متابعات
الحب من أجمل وأروع المشاعر التي يشعر بها الإنسان، والذي كان من أرقى الغرائز البشريّة التي زرعها وغرسها الله سبحانه وتعالى في قلب الإنسان. لكن هناك من الناس من تمادى في تمجيد هذا الحبّ بين الذكر والأنثى، وخلق يوماً للإحتفال بالحب كعيد. فما هو عيد الحب؟ وما حكم الإسلام في الإحتفال بهذا اليوم؟
عيد الحب أو عيد العشاق أو “الفالنتاين داي”، هي مناسبة يحتفل بها الكثير في أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر شباط كلّ عام، لا سيّما في الدولة الأجنبيّة. وقد أصبح هذا اليوم مقدساُ لدى الكثير، وأصبح الكثير ممن يحتفل به في كلّ عام “دون أن يصبح إحتفالاً رسميّا”. وهو اليوم الذي يعبّر فيه المحبّون عن حبّهم لبعضهم، وذلك من خلال إرسال الهدايا والورود والشوكولاتة والمعايدات .
تختلف القصص والروايات التي تتحدّث عن قصّة هذا اليوم وكيف أصبح الإحتفال به رمزاً للكثير. ففي العصر الروماني كان الرومان يحتفلون بما يسمّى “عيد التخصيب” في هذا اليوم، وكانوا يضربون النساء ويجلدوهم، ويخرجون عراة، وذلك اعتقاداً منهم أنّ ذلك يزيد خصوبتهم ويزيد من الحبّ. ثمّ بعد ذلك ظهر القديس “فالانتاين” في مدينة روما، وقد كان قسيساً وقد سجنه إمبراطور تلك الحقبة بسبب حبه لديانته. وخلال فترة سجنه وقع في حب ابنة سجّانه، وكتب لها رسالة حب، وقد أعدمه الإمبراطور في نفس تاريخ هذا اليوم، وقد ثبت أنّه كان يزوّج المحبين سرّاً، ولذلك فقد ارتبط اسم هذا الكاهن “فالانتاين” بيوم الحب هذا.
أمّا نحن كمسلمون فواجب علينا التحرّي عن هذا اليوم، وعن إبتداعه، وذلك للبعد عنه وعدم تقليد الأوروبيين في ذلك. فالإحتفال في هذا اليوم محّرم، وهي بدعة ابتدعها الغرب وليس لها أيّ أصل في ديننا الإسلامي الحنيف، فليس لنا عيد سوى عيد الفطر وعيد الأضحى فقط. ويعتبر من يحتفل بهذا اليوم آثماً، ومرتكباً لكبيرة من الذنوب، وعليه الإستغفار والتوبة.
كما لا يجوز على المسلم أن ينفق أمواله في الإحتفال بهذا العيد، ولا يجوز أيضاً المشاركة أو إجابة الدعوة فيه. ويحرّم أيضاً على الباعة المسلمين أن يبيعوا أي شيء له علاقة بهذا اليوم ومظاهره، سواء أكان من الورود أو الباقات، أو الهدايا، وكلّ ما يتعلّق به.
أمّا سبب تحريم الإحتفال بهذا اليوم نهائيّاً فذلك للمسوّغات الشرعيّة الآتية: أنّ عيج الحب هو عيد غير شرعي للمسلمين، وللمسلمين عيدان فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى. كما ويحرّم على المسلمين التشبّه بغير المسلمين في شعائرهم وعاداتهم الغربيّة، فقد قال الرسول الكريم “صلّى الله عليه وسلم “من تشبه بقوم فهو منهم”. بالإضافة إلى ما سبق، فإنّ الدعوة إلى الحب والعشق والغرام المحرّم حرام ويضعف الإيمان، كما ويساعد ذلك على إشاعة الفاحشة والرذيلة بين الناس، وعلى إقامة العلاقات المحرّمة، وانتشار الفساد بين أفراد المجتمع المسلم.