومية التي تؤدي إلى السّمنة، وأعتبر الكتاب، الأب الروحي لجميع الحملات التي جاءت في ما بعد، وفي مقدمتها حملات مقاطعة السكر، وتحديدًا السكر المضاف، خاصة أننا نرى أنَّ كثيرًا من الأشخاص يقتصرون في محاربة السمنة على التقليل من الدهون، والوجبات السريعة، دون اكتراثٍ بتأثير السكر، الذي يعدُّ أخطر من الدهون، وفق أحدث الدراسات. لذا، أطلقت وفريق عملي في مركز “ومضة” للتدريب، عدة حملات عن مقاطعة السكر نهائيًّا، تحت شعار “اقطع السكر”، لتحفيز الناس وزرع الرغبة الحقيقية داخلهم في تجنُّب تناول السكر المضاف، آخرها حملة “سبعة أيام بدون سكر”، لتعويد الناس على التخلي عن السكر، أو التقليل منه كثيرًا، حتى إن لم تتغيَّر أوزانهم، فالأهم تغيير العادات، والتحكم في الإدمان القهري، خصوصاً الإدمان على السكر المضاف”.
وأضاف المهندس عثمان: “أثبتت الدراسات أنَّ مذاق السكر يتغيَّر في حاسة الذوق بعد الابتعاد عنه فترة من الزمن، مما يساعد مقاطعي السكر على التخفيف من تناوله”.
وتابع عثمان: “مقاطعة السكر المضاف ليس لها أي تأثير سلبي، مثل مقاطعة السكر الطبيعي، بل على العكس تمامًا، وقد اخترنا تنفيذ الحملات إلكترونيًّا بهدف سرعة انتشارها، وفعلًا حصدت الحملة الأخيرة تفاعلًا كبيرًا جدًا في مصر، والسعودية والخليج عامةً، حيث لمسنا ردود فعل إيجابية من الناس، ووصل عدد المشاركين فيها إلى ١٥٠ ألفًا حتى الآن، إضافة إلى التفاعل الكبير مع هاشتاج #سبعة_أيام_بدون_سكر، الذي تصدَّر الترند عدة أيام، وتمَّت فيه متابعة خطوات المشاركين، وما وصلوا إليه من نتائج من قِبَل فريق ومضة”.
وأشار أيضاً إلى أنّ “مركز ومضة الالكتروني للتدريب، يهدف للوصول إلى العملاء بسهولة، ومساعدتهم في الحصول على برامجهم، خاصة في السعودية، نظراً لقلة مراكز التغذية فيها، وارتفاع أسعار الاشتراكات، كما أنه يخدم النساء اللاتي يحتجن إلى المتابعة من قِبل مدربات متخصصات دون الحاجة إلى الخروج من المنزل، وسوف يتمُّ افتتاح أول فرع للمركز في مدينة مكة بالسعودية”.
مخاطر السكر على الصحة
وكان لـ”سيدتي نت” لقاء مع سندس مدحت حسن، اختصاصية التغذية العلاجية في مركز “ومضة” للتدريب، فلفتت الانتباه إلى أنّ الكمية الكبيرة التي يتمُّ تناولها دون الاهتمام بخطر ذلك على الصحة، تُسهم في الإصابة بكثير من الأمراض الشائعة، لا سيما السّمنة، والسكري من النوع الثاني والسرطانات المختلفة، وقالت: “يعتقد كثيرون أنَّ السكر المضاف هو السكر الذي نضيفه إلى كوب الشاي، أو القهوة، أو العصير، أو السكر الموجود في الحلويات المنزلية، وفي الحقيقة هذا السكر أقل بكثير مما نتناوله في يومنا، فالسكر الموجود في “المُصنّعات الغذائية” أكثر بكثير مما يمكن لعقلنا أن يتصوره، مثل السكر الموجود في المشروبات الغازية، التي تحتوي على 12 ملعقة صغيرة من السكر، كما أن الكاتشاب والعديد من الصلصات يحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف، لذا علينا الاهتمام بقراءة الملصق الغذائي على أي عبوة قبل استهلاكها لمعرفة كمية السكر المضاف إليها، واختيار المنتجات الأقل احتواءً على السكر. أما السكر الموجود في الفواكه، والحليب، والعسل، وهو سكر طبيعي، فقد أوجده الله مع عدد من العوامل التي تمنعه من التسبُّب بمشاكل للإنسان، فيما السكر المصنَّع تبدأ مشاكله عند امتصاص الجسم له بسرعة حال دخوله إلى الأمعاء، وإضافة كمية كبيرة من الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى رفع مستوى سكر الدم، عندها يبدأ البنكرياس في إفراز كميات كبيرة من الأنسولين الذي يساعد على خفض السكر في الدم، وبناء الدهون، فيزداد تخزينها في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. وعند زيادة الجلوكوز في الدم، يجب على الجسم أن يصرفه على شكل طاقة، أو يضطر إلى تخزينه، وتحديدًا في الكبد والعضلات في صورة جليكوجين، والباقي تحت الجلد في صورة دهون سيئة، تتركز غالبًا في الخصر، والبطن.
وتجدر الإشارة إلى أنّ كثرة الدهون في جسم الإنسان تؤدي إلى إصابة خلايا الجسم بما يسمَّى بـ(مقاومة الأنسولين)، الذي يجعلها لا تستجيب إلى الأنسولين المُفرَز من البنكرياس، بالتالي التسبُّب في تكثيف إفرازه لهذا الهرمون لخفض سكر الدم، مما يعني استنزاف خلايا البنكرياس المفرِزَة للأنسولين، إضافة إلى توقف البنكرياس عن إنتاج كميات الأنسولين التي يحتاج إليها الجسم، وهنا يدخل الجسم في مرحلة جديدة، وهي الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما أن كثيرًا من الأبحاث ربط بين الإفراط في تناول السكر والإصابة بالسرطانات المختلفة، حيث وجدت أن غذاء الخلايا السرطانية هو السكر، فإن لم تجد تلك الخلايا طعامها فسوف تموت، هذا إضافة إلى أنَّ السكر المضاف يُضعف المناعة، ويقاوم فيتامين C المهم لتحسين مناعة الجسم”.
وأضافت حسن: “السكر الطبيعي متوفر في الألياف، مثل الفواكه، وفي الدهون الصحية والبروتين، مثل الحليب، مما يُبطئ من امتصاص السكر الطبيعي في الأمعاء، ويعمل على إمداد الدم بالجلوكوز بشكل بطيء لا يزيد عن حاجة الجسم، كما أنه يُصرَف في طاقة الجسم، والعمليات الحيوية المختلفة مثل الهضم والتنفس، لذا ابتداءً من اليوم يجب عليك القيام تدريجيًّا بالتخلي عن السكر من الغذاء والشراب، واستبداله بالسكر الطبيعي الموجود في الفاكهة والحليب والنشويات المعقدة، مثل الشوفان، والخبز الأسمر، والأرز البني، والعسل، واحذر أن تستبدل السكر بالمحليات الصناعية، فقد تضاربت الأبحاث حولها كثيرًا، لكنَّ غالبيتها أثبتت أنَّ معظم المحليات الصناعية من مسببات السرطان، ومرض الزهايمر، كما وجدت أن بعضها يسبِّب زيادة الدهون في الخصر، باستثناء محلّي ستيفيا الأصلي المصنوع من الأعشاب”.