مرضى اللوكيميا.. معاناة مضاعفة يفرضها الحصار
الحديدة نيوز/خـــــــــــــــاص
يكابدُ المواطنُ علي الذيباني مرارةَ الألم كلما شاهَدَ نفسَه عاجزاً عن إيقاف انتشار خلايا المرض الخبيث في دم طفله (صالح) الذي ضاعفت معاناتِه نقص الأدوية والرعاية اللازمة في مركز العلاج في المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان دم الأطفال بصنعاء.
ويخضع الطفل صالح ابن العاشرة والذي قَدِمَ ووالدُه علي الذيباني من مديرية بني مطر بصنعاء لجرعات العلاج الكيميائي على مدى ثلاثة أشهر في مركز علاج لوكيميا الأطفال بصنعاء، بعد تبيان نتائج فحوصاته التي أُجريت في المختبرات الدولية إصابتَه بمرض اللوكيميا.
وكان الطفل صالح تلقى العلاج لمرض التهابات اللوزتين قبل نقله إلى مستشفى الجمهوري بصنعاء لأزيد من شهر في المركَز الصحي بمديريته بني مطر غربي العاصمة، حيث كان يعتقد الكادرُ الطبي في المركز الصحي أنه يعاني من التهابات في اللوزتين.
وتشهدُ حالة الطفل صالح تدهوراً ملحوظاً؛ بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في مركز العلاج بصنعاء، اللازمة لإنقاذ حياة الكثيرين من الأطفال المرضى والتي يحول الحصار الذي تفرضه دول تحالف العدوان على اليمن دونَ دفع المنظمات الدولية والشركات الدوائية بالكميات اللازمة منها.
ويرافق علي عبدالله الذيباني طفله المريض بسرطان الدم والمتدهورة حالته في مركز العلاج بصنعاء عاجزاً عن تقديم أدنى مساعدة سوى طلب المساعدة من الخيِّرين بعد أن كلّفته تكاليفُ العلاج بيع كُلّ ما كان يملكُه في سبيل إنقاذ طفله.
وعن الوضع الدوائي في المركَز يقول والد الطفل صالح لصحيفة المسيرة إنه في بادئ الأمر كانت الأدويةُ تأتي مجاناً ولا يحمل هَمَّها، لكن الأمر اختلف في الآونة الأخيرة، حيث تحمل عِبْئَ شراء المحاليل ومستلزمات إجراء جرع العلاج الكيميائي من الصيدليات الخارجية بأسعار باهظة كلّفته شهرياً ما بين 70 – 80 ألف ريال يمني.
أطفال اللوكيميا الأكثر معاناة في اليمن
ويعتبر الأطفالُ المصابون بمرض سرطان الدم “اللوكيميا”؛ نتيجةَ شُحّة الأدوية والمستلزمات الطبية من مركز العلاج الوحيد في اليمن، أكثرَ من يعاني من وطأة العدوان والحصار، حيث وصلت نسبة الوفاة من 1 إلى 2 حالة وفاة يومياً؛ بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للعلاج.
وفي مركز العلاج الوحيد في اليمن بمستشفى الكويت الجامعي بصنعاء، يعاني الطفل داوود ابن التاسعة من سرطان الدم “اللوكيميا”، حيث قَدِمَ به والدُه نعمان على إثر الإصابة بالمرض من محافظة إب لمركَز العلاج بصنعاء، تاركاً خلفه أُمَّ الطفل داوود تُعاني من صدمة نفسية لما أصاب طفلَها الوحيد.
ويكابد نعمان آلامَ طفله المريض، موفراً جُهداً كفيلاً بتوفير تكاليف المصاريف اليومية من مأكل ومشرب ومواصلات من وإلى المستشفى، علاوة على تكاليف علاج داوود والتي لا تنتهي، بل تتزايد يوماً بعد الآخر، في ظل قلة المساعدات وشُحتَّها وعدمها في أحايين كثيرة.
يقول نعمان والدُ الطفل المريض لصحيفة المسيرة بأن تكاليفَ تعاطي طفله داوود لجُرَعِ العلاج الكيميائي تكفّل ببعضها فاعلو خير، وأن معظمَ المستلزمات الأُخْـرَى يشتريها من الصيدليات الخارجية.
