*وانطفأت الشمعة المضيئة في عز نورها.|*
*✒كتب/ معتز الميسوري*
*أكتب إليكم هذا المقال الذي يصاحبه الم وإحباط ويأس،من خلال هذه الأسطر المكتوبة بقلم متحسر على صاحبه
يخط بين يدي قارئه بعبارات الأسى والحزن نتيجة استمرار الأزمات المتتالية على بلادنا الغالية وعدم توقف الحرب الدائرة فيها حتى هذا الوقت ليأتي بعدها وقت التنمية والازدهار والسلام والاستقرار الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى،عزيزي القارئ الكريم لا أريد منك أن تجبر خاطري ولكن ما أريده منك أن تعلم علم اليقين أن الإنسان صاحب الأهداف النبيلة والأحلام الطموحة دائما ما يواجه التحديات والعقبات أمام طريق نجاحه يرافق ذلك عدم وجود الأشخاص ذوي الهمم العالية وأصحاب التحفيز والتشجيع وداعمي قدرات وأفكار الشباب المبدع أينما حلوا وكانوا لأنهم يؤمنون بهذه الأعمال العظيمة والرائعة التي تعود بالنفع على الجميع،
ويصبحوا خير معين لهؤلاء الشباب المتألق الذي يسعى ليوقد شعلة مضيئة لتصبح رمزا يمشي على خطاه كل الناس لأجل الرفعة والتقدم،نجد أمثال هؤلاء العينات كثيرين ولكن للأسف الشديد لم يجدوا من يقف بجانبهم ويساندهم ويربت على كتفهم ويقول لهم لا تقلقوا ولا تحزنوا فنحن معكم قلبا وقالبا فالحياة تجارب وخبرات وظروفنا الراهنة تحتاج إلى صبر وتوفيق من الله عزوجل،وأصبحنا نجد عكس ذلك ونرى بأن هؤلاء الشباب اتخذوا القرار السليم أن يهاجروا إلى بلد أوروبيا مثل الطيور المهاجرة لعلها تجد البيئة المناسبة لها وتستمتع بحياة أفضل وأجمل وتجد الدعم الكبير والوقوف الإنساني من أشخاص يتمنوا اللقاء بمثل هؤلاء الشباب ويوفروا لهم الحياة الكريمة والعمل بكل الإمكانيات المتاحة، في وطني المنهار والمظلوم إذا لم تكن عضوا في حزب سياسي أو تعمل في قيادة الدولة فستواجه المعوقات والفشل أمام مشاريعك الناجحة والسبب كونك مستقل وتغرد خارج السرب،وإذا لديك رؤية أو أهداف ومشاريع وأفكار من شأنها أن تخدم الوطن والشعب وينقصها التمويل المطلوب فان ذلك يصبح سراب أمام عينيك لعدم الأهمية بها والاهتمام في رعايتها، من المؤسف أن تعلم عزيزي القارئ عبر هذا المقال مشكلة ليس لها حل إلا لمن يهتم لذلك، ألا وهي توقف إصدار صحيفة التنمية بلا حدود الصادرة من العاصمة عدن،تلك الصحيفة المتخصصة بالشأن الاقتصادي والتنموي والإداري والإعلاني والتي تطبع كل بداية شهر بأفخم الطباعة وأجود الورق وجميل اخراجها وتوزع مجانا في سبع محافظات يمنية وتقوم بخدماتها كذلك عبر موقعها الإخباري (التنمية برس) وشبكتها الإعلامية الالكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي،لقد توقفت الصحيفة عن الإصدار كعادتها وحجبت أعدادها للأشهر فبراير ومارس 2018م بسبب عدم توفر الدعم المالي الكافي لها ولهذا لم تجد من يساندها ويقف بجانبها بشكل رسمي ويخفف من معاناتها المستمرة ناهيك عن أنها عملت وقدمت خدماتها في عز ظروفها القاهرة التي واجهتها ولم تعير اهتماما لما ستواجهه خلال الأشهر القادمة من نفاذ التمويل ونقص الإمكانيات المتاحة! ولكنه حان وقت الموت والانطفاء أمعقول وصلت لهذا الحال المزري وهي كانت لسان حال قيادات القطاع الخاص في وطننا الغالي ممثلة بالتجار والمستثمرين وكانت تسلط الأضواء على ابرز القضايا التنموية والاقتصادية والمجتمعية التي يهتم بها المواطن والمسئول في الدولة وغيرهم وتقوم بنشر كل ماهو مفيد وهادف عبر تخصصها الرائع وتقديم الحلول عبر المواد الصحفية المتميزة،والتحدث عن قضايا الشباب ونجاحاتهم وعن أنشطة وانجازات السلطات المحلية والدوائر الحكومية،والسبب يعود أنها لم تنحاز لأي طرف سياسي ولم تقم بأجيج الصراعات الدائرة وبث الفتن والفرقة وتنفيذ الأجندة الممولة ماليا، لاسيما وأنها قامت بأعمال متميزة من شأنها تطوير وتنمية الحياة العملية وتعود فائدتها على المجتمع المحلي، هكذا هي معاناة وظروف السلطة الرابعة وبالذات
(الصحافة المتخصصة) باعتبارها وسيلة لمواجهة المنافسة القوية القائمة مع وسائل الإعلام الحديثة وخاصة التلفزيون والإنترنت، وتشكل في الوقت نفسه جوهر الثقافة العامة التي يحصل عليها القارئ من الصحف، وتعتبر الصحافة المتخصصة أحد مصادر المعرفة، فالصحيفة اليوم عليها أن تلبي احتياجات القارئ في المعرفة العامة والخاصة، ومن منطلق ذلك ظهر دور الصحافة المتخصصة في المجتمع. وهي تشترك مع صحافة الإعلانات بتعريف ماهيتها وأهدافها وتحديد وظائفها وأنواعها، فهي صحافة لها حضورها في عالم اليوم القائم على النشاط الاقتصادي، وقد ساهمت الاتفاقيات التجارية والاقتصادية الموقعة بين الدول برواجها وتنوعها، حيث تقاس قوة الدول بمقدار تقدمها في الجانب الاقتصادي.
