|
الحديدة نيوز // ناصر الزوفي
تلعب المرأة اليمنية دورًا مهمًا في تنمية وتطوير المجتمع المدني ؛ من خلال المشاركة المجتمعية وصناعة القرار ، فقد أظهرت المرأة اليمنية خلال سنوات الحرب تواجدها في مختلف مجالات الحياة ،
ومن أجل تمكين المرأة في المشاركة المجتمعية بشكل كبير لابد من توفير لها مناخًا مناسبًا وإيجابيًا لتفعيل دورها وإشراكها في المجتمع المدني وعملية السلام ؛
إلا أن المرأة اليمنية مازالت تواجهها العديد من التحديات والقيود الاجتماعية ، حيث تتعرض المرأة اليمنية للتمييز والتهميش والإقصاء ، إلى جانب ذلك ، أقتصر نظرة المجتمع اليمني للمرأة نتيجة العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي تتعرض لها المرأة اليمنية ، ما أدى ذلك إلى تقييد المرأة من حقوقها في التمكين والمشاركة المجتمعية في بلد انهكته الحروب.
تقول أمينة (اسم مستعار) -وهي فتاة عشرينية تبلغ من العمر 27 عامًا- : ” كنت أعمل في إحدى المؤسسات الإغاثية ، وكنت المرأة الوحيدة من بين ما يقارب 12 موظفًا جميعهم من الرجال، إلا أنني لم أستمر في هذا العمل لفترة طويلة، بسبب قرار أسرتي بعدم العمل في هذه المؤسسة، خشية النظرة المجتمعية، ولاعتبارهم بأن عملها في مؤسسة بها امرأة واحدة وبقية الموظفين من الذكور، يعد عيبًا “.
أمينة الذي حصلت على بكالوريوس محاسبة من جامعة الحديدة ، متوقفة عن العمل، ولمدة تزيد عن العام ، تحاول جاهدة البحث عن فرصة عمل أخرى تتناسب مع قناعات أسرتها، وتقول: “للأسف ما باليد حيلة، فلا أستطيع مخالفة أبي وأسرتي ، ولو أني أشعر بالحزن والأسى من هكذا قرارات وقناعات “.
وعلى الجانب الآخر ، استطاعت ياسمين الصلوي أن تعمل في العديد من المبادرات المجتمعية التي تسهم وتهدف الى مساعدة الأسر والأفراد الذين هم بحاجة للمساعدة من خلال كتابة ونقل قصص صحفية تتطرق إلى حاجات ومآسي الأسر الفقيرة وكيف تعكس معانتهم.
كما أنها عملت على نقل العديد من القصص النجاح لأشخاص ساهموا بشكل كبير في خدمة مجتمعاتهم بشتى الجوانب ، خاصة التوعية بحقوق النساء، وتناولت ضمن تقارير صحفية الكثير من أعمال وأنشطة المبادرات المجتمعية التي نجحت في تنفيذ مشاريع تخدم المواطنين أثناء الحرب الدائرة في البلاد.
لم يكن أمام ياسمين أي عوائق أو تحديات لمواصلة عملها الصحفي، والنزول الميداني، والعمل ضمن المبادرات الشبابية، بل لاقت دعمًا من أسرتها على مواصلة عملها، وتقديمه بكل تفانٍ ونجاح.
ركيزة أساسية في المجتمع ..
تقول الأخصائية الاجتماعية ابتهال الحكمي بأن تواجد المرأة في مجالات العمل المختلفة في وقتنا الحاضر يمثل ضرورة مهمة ؛ نتيجة للأوضاع التي أجبرت المرأة اليمنية للعمل لسد الاحتياج.
وتؤكد الحكمي على أنه من حق المرأة الحصول على فرص العمل والتوظيف في كافة القطاعات والأعمال، معتبرة بأن المرأة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وتحقيق التنمية وتطوير الأعمال.
وأكدت الحكمي على أن المرأة اليمنية استطاعت أن تقوم بدور كبير في جميع جوانب وقطاعات الحياة، ولعل أبرزها : دورها في عملية الاستجابة الإنسانية من خلال تواجدها في منظمات المجتمع المدني كقيادية، أو من خلال تأسيس منظمات ذات الطابع التنموي والإغاثي والتوعوي أو كناشطة مجتمعية من خلال المبادرات والبرامج التي تنفذها المنظمات كما لفتت الحكمي إلى أن المرأة اليمنية أثبتت نجاحها من خلال أدوارها الوظيفية في المرافق والمؤسسات الحكومية والخاصة.
وبحسب تقرير الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن ٢٠٢٣ يستمر تجذر السلوكيات الاجتماعية التمييزية ضد النساء وانخراطهن اقتصاديًا واجتماعيًا وهو ما يضاعف عدم المساواة الموجودة ، ويعيق وصول النساء إلى الخدمات الأساسية. كما فاقم انعدام الأمن الغذائي لدى النساء والحدّ من وصولهن إلى خدمات الحماية والرعاية الصحية ؛ مخلفاً تداعيات على صحتهن النفسية والجسدية. ويشكل الوصول للخدمات الأساسية وحرية الحركة تحدياً أكبر بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي يفتقرن لوثائق إثبات الهوية القانونية وذلك بسبب القوانين والإجراءات التمييزية .
ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، بأن ” اليمن تعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتتميز بوجود تهديدات كبيرة على الحماية المرتبطة بالنوع الاجتماعي، وأن العنف القائم على النوع الاجتماعي يعد قضية رئيسية على الصعيد الوطني، “حيث احتل اليمن باستمرار المرتبة الأخيرة أو الثانية قبل الأخيرة في مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين”.
* تم إنتاج هذه المادة ضمن مخرجات برنامج التغطية الإعلامية الجيدة لقضايا الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان .