أول امرأة يمنية تشغل منصب (عاقل حارة)!
الحديدة نيوز / متابعات :
من مكتب الشؤون الاجتماعية إلى مهام خاصة لا نعرف من يؤدي عملها سوى الرجال؛ إنها أمراه تحدت واقع الرجال وبصوت مرتفع حاملة شعار: إن المرأة مساوية للرجل في العمل والمهام؛ أعطاها محافظ عدن السابق الدكتور يحيى الشعيبي ثقته وثقة أهل حارتها وذلك بعد موقفها الذي شاهده الجميع وهي تشارك رجال الإطفاء في إخماد نيران شبت في مجموعة منازل بحارتها عام 2003م.. إنها أول أمرأة تتقلد مهام (عاقل حارة) في محافظة عدن واليمن بشكل عام، فكرية خالد عبده محمد من مواليد 1966م أرملة وأم لثلاثة أبناء؛ توجهنا صوب هذه المرأة (الحديدية ) عاقلة حارة الوحش في مديرية صيرة محافظة عدن، وخرجنا بالحوار التالي..
ثــــــقـة ..
تقول فكرية عن كيف تم اختيارها لهذا المنصب: أعطاني هذا المنصب محافظ عدن السابق الدكتور يحيى الشعيبي.. وقبل أن أقبل مهامي هذا كنتُ أزاول أول مهنتي التي تتبع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن، حيث يعد عمل ومهام عاقل الحارة اجتماعياً على وجه الخصوص، إضافة إلى أن الدكتور يحيى الشعيبي كان مؤيداً ومتفانياً في تعزيز دور المرأة اليمنية على وجه العموم والعدنية على وجه الخصوص، فمنذ العام 2003م وحتى يومنا هذا وأنا أعمل في هذا المهام التي أوكلت لي، والحمدلله ثقة أبناء حارتي لي تزيد يوماً بعد يوم وهذا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
– وعن عملها في حارة الوحش فهي تختزل في معالجة الأوضاع الاجتماعية من فقر وبطالة، ورعاية البيوت التي تحتوي على مرضى وأيتام وأرامل ومعاقين، حيث تعتبر هذه الفئات مستهدفة وحل المشاكل إن وجدت في الحارة..
– هنا تقول: أنا من خلال عملي أحاول التنسيق مع الجهات المعنية والمختصة لحل الكم القليل من هذه المشكلات التي توجد في معظم حارات اليمن، وعدن بشكل خاص؛ حيث يعطى لصاحب إحدى الحالات التي ذكرتها سلفاً استمارة وطلب صورة شمسية، إضافة إلى التنسيق مع الجمعيات الخيرية المشرفة على هذا الشيء فالعمل والمهام التي نقوم بها عملي اجتماعي بحت، وتتمنى لو أن أي جهة حكومية أعطت كيس دقيق أو أرز أو قطمة سكر أو حتى دبة زيت، وقيل لي وزعيها على البيوت الفقيرة لكن للأسف الشديد هذا غير موجود لم تقم بإعطائي أي مواد غذائية أوزعها للفقراء والمحتاجين .
أهل الخير
تقدم عدد من رواد العمل الخيري في دعم بعض الصناديق التي ينشئها بعض عقال الحارات ماذا تقول فكرية حول هذا: أتمنى لو جهة حكومية أعطت كيس أرز أو قطمة سكر وقيل لي وزعيها على البيوت الفقيرة لكن مع الأسف هذا غير صحيح، لم تقم أي جهة أكانت حزبية أو حكومية أو حتى قيادة المجلس المحلي بإعطائي أي مواد غذائية، أما عن فاعلي الخير فهم الحمد لله كثر ففي كل عام وتحديداً في شهر رمضان الكريم يأتيني عدد من رواد العمل الخيري ذوي المحلات الصغيرة ويعطونني مبالغ أقوم بتوزيعها بالاسم على كل بيت، أما أن تقول لي أن جهة حكومية أو شركات كبيرة قدمت لي عدد من المساعدات كي أوزعها فهذا لم يحدث بتاتا؛ منذ تعيني عام 2003 وحتى اليوم لا يوجد مسئول أو جهة محلية قالت لي وزعي كيس الرز هذا ولا دبة زيت على المحتاجين.
