هبات ... فتاه واجهت الصعاب لتصبح أول صيدلانية في الدريهمي
الدكتورة هبات اثناء تدريبها في المستشفى

هبات … فتاة واجهت الصعاب لتصبح أول صيدلانية في الدريهمي

‏  6 دقائق للقراءة        1043    كلمة

هبات … فتاه واجهت الصعاب لتصبح أول صيدلانية في الدريهمي

 

 الحديدة نيوز- اشراق عمر

لا يصل الإنسان إلى محطة النجاح من دون أن يمر بمحطات من التعب والفشل واليأس والمعاناة، وصاحب الإرادة

القوية لا يطيل الوقوف عند هذه المحطات، بل يتجاوزها بعزم وإرادة لا تقبل الانكسار.

هبات يحيى دجرة (٢٥ عاما) فتاة طموحة منذ صغرها، فكانت ترسم لنفسها هدفا أن تلتحق بأحد التخصصات

الطبية، وكرست كل جهودها من أجل تحقيق هدفها وتجاوزت كل منغصات الحياة وقسوة الواقع التي كانت تعيشه

وتمر به؛ فأصبحت أول صيدلانية في مديرية الدريهمي.

هبات ... فتاه واجهت الصعاب لتصبح أول صيدلانية في الدريهمي
هبات في يوم تخرجها من الجامعه

عاشت (هبات) حياة قاسية؛ فهي من أسرة فقيرة، ولكنها ثابرت من أجل حلمها كثيرا منذ دراستها الأساسية

والثانوية، فكان نتاج مثابرتها أن حصلت على المركز الأول على مستوى مديرية الدريهمي في الثانوية العامة.

كانت (هبات) ترغب في الحصول على منحة دراسية خارجية في مجال الطب، ولكن للأسف! فبسبب ما تمر به

بلادنا من ظروف وأزمات لم تحصل على هذه المنحة.

تقول (هبات): “كنت أريد الحصول على منحة للدارسة في الخارج، لكن الأزمات التي تمر بها بلادنا منعت من ذلك،

لكني حصلت على مقعد دراسي في كلية الصيدلة السريرية بجامعة الحديدة”.

هبات ... فتاه واجهت الصعاب لتصبح أول صيدلانية في الدريهمي
الدكتورة هبات اثناء تدريبها في المستشفى

إقرأ أيضاً:

لهيب الصيف وانقطاع الكهرباء يفاقم معاناة أهالي الحديدة

ظروف العيش لا تمنع النجاح

بدأت معاناة (هبات)، بعجزها عن توفير مصروفاتها ومتطلباتها الدراسية كطالبة في كلية طبية، بالإضافة إلى

العادات والتقاليد السائدة التي جعلت حتى أهلها المقربين يحاولون منعها من مواصلة الدراسة، حيث عارضتها أمها

وأخوها الأكبر، ولكل مبرراته وأسبابه؛ فأمها لا تحتمل بعدها عنها ولا تؤمن بتعليم الفتاة، أما أخوها فقد كان همه

كيف يمكنهم توفير احتياجاتها وهم بتلك الحال من الفقر.

لم تتنازل (هبات) عن تحقيق ما تريد، وحاولت إقناع أهلها للالتحاق بالكلية؛ وبعد جهد كبير وافقت عائلتها لا سيما

والدها الذي ساندها معنويا ووقف معها.

تتحدث (هبات): “على الرغم من أن أخي لم يقبل دراستي في الجامعة لكنه كان يدعمني ماديا، وخصص لي

مبلغ 300 ريال يوميا رغم ظروفه القاسية، وكان ذلك المبلغ هو كل ما أعتمد عليه في تلك الفترة”.

سنتان قضتهما (هبات) متنقلة ما بين مدينة الحديدة والدريهمي؛ فالمكوث في الحديدة يتطلب مصروفات أكثر

و300 ريال لا تكفي لشراء وجبة، ولهذا فضلت السفر قاطعة أكثر 20 كيلو مترا يوميا لأكثر من عامين، ولكن المعاناة

لم تقف عند هذا الحد.

 

لم أستطع الوصول إليهم أو الالتقاء بهم

في صيف عام ٢٠١٨م دخلت محافظة الحديدة نطاق الحرب الدائرة في اليمن، وكانت مديرية الدريهمي المديرية الأكثر تضررا، لتدخل (هبات) في مرحلة انقطاع تام عن أسرتها التي نزحت من قرية الدريهمي (مركز المديرية) إلى قرية (الطائف) التي كانت ضمن المناطق المسيطرة عليها قوات دعم الشرعية، بينما ظلت (هبات) في مدينة الحديدة.

وفي هذا السياق تشير تقارير أممية لعام 2018، إلى أن أكثر من 500 أسرة نزحت من الدريهمي بسسب الحرب خلال يومين فقط، فيما نزحت أكثر من 1000 أسرة من قرية المنظر، وتعاني أكثر من 7000 نسمة حصارا خانقا يطال تدفق الغذاء والوقود والدواء في مخالفة جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

 تقول (هبات): “انقطعت عن أهلي أكثر من سنتين، لم أكن أستطيع الوصول إليهم أو الالتقاء بهم سوى اتصال هاتفي يجمعني بهم ويخفف عن مرارة الفقد، وكل ذلك في سبيل تحقيق حلمي”.

 شاهد ايضاً:

وداع أخير، كان يكفيني

عانت (هبات) خلال فترة انقطاعها عن أسرتها أيما معاناة، فترة تكابد فيها الشوق وتعيش أقسى الظروف المعيشية التي مرت بها طوال حياتها، ولكن ما أوجعها أكثر هو موت والدها وأخيها دون أن تراهما أو تودعهما.

وبصوت يملأه الأسى وتخنقه العبرات تقول (هبات): “مات أبي في حادث سير وأنا بعيدة عنهم، تمنيت الموت حينها، ثم لم تمر سوى أشهر قليلة حتى لحقه أخي الأكبر… ماتوا جميعا بينما أنا هنا غير قادرة على فعل شيء سوى البكاء والدعاء، تمنيت رؤيتهم وتوديعهم حتى ولو للحظات كنت سأكتفي بذلك”.

 

 2021 الحلم يتحقق

في العام 2021 احتفلت هبات بحفل تخرجها من الجامعة ، وأصبحت هي أول فتاه صيدلانية على مستوى المديرية ، وكان هذا العام هو اجمل الأعوام بالنسبة لها كونها تحقق فيه حلمها ، الذي  استمرت تناضل لأجل أن تكون ما أرادته، رغم ظروفها المعيشية الصعبة، وانقطاعها عن أهلها ، وموت سنديها وساعديها والدها واخوها في هذه الحياة، وهي لا حول لها ولا قوة سوى الصبر والثبات؛ لتنهي دراستها الجامعية بعد خمس سنوات من الضياع والمعاناة عاشتهم هبات، ولكنها ظلت مستمرة متصبرة حتى تحقق ما بدأته وتكون (أول صيدلانية في الدريهمي).

 

 

عن Admin

شاهد أيضاً

الجمعية اليمنية للطب البديل تبارك هيكلة وزارة الصحة وتعيين مديراً للبحوث والتدريب

‏‏  1 دقيقة للقراءة        182    كلمة الحديدة نيوز // قسم الأخبار    عقدت الهيئة الإدارية للجمعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *