من نحن أبناء تهامة
بقلم / جساس جمالي
نحن أُناس بسطاء أعتدنا على إقرآء السلام في حلنا وترحالنا وجعلناه منثوراً بيننا ومن حولنا كالهواء والماء فلا حياة بدونهما.
في تهامة أذا أعتدت على الجلوس في أحدى المقاهي وكان صاحب القهوة كهلاً وجدت علاقة تربطك به نسجتها أحاديث مسجلة مع كل كأس شاي يقدم اليك, فأذا ما غاب يوماً وجدت سؤالك عنه بلهفة للأطمئنان علية هو سيد الموقف ومحور الحديث.
في تهامة اذا أردت معرفة قسوة الحال فستجد عجوزاً تبيع اللبن قد رسم الزمان قساوتة وحفرها في تجاعيد ذالك الوجه الذي لا تخفى على ملامحه أشراقة النقاوة وطيب القلب, ويعود بك الزمن الى الوراء دونما دراية بمجرد نظرك الى ذالك الحمار والذي ربط بجوار تلك العجوز , فهو ركوبها اذا ما شارفت شمس النهار الى المغيب ليعلن أنتهاء يومها لتعود الى قريتها القريبة.
في تهامة البساطة هي الكرم فأذا ما سئلت أحدهم عن شخص وانت من القادمين اليها وجدت أبتسامة تقابلك لتدلك الى ضالتك كأنها أكرام ضيف ومأدبة فتحت اضرعها اليك , فلن تجد من يدلك الى أحدهم بكل سرور سوا في تهامة.
في تهامة تجد تقارب منازلها قد أزال الفوارق النوعية فأسود البشرة لجاره بشرة بيضاء وبين عتبة هذا المنزل وذاك يلعب الأطفال بكل سرور.
في تهامة وحدها ستجد أن من أبنائها مدير مكتب حكومي شارف على التقاعد مازال يركب دراجة نارية, وآخر في عنفوان شبابة بشهادة دكتوراة في الطاقة الكهربائية تم تعيينة مدير عام لأول مصنع بعد قيام الجمهورية ويضم أكثر من خمسمائة عامل يركب سيارتة الشخصية نوع النترا موديلها لا يتعدا ال2000, وآخر واكب العصر وصعد به طموحة لينال شهادة الدكتوراة في الطاقة النووية وسيارتة التي جناها من أدخارات ايام دراستة متوقفة ٌ امام بابة بسبب نفاذ كمية البترول والتهابات في جيبة المفلس.
في تهامة تجد المرأه حقوقها وهي ابنة وزوجة وام .
في تهامة البساطة والنقاء والطُهر ونبذ الأستعلاء.
فتهامة الخير والخير في تهامة.