انتكاسات
وبحسب والد داوود فإن فاعلي الخير في أحايين كثيرة يغيبون وقتَ الحاجة للمساعدة، حيث غاب الخيِّرون مع الأدوية، ليتعرَّضَ طفلُهُ داوود للانتكاسة هي الثالثة على التوالي ولذات الأسباب.
ويضيفُ أنه أُجبر على شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية بعد شهر من قدومه المركز، وتوقف صرفها مجاناً من قبل المركز لشحتها، حيث تعرض طفله لثلاث انتكاسات على التوالي بعد أن عجز على شراء الأدوية.
وتشهد حالة الطفل داوود تدهوراً ملحوظاً، حسب الطبيب المشرف على حالته، والذي يقول إن نسبةَ انتشار السلطان في دمه كانت 1%، وحالياً وبعد ثلاث انتكاسات تعرض لها على التوالي باتت نسبة انتشار السلطان في دمه 65%.
الصورة المرضية
ويعاني مريضُ “اللوكيميا” من فقر وضعف دم حاد تُصاحِبُه التهاباتٌ، حيث تفقد كرياتُ الدم البيضاءُ وظيفتها المناعية عند المُصاب باللوكيميا، ويكون المصابون باللوكيميا عُرضةً لأشياء كثيرة، منها الآلام المبرحة بالعظام، وفي حالات كثيرة يعاني مرضى اللوكيميا من آلام الروماتيزم.
وتتكرر -حسب الدكتور عَبدالرحمن الهادي الذي تحدث لصحيفة المسيرة- الالتهاباتُ لدى المريض، سواء في الجهاز التنفسي أَوْ الهضمي أَوْ البولي أَوْ في بعض الأحيان في الجهاز العصبي، وهناك حالات تكون لديها أعراض الحمة الشوكية.
ويؤدي النقص في الصفائح الدموية لدى المريض إلى نزيف حاد يسبّبُ زيادةً في فقر الدم.
وتفقد كريات الدم البيضاء وظيفتَها المناعيةَ لدى المريض بعد أن تحوّلت إلى خلايا سرطانية تؤثر على إنتاج الخلايا الأُخْـرَى، سواءٌ أكانت خلايا دمٍ حمراءَ أَوْ غيرها؛ لذلك تتسبب في فقر الدم حاد.
مركز العلاج يهدد بالإغلاق
تلوِّحُ المُؤَسّسةُ اليمنيةُ لعلاج سرطان دم الأطفال في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء بالإغلاق التام، حيث يفتقرُ مركَزُ العلاج لعديد أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لاستمرار العمل في المركز في ظل تزايد كبير في عدد الحالات الوافدة إلى المركز بمقابل تناقص كبير أيضاً في كميات الأدوية والمستلزمات.
ويعتبر المركز الوطني لعلاج الأورام المعنيَّ مركَزياً بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لمراكز العلاج في اليمن، إلّا أن الدكتور عبدالرحمن الهادي رئيسَ المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان الدم يقول لصحيفة المسيرة: إن اتّفاقَ شراكة كان بين المركز والمُؤَسّسة الوطنية لمكافحة السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام وإدَارَة مستشفى الكويت الجامعي إلّا أن كُلَّ جهة من تلك الجهات تنصّلت من مسئولياتها؛ بحجج العَوَز المالي وقلة توافر الأدوية والمستلزمات الطبية لدى الجميع.
وحسب الدكتور الهادي، كانت إدَارَةُ مستشفى الكويت الجامعي قد تكفّلت بالكادر الطبي والتمريضي ونفقاتهم، إضَافَةً إلى توفير كميات المحاليل والأدوية الأُخْـرَى للمركز إلّا أن إدَارَة المستشفى التزمت لفترة ولم تَفِ بالتزاماتها لفترات لذات الأسباب المتعلقة بعجز الميزانية وقلة الإيراد ونقص الأدوية وشُحّة المستلزمات وغيرها من الأسباب التي ضمنها توقف صرف مرتبات الكادر الطبي والتمريضي الذين غادروا المركز بحثاً عن مصادر أُخْـرَى للرزق.