مشاكل يومية
وفيما يخص ما تعاني منه حارة الوحش تحدثت قائلة: مثلها مثل باقي الحارات المجاورة التي تعاني من سرقة لتيار الكهربائي ومد أنابيب المياه بطريقة غير شرعية .. سألتها: لماذا أين يوجد القصور، هل من المؤسسات الخدماتية أم المواطن نفسه؟؟
– أجابت فكرية قائلة: هناك مهام أضيفت لمهامنا وبصراحة أنا لا أعتبرها مهام؛ وإنما أعباء زادوها حيث يريدون تخفيفها على أنفسهم والجلوس في مكاتبهم، ونحن من يقف تحت هجير الشمس نحل ونفك عقد المواطن وهذا كله بـ 2800ريال شهريا، على العموم فلو حصلت مشكلة كقطع تيار كهربائي نقوم نحن بالمتابعة وإرجاع التيار لأصحابه، وهناك أيضاً مشاكل تحيط بنا وبالمواطن نفسه حيث لأنجد التعاون المطلوب من المسئول، فالشكاوي والتظلمات لا يوجد لها مكانا سوى الرف؛ وهذا هو الخطى بعينة؛ فمن بين المشاكل التي نواجهها أيضاً فصل عدادات المياه بسب سرقة الماء عبر أنابيب غير شرعية، وإذا لم يجد الفاعل ردعا من البداية حتى لا تسول لأحد من بعدة نفسه ويعمل هذا العمل غير القانوني؛ تصوري قبل أسبوع من اليوم رحت أتابع على عدادات ماء وصلت غرامتهم إلى مئات الآلاف طيب نحن عقال الحارات لماذا لا يتم التنسيق مع الهيئة العامة للمياه عبرنا من خلال وضع استمارات تحدد السداد الشهري لهم فهذه مع الأسف اعتبرها أعباء وليست امتيازات.
أنشطة مجتمعية
وتضيف: وبالنسبة للبطالة في منطقتي عمنا على تقلص عدد العاطلات عن العمل في القطاع النسوي، وهذا بجهودنا وبتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، وأما بنسبة إلى البطالة الذكورية نسمع أخبار جيدة عن مجموعة من العاملين في القطاع الخاص، نقوم بإشعار عدد من الشباب العاطل عن العمل بالتوجيه إلى المرفق الخاص لسد ثغرات الوظيفية فيه كطلب مستشفى عدن لحراسات أمنية خاصة، حيث تقدم عدد من الشباب لسد الثغرات هناك؛ كذلك طلب صندوق النظافة لعدد من العاملين هذا كله يأتي عبر متابعتنا الحثيثة و جهودنا والترويج لهذه الأعمال يأتي عبرنا مباشرة فكم من شاب وشابة في حارة الوحش استطاع الخروج من البطالة إلى النور.
– البطالة هذا الفيروس الذي ينخر في أساس شبابنا في كل أنحاء اليمن حيث لم تتوفر الحلول اللازمة له إلا أن فكرية رأت من منظور اجتماعي بحكم وظيفتها.. سألتها: ماذا عن التنسيق بين مهامك ومكاتب العمل الحكومية والخاصة، فأجابت: لا يمكن القضاء على الفقر دفعة واحدة، بل نحن نساعد في الوسائل التي تحد من انتشاره حيث نقوم بتدريب وتأهيل الشباب والشابات في العديد من الدورات بأن يقوم عدد من رواد العمل الخيري بإعطائنا مجموعة من الدورات لذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات عدة كالحواسيب ودورات للخياطة هذا بالنسبة للفتيات أيضا دورات في صيانة الموبايلات(الهواتف النقالة) والتي تتبع صندوق الرعاية الاجتماعية فرع عدن إلا أنني أقولها بصراحة أن شبابنا اعتمد على الاتكالية..
– وعن المشاكل والصعوبات التي واجهتها.. قالت: في البداية عدم تقبل المجتمع لفكرة أن يكون عاقل الحارة (امرأة)، وكذلك من الصعوبات التي واجهتني هي الإجراءات الروتينية وتأخير المعاملات ما يؤدي إلى تأخير المواضيع..
– بدأت فكرية حياتها مع والدها رحمة الله عليه وهي قامت بتربية إخوانها وبعد ذلك انطلقت إلى العمل.. فقد استطاعت القيام بكثير من المهام والأعمال التي تخدم المجتمع من تدريب وتأهيل وتقديم إقراض، والتوعية في مجالات صحية وقانونية..
” الجمهورية نت ”