|
الحديدة نيوز / بروفايل / محمد عمر
في الوقت الذي قرعت فيه طبول الحرب، وانشغل فيه الناس بأخبار المعارك وضربات الطائرات الحربية من قبل التحالف العربي، وقضاء الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي وأمام شاشات التلفاز يتابعون آخر المستجدات على الساحة اليمنية، كانت الدكتورة أشواق محرم تتنقل في شوارع الحديدة بسيارتها التي تضم عيادة مجانية تعالج المرضى، وتساعد الناس من أجل البقاء على قيد الحياة.
ولدت الدكتورة أشواق أحمد يحيى محرم، في محافظة إب. مديرية القفر – بني سيف 1975 م.
طبيبة إخصائية نساء ولادة، وناشطة مجتمعة وحقوقية. متزوجة ولديها ثلاثة أبناء. بدأت العمل في المجال الإنساني منذ عام 1999م، وقدمت الخدمات الطبية والمساعدات للمحتاجين في ريف الحديدة الذي تنتشر فيه الأوبئة ويتربص بسكانه الفقر والبطالة بسباب الحرب وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
لم تَحد عن مساعدة الناس ولو لبرهة من الزمن، بل قامت بتكون فريق إغاثي يقدم الخدمات للفئات البائسة منذ بداية الحرب.
بنك زاد
أنشأت د. محرم بنك زاد للطعام والذي يتم من خلاله صرف سلال غذائية وملابس للأسر الفقيرة والأيتام، وتزويد النازحين بالسلال الغذائية وأدوات الإيواء والملابس والأدوية، وتوزیع الحليب والمكملات الغذائية والأدوية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
حسابات
إنها أم قبل أن تكون طبيبة وناشطة تشعر بعذاب الأم حين ترى طفلها يعاني من المرض والجوع فلم تقف صامتة وهي تشاهد الموت يختطف الأطفال من المنازل. ومن أجل التخفيف عن أبنائها عملت على فتح حسابات الصيدليات لصرف الأدوية للأطفال الذين يرقدون في المستشفيات بسبب سوء التغذية، وتوفير أدوية ومغذيات لحالات الكوليرا، ودفع رسوم عمليات جراحية للفقراء ممن عانوا فقدان البصر بسبب المياه البيضاء. كما قامت بتوزيع وجبات إفطار في مدارس للأطفال الفقراء، وشراء دراجات نارية كمصدر رزق للصيادين الذين منعوا من الصيد، وشراء أغنام لأسر الصيادين والأسر الفقيرة في الريف.
وتعتبر د. أشواق محرم من أبرز النساء الحقوقيات المدافعات عن حقوق الإنسان التهامي بشكل خاص واليمني بشكل عام. تم اختيارها ضمن أعظم 100 سيدة مؤثرة في العالم للعام 2016-2017م. كما اختيرت عضوا في التوافق النسوي اليمني للأمن والسلام من هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
واستمرت في تقديم المساعدات الإنسانية لعدة سنوات من راتبها ومستحقاتها الشخصية، واستطاعت أن تلفت نظر المنظمات إلى الفقراء من خلال التعاون في خدمة المحتاجين في محافظة الحديدة.
قافلة الحياة
بذلت أشواق جهود كبيرة لإطلاق العديد من الحملات الشعبية أبرزها: حملة لإنقاذ مدينة الحديدة من طفح الصرف الصحي عام 2012م، والحملة الشبابية لإقالة المرحلين من السعودية \”قافلة الحياة\”- حرض 2013م، وسيرت قافلة إغاثة غذائية وطبية لمتضرري السيول بوادي مور- مديرية الزهرة- الحديدة 2015م. وقدمت المساعدات والدعم النفسي وخدمات إيواء للنازحين من مناطق الصراع في الحديدة 2016م، كما أطلقت حملة دعم لحالات سوء التغذية ومهددات انعدام الغذاء- في التحيت 2016م.
الأم الحنون ..
اشتهرت بالدفاع عن الجوعى والفقراء في تهامة، وضربت أروع الأمثلة في تجسيد روح العطاء والبذل والعمل من أجل إنقاذ الناس وخاصة الأطفال. فتحت قلبها للمواطن التهامي حتى دلف الجميع إلىى أعماقها لتعلن للعالم أنها تحبهم ويحبونها، ففي كل خميس من كل أسبوع ومنذ ثلاث سنوات وبشكل مستمر تقوم بتوزيع الحليب للأطفال الجوعى والذين يبلغ عددهم 150 طفلا.
الأكثر تأثيراً ..
بنضالها ومواقفها المشرفة مع أبناء تهامة، ووقوفها إلى جانب الضعفاء والمرضى والمتضررين من الحرب الدائرة في البلاد منذ سبعة أعوام، ذاع صيتها حتى عرفت بأم الفقراء والمساكين وهذا ما جعلها إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم… ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن، إلا أن د. أشواق محرم استطاعت أن تزرع البسمة على وجوه 3800000 فرد مغمورين بالفقر والأمراض يعيشون في محافظة الحديدة.
وبعد هذه المحطات في العمل الإنساني الملهم والذي قامت به الدكتورة أشواق محرم الحاضرة في أوساط المجتمع، ندعو فاعلين الخير والناشطين في المجال الإنساني في مختلف المحافظات اليمنية أن يحذو حذوها، فلا قيمة لروح الإنسان إلا عندما يحتوي الإنسان.