بقلم / الاعلامي صدام حسن
.يستقبل أبناء الحديدة شهور يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر من كل عام بتوجس وقلق شديدين كونها الشهور الأكثر حراً فيها ترتفع درجات الحرارة الى مستويات عالية يصعب معها العيش بدون الحاجة الى الكهرباء التي وحدها تنقذهم من معاناة الحر الشديد ومايسببه من أوجاع وآلام لهم ولآطفالهم ويجعل الكثيرين من المرضى وكبار السن عرضة للموت نتيجة الإرتفاع الشديد في درجة الحرارة وإنتشار الأمراض المختلفة ..
إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف أضحى هاجساً يرعب سكان مدينة الحديدة وجميع مديرياتها ولهم فيه الكثير من الذكريات المؤلمة التي أضحت محفورة في ذاكرتهم وباتوا يخافون من تكرارها حيث فقدت الكثير من الأسر عدداً من أحبتهم وخصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة الذين لم يتحملوا إرتفاع درجات الحرارة خاصة مع إستمرار أزمة إنقطاع التيار الكهربائي وإرتفاع أسعارها من قبل شركات الكهرباء الخاصة والحكومية على حد سواء الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات الحكومية من أجل البحث عن البدائل وإيجاد الحلول لإنهاء معاناة أبناء الحديدة وقاطنيها .
تخيلوا ان الميسورين والأغنياء يضطرون الى النزوح من مدينة الحديدة خلال موسم الحر الشديد رغم إمتلاكهم القدرة المالية في شراء المولدات وتوفير المشتقات النفطية وشراء منظمومة الطاقة الشمسية ومع ذلك يعجزون عن مواجه إرتفاع درجة الحرارة فيجمعون أمتعتهم ويأخذون أسرهم وأطفالهم للذهاب الى محافظة اب أو صنعاء أو حجه أو ذمار أو اي مدينة أخرى ويمكثون فيها حتى إنتهاء موسم الحر ويبقى الفقراء والأشد فقرأ في المحافظة يتجرعون معاناة الحر الشديد ويتقاسمونها مع أطفالهم واسرهم الذين لايعرفون من المكيفات إلاصوتها والغالبية منهم لايعرف كيف يشغل أو يطفي المكيف ويعجزون عن شرائها ودفع تكاليف تشغيله ..
ولان القناعة كنز أبناء الحديدة لذا فأن غالبيتهم يحلم في إقتناء مروحة السقف ويكافحون من أجل اقتنائها لسنوات طويلة والقلة فقط من يمتلكها ليبداء بعد ذلك مرحلة كفاح أخرى من أجل شراء منظمومة الطاقة الشمسية وهكذا يقضون حياتهم الملئية بالبؤس والشقاء والمعاناة ووهم الكنز الذي لايفني(القناعة).
وللأسف الشديد يعاني أبناء الحديدة كل هذه المعاناة في الوقت الذي كانت محافظة الحديدة منذ سنوات طويلة تعد هي الرافد الأساسي والكبير لخزينة الدولة وكروش المسؤلين وأصحاب القرار الذين تقاسموا بحرها وبرها ونهبوا اراضيها وخيراتها بشتى وسائل وأساليب النهب المشرعنه وغير المشروعة المعلنة والخفية ولو كان يتم تخصيص واحد في المائة فقط من إجمالي مانهبه المتنفذين آنذاك لكان ذلك كافيا في تغطية تكاليف تمويل و إنشاء محطات كهربائية تخفف من معاناة سكان الحديدة والكثير من المشاريع التنموية والخدمية ..
.