والتي تعمل بشكل مستقل ويؤسسها بعض الصحفيين المتخصصين ويمتلكون الخبرات والمهارات العملية والمؤهلات العلمية وهدفهم العمل لأجل الجميع، لقد وصلت ( التنمية بلا حدود )ما يقارب أربعة أعوام من العطاء والتأسيس والعمل المضني والجهد الجبار وعملت على الترويج للفرص الاقتصادية وتغطية أخبار الشركات والمؤسسات التجارية والحكومية وهي مكونة من طاقم صحفي يمثل نخبة من الكتاب والمراسلين الصحفيين ذوي الكفاءة العالية والسعي للتسويق في أنشطة وأعمال التنمية الشاملة والمستدامة،وأخذت دورهاالحقيقي، الذي أصبح يفرض دوره بقوة صناعة الحدث الاقتصادي، ويسلط الضوء على النواحي الاقتصادية المختلفة، وبخاصة في الوطن الذي كان يشهد نموا وازدهارا اقتصاديا كبيرا، كونه قوة دافعة لعجلة التنمية.
فالإعلام التنموي والاقتصادي اليمني متطور ومهني، ويحتاج إلى تعاون مع الجهات الحكومية الاقتصادية والشركات الكبرى العاملة في بلادنا
فكما هو معروف أن الاقتصاد والتنمية عصب الحياة و الفرص الاقتصادية في منطقة اليمن غير محدودة وبحاجة للاستكشاف وتسليط الضوء عليها، هنا يأتي دور الإعلام المتخصص في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية القادرة على طرح الأفكار والرؤى الهادفة لدفع عجلة التنمية من أجل تنمية مستدامة قادرة على خلق فرص العمل باستمرار.
وإيمانا بذلك سعت الصحيفة أن يكون لها دور ايجابي ومتميز في تبني مثل هكذا قضايا تخص قطاع الأعمال والاستثمار والتنمية والجوانب الإنسانية وخدمة الوطن والمواطن.. وعملت على إبراز الجانب المشرق لليمن عموما وعدن بشكل خاص،
عذرا يا صحيفة التنمية بلا حدود فرئيس تحريرك الشاب صاحب هذا القلم الذي وصل لختام مقاله محتار لا يستطيع إنقاذك من موتك الذي تحقق فعلا وكان يمضي دوما في الاهتمام بك برفقة زملائه الكرام لأجل عنايتك ورعايتك وعدم توقفك شهرا واحدا ولكنها إرادة الله تعالى وخذلان من كنتي تعولين عليه لكي تستمرين في عملك الجميل بشكل طبيعي وتقومين بالاهتمام بقضاياهم للرأي العام، وهاهم هيئة التحرير ومديرك التحريري والفني والمراسلين والموزعين التابعين لكي يتحسرون لانطفاء شمعتك المضيئة وعلمك المرفرف عاليا ولن يجدوا مثلك أبدا،ارتاحي بسلام لعل تجدي شخصا ما أو جهة من يعيد لكي روحك ويستعيد جمالك ونورك كعادتك المتألقة وتذكريهم انك كنتي تعملين في ظروف قاهرة وأزمات مستمرة وتمضين نحو أحلامك وطموحاتك وتحققين أفضل الانجازات العظيمة لتصبح واقعا ايجابيا يبعث بالسعادة والسلام فأنتي مرآة تعكسين وضع البلد التنموي والاقتصادي ومستوى المعيشة فيه.
*ناشر ورئيس تحرير صحيفة التنمية بلا حدود وموقع التنمية برس. عدن*