وغادر الكادر الطبي الأجنبي مركز علاج لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي بصنعاء بُعَيْدَ العدوان عدا طبيبة هندية آثرت البقاء لدواعيَ إنْسَانية.
على باب الله
لا يزال العمل في مركز علاج لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي بصنعاء مستمراً بكادر طبي وتمريضي يواصل العمل طواعية وتعاطفاً مع معاناة الأطفال المرضى.
ويعاني الكادرُ التمريضي المتطوع في مركز علاج لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي بصنعاء من معاناة توفير الحد الأدنى من المستحقات المالية وصلت حد عدم المقدرة على توفير “حق المواصلات”.
وكانت المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان الدم قد عقدت اتّفاقاً مع إدَارَة مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء بخصوص تخصيص مرتبات مالية للمتطوعين للعمل في مركز العلاج، فيما توقف المركز الوطني عن دعمه، وحالياً يحتاج المركز لكميات من المحاليل الكيميائية والأدوية الأُخْـرَى اللازمة للعلاج.
وتعوِّلُ المُؤَسّسةُ اليمنية لعلاج سرطان دم الأطفال على مناشدات تبعثُها على أبواب المنظمات الدولية، حيث استجابت منظمة الصحة العالمية لنداءات الاستغاثة ودفعت بكميات من المحاليل الكيميائية للمركَز على ثلاث دفعات غَطّت كُلّ واحدة من تلك الدفع احتياج المركز منها لثلاثة أشهر، لكن دعم منظمة الصحة العالمية توقف قبل أشهر، حسب رئيس المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان دم الأطفال.
مركز لوكيميا الأطفال
حالياً يعاني مركز علاج لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي بصنعاء من نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للعلاج، حيث يفتقر المركز لأبسط متطلبات العلاج، بالإضَافَة إلى نقص كبير في السعة السريرية وضعف كبير في عدد الأطباء لتغطية الحالات على كثرتها.
وتبذُلُ إدَارَةُ المركَزِ جهوداً ذاتيةً بتواصُلٍ مستمر مع المنظمات ووزارة الصحة والخيّرين والمستشفيات الحكومية للحصول على احتياجاتها من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة التي نفد معظمُها ويوشك قليل ما تبقى منها على النفاد.
ويعمل المركز الوطني لعلاج الأورام بتواصُلٍ مع شركات دواِئية على توفيرِ بعض الأدوية وكميات المحاليل من مصر وبعض الدول الأجنبية لمراكز العلاج في اليمن، لكن تلك الشركات الدوائية علّلت عدم مقدرتها توفير الأدوية والمستلزمات إلى قيود الاستيراد في ظل الحصار المطبق والاستهداف المباشر لشحناتها التجارية من قبل طيران العدوان الأمريكي السعودي.
ويعزو رئيسُ المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان الدم عدم استجابة المنظمات الدولية لنداءات الاستغاثة التي تبعثها مراكز العلاج في اليمن إلى كون تلك المنظمات الدولية منها الصحة العالمية تولي اهتمامها بالأمراض الوبائية المتفشية كفاشية الكوليرا وغيرها.
وكانت منظمةُ الصحة العالمية قد دفعت بكمياتٍ من المحاليل وبعض المضادات الحيوية لمركز علاج لوكيميا الأطفال ووعدت بالدفع في القادم من الأيام بكميات تغطي احتياجات المركَزِ من الأدوية الكيميائية لعام 2018م.
وتتحمل حالياً أسرة المريض تكاليف شراء الأدوية الكيميائية التي نفدت بشكل كلي من المركز، حيث يقومون بشرائها من الصيدليات الخارجية وتكلِّفُهم الكثيرَ من المال يفوقُ قدرتَهم على التحمُّل.
