.
الحديدة نيوز- علاء الدين حسين :
كان الخمسيني صالح المصقري يعيش حياته مستقراً في منزله المستأجر بحي”المينا” وسط مدينة الحديدة ، غرب اليمن،حتى ذات ليلة قصفت فيها طائرات التحالف المناطق القريبة من منزله،كان صوت القصف مفزعاً لدرجة أن قاطني تلك المنطقة ،وصالح واحد منهم ، كانو يشعرون بأن القصف قد طال منازلهم وهم في ذهول كيف أنهم مايزالو على قيد الحياة ، بحسب وصف المصقري في حديثه لـ”الحديدة نيوز”.
يقول صالح ” استيقضتُ صباح اليوم الثاني ،ولم أعرف نفسي الا وأنا في المستشفى بسبب اصابتي بغيبوبة ناتجة عن ارتفاع السكر في الدم ،أخبرني الطبيب أنني أصبت بمرض العصر”السكر”، لم يمر الاسبوع حتى أصبت بالغرغرينا وعلى إثرها بُـترت قدمي اليمني من مفصل الركبة، رضينا بقضاء الله وقدره ،وكانت المعارك المسحلة على أشُدها، حينها كنا نبحث عن طرف صناعي يكون عوضاً عن الساق التي فقدتها “.
ويضيف : ” ولاننا لم نجد مبتغانا في كل مناطق الحديدة ، قررت السفر انا وعائلتي الى العاصمة صنعاء ،كانت رحلتنا شاقة بسبب غلاء ارتفاع أجور النقل ،وأمور أخرى،وصلت اليى صنعاء بعد شق الانفس واتجهت الى ‘حدى مركز لتصنيع الاطراف الصناعية ، فطلب مني مبلغ باهض من أجل حصولي على طرف ،أخبرتهم أنني موظف حكومي ولم استلم مرتبي منذ حين ، إسوة بباقي موظفي الدولة ،وبالكاد حصلت على الطرف بسعر مخفض بعد أن استدنت مبلغاً من المال من صديق ، لم استطع أنا وأسرتي البقاء في صنعاء لأيام بسبب غلاء المعيشة فقررت العودة الى منزلي ، والصبرعلى الحال الذي وصلنا اليه “.
صالح المصقري واحد من الاف الاشخاص ذوي الاعاقة الذين فاقمت الحرب من معاناتهم إن لم تكن هي السبب الرئيس لتعرضهم للاعاقة ،يعيش في ظروف اقتصادية سيئة ، في ضل اشتداد معاناة الناس بشكل عام في المحافظة الساحلية التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز.
في تزايد :
وقبيل اندلاع الحرب كان تعداد ذوي الاعاقة بالحديدة يقارب المائة الف ،وبعد العام 2015،زاد العدد أضعاف مضاعفة،بحسب تقديرات للمنتدى اليمني للاشخاذ ذوي الاعاقة.
يقول فهيم القدسي المدير التنفيذي للمنتدى اليمني للاشخاذ ذوي الاعاقة وسط المعارك المشتده في الحديده تتضاعف معاناة ذوي الاعاقة بمختلف اعاقاتهم الحركية والسمعية والبصرية،
ويرى، في حديثه لـ”الحديده نيوز” ،أن ” معاناة ذوي الاعاقة في الحديدة هي الاسواء من بين جميع المحافظات اليمنية ، كون العديد من الجمعيات والمراكز المعنية بالمعاقين توقف عملها بفعل الحرب “.
وكانت أكثرمن “17” جمعية،معنية بذوي الاعاقة بالحديدة، موزعة على عاصمة المحافظة ، وعشر مديريات فقط، منها خمس جمعيات تم تأسيسها في العام 2014، وست جمعيات داخل المدينة ، تنشط بشكل قوي وتقدم مختلف أوجه الخدمات على مستوى المحافظة.
بالاضافة الى جمعيتان للمعاقين ذهنياً، و جمعية واحدة للمعاقين حركياً، وجمعية للمكفوفين، وجمعية للصم والبكم، وجمعية لمعاقي الحرب والواجب، و إحدى عشرة جمعية، موزعة على مستوى المحافظة، ولها أنشطة في مختلف المجالات، وجمعيتان لكل الفئات بمديرية في مديريات “باجل ، المنيرة، و الضحي، وزبيد والمراوعة، والقطيع، واللحية والدريهمي وبرع.
لكن غالبية تلك الجمعيات كان لها النصيب الاكبر من الدمار والخراب ومختلف الاضرار، مثل جمعية التكافل الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة الدريهمي .
تغير الاحوال :
ويشرح عبده مهيم البجلي رئيس الجمعية ،كيف ترك هو وذوي الاعاقة مقر جمعيتهم في شارع خليل،كيف تركو الادوات ووسائل النقل والاتصالات التابعة لجمعيتهم ، هرباً من الموت الذي كان سيطالهم بفعل اشتداد وتيرة المعارك المسلحة بين أطراف النزاع اليمني في الدريهمي .
ويقول متحدثاً لـ”الحديدة نيوز”،” بدل أن كانت الجمعية التي تقدم كافة خدمات التدريب والتأهيل والتعليم والتطبيب والمساعدات الغذائية لذوي الاعاقة ،أصبح رئيس الجمعية واعضائها يبحثون عن مأوى لهم ودعم لشخوصهم بسبب نزوحهم الى العاصمة صنعاء “.
وقبل الحرب لم تستطع الجمعيات والمؤسسات الحكومية والخاصة ،الوصول الى مناطق عدة لمسح تعداد ذوي الاعاقة في مديريات الحديدة ، لعدم وجود الإمكانات الكافية للنزول الميداني،بحسب تأكيدات لـ”الحديده نيوز” ، صرح بها مسؤل في “صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ” في اليمن ،مضيفاً القول ،بأن”معاقو الحديدة يحب أن يكون لهم إهتمام خاص يتناسب مع حجم المأساة التي يعانو منها”.
ويناشد عبده البجلي،الجهات الحكومية والجمعيات المعنية بذوي الاعاقة ،بضرورة دعم ذوي الاعاقة بالكيفية التي يرون أنها تتناسب والظرف الطارىء الذي أوجدته الحرب في الحديدة “.