أهالي مدينة الدريهمي يعودون لمنازلهم بعد نزوح خمسة أعوام

أهالي مدينة الدريهمي يعودون لمنازلهم بعد نزوح خمسة أعوام

الحديدة نيوز- يحيى خنن 

بعد تشرد و نزوح مايقارب  خمسة أعوام ، يعود أهالي مدينة الدريهمي  لمنازلهم منقذين أنفسهم وأهاليهم من

حرارة الصحراء وبرد الشتاء وجشع المؤجرين وفقدان الحيلة والتيهان.

محمد احمد  مواطن من أبناء الدريهمي يقول  ” سارعت في العودة الى منزلي رغم ما حل به من دمار إلا انني

  احسست فيه ببعض السعادة والطمأنينة  التي افتقدناها منذ تشردنا ونزحنا ،فكم انا سعيد اليوم  بعودة

اطفالي الى منزلهم والى  مدرستهم المدمرة التي حرموا من التعليم فيها خمس سنوات ضاعت من مستقبلهم.

ويضيف ” منذ ان سمحت السلطات المحلية بعودة أبناء الدريهمي الى منازلهم ، غادرت القرية التي كنت نازحاً فيها

، والحمدلله رغم ان الحياة لازالت صعبة نوعاً ما إلا انني اشعر بالراحة وهناك مئات الأسر عادت الى منازلها.

في بداية شهر أغسطس من العام  2018 أضطر سكان مدينة الدريهمي للنزوح وترك منازلهم بسبب المواجهات وأصبحت المدينة شبه خاليه من السكان ما عدا عشرات الأسر .

الناشط الحقوقي أ/ عمر صغير إسماعيل يقول للحديدة نيوز ” رغم ما حل بمدينتنا من دمار وشلل تام للحياة الا اننا سارعنا بالعودة إليها، وبادرنا بفتح مدرسة معاذ بن جبل مع انها مدمرة تفاؤلا بدعمنا وتشجيعنا. 

ويشير عمر الى انه ورغم قلة الإمكانيات الا ان العام الدراسي يسير وتم تسجيل الطلاب والطالبات ، وذلك بفضل دعم السلطة المحلية ومكتب التربية بالمديرية ، ونتمنى ان تبذل جهود اكبر لتوفير كافة متطلبات العملية التعليمية بالمديرية .

تدخلات سريعة لتطبيع الحياة

منسق المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية الأستاذ / وليد احمد يقول ”  تمثلت الاستجابة السريعة والتدخل

الطارئ لإعادة تطبيع الحياة في المدينة ، بالشروع في نزع الألغام وحصر الأضرار  وإعادة تأهيل مشروع المياه

كمرحلة أولى ،يتلوها بإذن الله توفير منظومات تشغيل وتأهيل كامل للمشروع،  كما تم ترميم المستشفى الريفي

كمرحلة اولى، و تعويض المحلات التجارية في المدينة، وقريباً سيتم تعويض ما دمره العدوان بشكل عام، كما تم

التدخل بتوزيع بعض مواد الايواء للعائدين وتوزيع سلل غذائية.

وأضاف وليد أحمد ”  نسعى لتدخلات في مجال التعليم وسبل المعيشة، وفي كافة القطاعات التي تمكن المواطن

من العيش الكريم في بيته ومدينته، ولكون ما قدتم التدخل به ليس بالشكل المطلوب ومع أننا نبذل جهداً كبيراً إلا

أن سرعة الاستجابة والتنفيذ مرهون بيد المنظمات والمانحين وتحديد حجم المساعدات ونوعها  التي تقدم

للمديرية.

“بدمعة فرح امتطيت خطواتي متجهاً نحو منزلي عائداً بعد سنوات من المعاناة التي تسبب لنا بها النزوح ، وحين

عدت الى مدينتي بادرت جاهداً بتأهيل مخبزي الذي دمرته الحرب و الذي كنت أقتات منه قبل النزوح واغيث به

اهالي المدينة، فمنذ عودتي وانا أعمل على تأهيله  بكل اصرار وبفضل الله وبفضل الخيرين هاهو الان اصبح مخبزاً

جاهزاً نجهز فيه الروتي والخبز ونبيعه  للعائدين الى منازلهم هكذا قال عبدالله صومل مواطن من أبناء الدريهمي.

مبادرات شبابية

منذ بدأت الأسر بالعودة الى منازلها بدأت المبادرات الشبابية في تسهيل العودة للحياة في المدينة  الشاب / هبه

علي أحد الشباب المبادرين يقول ” دمار المعارك وغبارها لسنوات حطم كل جميل وأمات كل حي في مدينتي

،ولكن إرادة الشباب وهبتهم بمبادرات شملت كل المجالات ،حيث  استهل الشباب بمبادرة ازالة الاشجار

والمخلفات من الطرقات ،وتلاها مبادرة تشغيل المياه بقدر المستطاع ومبادرة توفير خدمات بسيطة تمكن العائد

من الحياة  في المدينة ،وكان لهذه المبادرات صدىً جعل السلطات والجهات المعنية تقوم بواجبها لاستكمال الحياة

وإعادة تطبيعها وصولاً لحياة كريمة وآمنة افضل مما كانت عليه بإذن الله.

شاهد :

“العشة” التهامية …البناء اليمني الأشهر ورمز التراث الشعبي الأصيل

احتياجات

ورغم عودة مئات الأسر الى منازلها بالدريهمي ، إلا ان هناك مئات الأسر لم تعد وذلك بسبب تأخر الجهات المعنية في إعادة بناء المدارس وتأهيلها وترميمها من اجل ان يلتحق الطلاب بالمدارس ويكملوا تعليمهم ، فمعظم الأسر فضلت البقاء في مناطق نزوحهم من اجل تعليم أبناءهم ، إضافة الى تأخر مساعدة المتضررين بمساعدات مالية تعينهم على ترميم منازلهم المدمرة ، واستكمال تأهيل المرافق الصحية وبعض المشاريع الخدمية الضرورية.