اليمن تسجل أعلى نسبة وفيات في العالم
بسبَبِ الظروف الصعبة الناجمة عن الحصار ارتفعت نسبةُ وفيات مرضى اللوكيميا، حيث لا يمر يوم دون أن تُسَجِّلَ حالة وفاة، حيث سجلت عدد حالات الوفاة من المرضى المصابين بالسرطان في مراكز العلاج في اليمن نِسَبَ وفيات مرتفعة مقارنةً ببقية بلدان العالم، بالمقابل وصلت نسبة من تعافوا من المرض مؤخراً في اليمن 75% من مجموع المرضى ويعتبر -حسب قول الدكتور- مؤشراً إيجابياً مقارنة بالظروف التي تعاني منها البلادُ نتاجَ العدوان والحصار.
ويعاني ما يزيد عن 400 مُصَابٍ بالسرطان من نقص الأدوية والمستلزمات التي توشك على النفاد من مراكز العلاج في اليمن، والتي يحول الحصار دون دفع المنظمات الدولية والشركات الدوائية بالمزيد منها إلى البلاد.
وحسب إحصائية جديدة فإن ما يزيد عن 30 ألفَ مصاب بسرطان الدم وجُـلُّهم من الأطفال يعانون جراء الحصار وما يزيد عن 100 إصابة تفتقر للأدوية والمستلزمات الطبية.
الحالات الوافدة أكثرُها من صعدة
يكشف الدكتور عَبدالرحمن الهادي -رئيس المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان دم الأطفال- أن من الأسباب المباشرة للإصابة وجود عوامل خارجية مثل التعرّض للإشعاعات ومخلفات الحروب والتي بدورها تعتبر سبباً رئيساً ومباشراً للإصابة.
وأضاف أنه على المدى القصير بالنسبة لسرطان الدم يكونُ التعرُّضُ للإشعاعات والغازات التي تبعثها الأسلحة كتلك المحرمة دولياً ويستخدمها العدوان في اليمن سبباً مباشرا للإصابة التي تحدث بعد شهرين من التعرض في أكثر تقدير.
ومثّلَ عدد الحالات الوافدة من محافظة صعدة شمالي اليمن إلى المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان الدم “اللوكيميا” في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء، 10% من إجمالي عدد حالاته والتي تجاوز تعدادُها الـــ 400 مصاب بسرطان الدم جُلُّهم من الأطفال.
ويستخدم العدوان الأمريكي السعودي أسلحة محرمة دولياً في حربه على اليمن، حيث تلقت محافظةُ صعدة شمالي اليمن العديدَ من الضربات الجوية استُخدم خلالها أسلحة محرّمة دولياً.
ويتعرَّضُ الأطفالُ في محافظة صعدة لمخلفات الحرب والذخائر والقنابل المحرمة والتي تستخدمُها دول تحالف العدوان على اليمن على مرأى ومسمع العالم.
ما هو اللوكيميا؟
للفائدة يقول الدكتور عَبدالرحمن الهادي: إن تسمية مرض سرطان الدم بــ “اللوكيميا” يرجعُ إلى اللغة اللاتينية، ويعني زيادةَ كريات الدم البيضاء في مكونات الدم، حيث يتكون الدم من كريات دم حمراء وبيضاء وصفائح دموية والبلازما التي تعتبر الوسط الذي تكون فيه تلك العناصر.
وارتبطت الزيادةُ في كريات الدم البيضاء بضعف وفقر دم حاد لدى المريض؛ لذلك اكتسبت هذه التسمية، حسب قول الدكتور عَبدالرحمن الهادي، الذي يعتقد أنها تسمية إلى حَدٍّ ما مغلوطة؛ لأنه -حسب قول الدكتور- لا تعني الزيادة في كريات الدم البيضاء وجود مرض دم خبيث بقدر ما يعني أن كرياتِ الدم البيضاء ولو كانت قليلةً لفقدت وظيفتها الطبيعية وتحولت إلى خلايا سرطانية تؤثر على إنتاج الخلايا الأُخْـرَى، سواءٌ أكانت دم حمراء أَوْ غيرها لذلك تسبب في فقر الدم.
المرض قابل للشفاء إذا توافرت النية ولوازم العلاج
على الرغم من التقدم الكبير الحاصل في علاج سرطانات الدم والأورام الليمفاوية بالذات وتماثل العديد من المرضى للشفاء، إلّا أن صورةً قاتمةً قد رُسمت في الأذهان عن طبيعة مرض السرطان حتى بات المصابون به في أذهان الكثيرين من عداد الموتى.
وشهدت فترة الستينيات من القرن العشرين وفاةَ جميع مَن أصيبوا بالأمراض السرطانية، إلّا أن التقدم في أساليب وطرائق العلاج في بلدان العالم أمكن اليوم من الشفاء التام من معظمها وبنسب تتراوح بين 25 إلى 90 %.
رئيسُ المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان دم الأطفال يؤكدُ لصحيفة المسيرة، أن مراكز العلاج في اليمن باستطاعتها الوصول بنسبة الشفاء من المرض إلى 80 -90% في حال تحسّنت الظروف وتوفّرَت الإمْكَاناتُ لزراعة نُخاع العظم.
وحول قابلية المرض للشفاء يقول الدكتور عَبدالرحمن الهادي رئيس المُؤَسّسة اليمنية لعلاج سرطان دم الأطفال: إن المرض قابل للشفاء متى ما توافرت النية ولوازم العلاج.
الجرعة الواحدة تقسم على اثنين
يقولُ الدكتورُ عَبدالوهاب أحمد أنه لاحظ في الفترة الأخيرة في مركز علاج لوكيميا الأطفال -الذي يعمَلُ فيه متطوعاً لأزيد من سنة: إن جُرعة العلاج الكيميائية الواحدة والمخصصة طبياً لمريض واحد تُقسم على مريضين اثنين ، وأن علبة علاج الجليفيك تفرغ الكبسولات لتوزّع على عدد من المرضى بأكياس غير طبية.
الطفل رشيق فقد السمع بجلسات الكيميائي
في مركَزِ العلاج بمستشفى الكويت الجامعي بصنعاء فقد الطفل رشيق – 10سنوات – حاسّةَ السمع بعد جلسات العلاج الكيماوية، لكنه النتيجة الإيجابية أنه استجاب للعلاج وتعافى بشكل كلي من المرض.
ومنح تعافي رشيق من المرض الخبيث أسرته فرحةً ناقصةً، حيث شكّل فقدانُ طفلهم السمعَ وعدم مقدرته على الحديث فارقَ معاناة تضاف إلى هاجس الخوف من عودة المرض المتوحش إلى جسد رشيق الذي يعاودُ حالياً مركز العلاج برفقة أمه لمتابعة إجراءات ما بعد العلاج.
وتقوم الدكتورةُ إرحاب الصلوي -الأخصائية النفسية- بمتابعة حالتين شُفيتا من المرض، من بينها المريض رشيق الذي فقد حاسة السمع بعد تلقيه جُرَعَ الدواء الكيماوي، وتعمل الدكتورة إرحاب على تهيئته نفسياً للخضوع لعملية سيجريها في قادم الأيام ستكلف ما يربو عن 6000,000 ريال يمني.
شفاء رشيق يبعث الأمل
ومثَّلَ تماثُلُ رشيق للشفاء من مرض اللوكيميا مبعثاً للأمل في نفوس الأطفال المرضى وأهاليهم، حيث أسعف رشيق كون أسرته مثّلت بيئةً محتضنةً ساعدته على تجاوز فترة العلاج دون التعرّض لانتكاسات وصدمات نفسية، حسب الإخصائية النفسية الدكتورة إرحاب الصلوي.
وتتردد أسرة الطفل رشيق على المركز بعدَ تعافي رشيق من المرض لإجراء الفحوصات الروتينية وإعطاء رشيق جرعاً وقائية، وهي خَاصَّـة بفترات ما بعد الشفاء من المرض تكسب المريض المتعافي حديثاً مناعة تحول دون عودة المرض إليه.
الإخصائية النفسية الدكتورة الصلوي تقولُ: إن أطفالاً تعافوا، لكن لعدم الالتزام بالفحوصات الروتينية والجرع الوقائية لفترة ما بعد العلاج عاد إليهم المرض بعد 11 سنةً من خروجهم من المركز متعافين من المرض.