هجوم على الحديدة !!!!!
بقلم / عبدالرحمن بجاش
عرفت أحدهم عن قرب ومن زمان، كما يقال، كلما اختلق عذراً بأن له أرضاً نهبت في العاصمة مُنح أمراً بالتعويض في الحديدة!! حتى ضاق من الحكاية التي امتدت فصولاً مكتب أراضي الحديدة غير البريء، وقال له مديره ذات أمر جديد : خلاص، كمّلنا لم يعد لدينا ما نمنحك تعويضات، قال : باقي «التواثر» التركية القديمة «اشتيها»، قالوا : حاضرين!! وإذا مررت على الشاطئ قرب المطار سترى أسواراً تضيق النفس من عدم القدرة على تجاوزها لطولها الفاضح، وحين تسأل : لمن؟ من ملابس الحرس على الأبواب تعرف، ولا حول ولا قوة إلاَّ باللَّه، وابن الحديدة في غالبه لا يجد ما يستر به نفسه، وحوالات التعويض حولت وجهتها من بعد العام 1990م إلى عدن وحضرموت، حتى أن أحدهم حجز بعد الحرب اللعينة ساحل العشاق بأكمله.
وانظر، فبريطانيا حين قرر مهندسو الطرق توسيع طريق العقبة كان لا بد من إزالة جزء من السور، فجمع الإنجليز أعضاء المجلس التشريعي، وطُرح عليهم الأمر فوافقوا، ولم يكتف «النصارى» بشرعنة الأمر من المجلس، بل «حرزوا» الأحجار حتى لا يأتي يوم ويخرجون فترفع عليهم دعاوى قانونية!! أما المسلمون فقد منعونا يومها من تجاوز نقطة الشرطة العسكرية، وكانت هناك لوحة كتب عليها «منطقة عسكرية» أزيلت في ما بعد، فقد قيل إن أحدهم أقنع صاحبنا بأن اللقمة كبيرة جداً «وأين ستذهب السفينة المذحلة»، فاقتنع، لكن مقابل تعويض في مكان آخر.
محافظ لتعز كان إذا أتى أهله أو أصدقاؤه لزيارته وهب لهم أوامر بأراضٍ مشاكلها إلى اليوم قائمة، وبعد أن أكملوا الأراضي برّها وشاطئها وبحرها في عدن عادوا إلى الحديدة، ولم تظلم محافظة ومدينة مثلها!!
الآن، وحسب قريب اتصل بي أمس الأول، سألته : كيف حال مدينة السلام؟ – أسمّيها كذلك – قال : هجمات شرسة على أراضي الناس، وأتابع عن قرب، محاولة الاستيلاء على أرضية للأستاذ أحمد ثابت، مدير عام البنك اليمني الأسبق، وحيلته اشتراها من حر ماله أواخر العام 1969م، وهناك مَنْ يستطيع استخراج بصائر بعد خلافات وهمية ليأتي مَنْ يصلح ويحرر أوراقاً تصبح الوسيلة لنهب الأراضي، وهناك مشائخ من أبناء تهامة يسهلون نهب الأراضي بواسطة سماسرة يرفعون فجأة لوحات «هذه ملكية الشيخ فلان»، وحسب قوة صاحب الأرضية الأصلي إما يدافع أو يُنهب!!
في هذا الوقت ما يحصل هو محاولة إرباك الدولة، لكن الغريب أن الأجهزة الحكومية تعجز عن الوقوف أمام الهجمات الكاسحة!! والصحافة معظمها لا يعرف أين الحديدة، وأبناء المدينة والمحافظة صامتون!! نعم الكل صامت، وبالذات كبارها ووجهاءها، أما المسكين فميّت من الجوع، والكبار والوجهاء يؤثرون السلامة، اللَّه لا سلّمهم ولا عافاهم!!