احتقان في سقطرى عقب اقالة قيادات موالية لـ”هادي” ..
الجديدة نيوز/خـــــــــــاص
رفعت القرارات الأخيرة لمحافظ أرخبيل سقطرى، أحمد بن حمدون، و التي قضت باقالة مدير أمن المحافظة و مدير الأمن السياسي، و تكليف بديلين لهما، من حالة الاحتقان بين المكونات الفاعلة في الارخبيل، خاصة بين المكونيين المواليان للامارات و هادي.
و لم تكن اقالة العميد صالح سعد مدير أمن محافظة ارخبيل سقطرى و موسى السقطرى مدير جهاز الأمن السياسي في المحافظة، بداية الاحتقان، و انما امتداد لحالة احتقان لم تكن قد ظهرت إلى العلن.
يعرف سعد و السقطري بأنهما من الشخصيات الموالية لـ”هادي” و المعارضين للسياسات الاماراتية في جزيرة سقطرى، و استبدالهما بشخصيات محسوبة على الامارات، بلا شك سيرفع من درجة الاحتقان، في ظل الصراع بين هادي و أبو ظبي، على التواجد في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا.
صراع هادي و الامارات في جزيرة سقطرى، يبرز فيه إلى الواجهة الصراع الاماراتي الاخواني، كون الفصيل الموالي لـ”هادي” في الجزيرة يتصدره الفصيل الاخواني، الذي يقوده محافظ سقطرى السابق، و وزير الثروة السمكية في حكومة هادي، فهد كفايين.
تكليف ابن حمدون لـ”أحمد عيسى” مديرا لأمن المحافظة و “سعد ربشه” مدير للأمن السياسي، يعني تمكين الجهاز الأمني غير النظامي الموالي للامارات لادارة أمن المحافظة.
و جاءت الاطاحة بمديري أمن المحافظة و الأمن السياسي في ارخبيل سقطرى، بعد انتهاء قيادة القوات الاماراتية في جزيرة سقطرى من تشكيل جهاز أمني موالي لها يعرف بـ”الشامل” يضم قرابة أكثر من “300” عنصر من أبناء الجزيرة تم تدريبهم في أبو ظبي و اعادتهم إلى الجزيرة لتولي مهام الأمن فيها، و بانتظار وصول أخرين لنشرهم في باقي جزر الارخبيل.
هذه الخطوة الاماراتية بدأت تثير قلق الفصيل الاخواني و الفصيل التابع لمجلس أبناء سقطرى و المهرة، عندما بدأت قيادة القوات الاماراتية بالتجنيد في جهاز “الشامل” و ارسال المجندين إلى أبو ظبي، و ذلك في النصف الأول من العام 2017.
و على اثر ذلك قام الفصيلان المحسوبان على الاخوان و مجلس أبناء سقطرى و المهرة باستحداث معسكرين في جزيرة سقطرى، جرى فيهما تدريب مواليين لهما، كرد فعل على الخطوة الاماراتية.
و بات المعسكرين معروفان لأبناء الجزيرة، و يتواجد فيهما المئات من الشباب الذين تم تدريبهم عن طريق عسكريين من أبناء الجزيرة.
يرأس مجلس أبناء سقطرى و المهرة، الشيخ عبد الله بن عفرار، نجل أخر سلاطين سقطرى و المهرة، و المقرب من سلطنة عُمان، و الذي منعته مؤخرا السلطات الاماراتية من السفر إلى الجزيرة عبر مطار أبو ظبي، ما اضطره إلى السفر برا إلى وادي حضرموت و السفر عبر مطار سيئون إلى الجزيرة، و رغم ذلك منع جهاز “الشامل” مواطنين و شخصيات اجتماعية من الدخول إلى مطار سيئون لاستقبال ابن عفرار، كما جرت العادة في كل زيارة له إلى الجزيرة، الذي يعد أحد ابنائها، و شخصية اجتماعية تحظى بقبول واسع في الجزيرة و جزر الأرخبيل الأخرى.
هذه التطورات في جزيرة سقطرى مؤشر واضح على أن الصراع القائم في عدن و المكلا و المناطق التي تديرها حكومة هادي، سينتقل إلى الجزيرة، و سيكون واجهة لصراعات نفوذ قوى اقليمية تتستر خلفها قوى دولية، و تسعى جميعها إلى التواجد في الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي المتحكم بمدخل المحيط الهندي الغربي، و المتحكم بالطرق التجارية المتجهة نحو شرق أسيا، التي تشهد نموا اقتصاديا بات مقلقا للقوى الدولية الرأسمالية، و على رأسها الولايات المتحدة.
و لا يستبعد أن يكون الصراع القادم في جزيرة سقطرى انعاسا للأزمة الخليجية و القلق العُماني من التواجد الاماراتي في جيزرة سقطرى و محافظة المهرة المجاورة لها، خاصة و أن قطر التي تعد الداعم الرئيسي لإخوان اليمن، كانت لها أطماع في الجزيرة، و تفيد معلومات انها كانت وراء قرار هادي بعد توليه السلطة لاعلان ارخبيل سقطرى محافظة مستقلة، بعد ان كانت تتبع محافظة حضرموت، و إذا ما أخذنا في الاعتبار ما تحدثت عنه تقارير صحفية من أن عُمان كانت قد طلبت في الثمانيات من السلطات اليمنية في الجنوب منحها امتيازات في جزيرة سقطرى.