الأرث اليهود في اليمن … كانوا هنا !!

‏  4 دقائق للقراءة        715    كلمة

 

21849105_10208172748031363_2060568118_n

الأرث اليهود في اليمن … كانوا هنا  !!

الحديدة نيوز: صقر أبو حسن
لدى مغادر يهود اليمن خلال عملية ترحيل جماعية عرفت يومها بـ”بساط الريح” بين عامي 1949- 1950م, تم خلالها نقل أكثر من خمسين الف يهودي للعيش في اسرائيل, ترك اليهود اليمنين الكثير من تفاصيل الحياة التي تعج بالحركة وأرث معماري باذخ بالجمال وتبدت من المنازل والاحياء السكنية التي كان يقطنها اليهود اليمنين في عدة مدن يمنية منها صنعاء, ما تزال حاضره وتقاوم عوامل التحديث المعماري الذي اجتاح النمط المعماري اليمني.
لم تعد منازل حي “قاع اليهود بصنعاء” والذي يطلق عليه عقب ثورة 26 سبتمبر 1962م, بقاع العلفي – نسبة الى احد قادة الثورة – بتلك الصورة التي تركها اليهود, فقد تغيرت وتبدلت معالمها وتوسع الحي ليتداخل مع الكثير من الأحياء المجاورة.
ويتوسط الحي مدينة صنعاء القدمية بمديرية التحرير, وبات واحد من احيائها بعد هدم الكثير من المنازل القديمة وانتشار البناء الجديد وتغيير معالم الحي مع مرور السنوات.
قاع اليهود بذمار:
رحل عنه ساكنه وتغيرت اجزاء من معالمه, ليدافع الجزء الأخر عن أصالة المكان وارتباطه بوجدان الانساني اليمني, لتبقى ” قاع اليهود” شرقي مدينة ذمار- 100 كم جنوب صنعاء- معلم بارز عن الإرث اليهودي الصامد في اليمن, ليخبرنا عن تاريخ يهود اليمن الذي ارتبطوا بالأرض اليمنية قبل ان يختاروا الرحيل الى “اسرائيل”.
تمتد المنازل المتلاصقة في حي قاع اليهود بذمار, على مساحة تصل الى 2 كليو متر تتسم بأزقتها الضيقة وسورها الذي يوجد به عدد من الأبواب الصغيرة بالإضافة الى الباب الرئيسي للمدينة الصغيرة.
الكثير من معالم ما تزال حاضرة ولم تستطع ظروف الحياة وعوامل التعرية وتقلبات الحقب الزمنية وتعاقب الأجيال ان تمحوها.
ورغم وجود عدد كبير من التحديثات والإصلاحات ودخول مادتي “الإسمنت والطوب” في البناء, خاصة ان الكثير من المنازل المدينة الصغيرة بنيت من الطين والياجور وزينت بالجس الأبيض وما تزال قائمة وتؤدي وظيفتها حتى اليوم.
وتمتلك المدنية الصغيرة “مقشامة” واسعة من جهة الجنوب تروى مزروعاتها حالياً من المساجد القريبة, بينما كانت تروى قبل رحيل اليهود من بئر يدوي تم حفرة لري مزروعات “المقشامة” والتي يزرع فيها الكراث والفجل والبقدونس والبسباس وبعض المزروعات التي يتم تناولها قبل تناول الطعام كمقبلات في المائدة اليمنية, وتزرع على جوانب المساحات المربعة داخل “المقشامة” النباتات العطرية ذات الرائحة الزكية والتي تستخدم للزينة او تستخدم لدى تكفين الموتى.
منازل صغيرة:
تتميز منازل ” أحياء اليهود” بصغر حجمها وترابطها مع بعضها وصغر النوافذ, و أزقته الضيقة وانتشار دكاكين صغيرة كانت تستخدم لأغراض التجارة, ويتوسط الحي حديقة يطلق عليها ” المقشامة” إذ تشيد المنازل حول الحديقة.
وتمتلك الكثير من المنازل أبار جوفية للمياه في احواش بعضها.
من الداخل ما تزال بعض المنازل تحتفظ بطابعها الأصلي. ويطوق الحي في العادة بسور له عدة أبواب منها بوابة رئيسية للسيطرة على دخول وخروج السكان وأهالي الاحياء المجاورة.
يهود اليمن في صنعاء:
ما يزال بعض الأسر اليهودية تعيش في اليمن, ورفضت مغادرتها الى إسرائيل, وبحسب مصادر تقدرت عددهم بنحو ثلاث مئة شخص, يعيشون منذ عدة سنوات في المدينة السياحية بصنعاء المملوكة للدولة بعد طردهم من قبل جماعة الحوثي – انصار الله – من محافظة صعدة شمالي اليمن, ابان الحرب الجماعة مع الجيش اليمني في العام 2004م.
ويعيشون حاليا على الكفاف بعد ان تم قطع المعونات المالية التي كانت تقدم لهم من السلطات اليمنية عقب دخول جماعة الحوثي صنعاء في21 سبتمبر 2014م. واستطاعت بعض المنظمات اليهودية نقل عدد من الأسر اليمنية الى اسرائيل للعيش هناك بشكل دائم.
أخر تلك الرحلات السرية التي كشف عنها في 21 مارس/ آذار 2016م, نجحت بهجرة 19 يهودي يمني الى اسرائيل, لينقلوا معهم في هذه الرحلة مخطوطه نادرة من كتاب ” التورات” يعود تاريخه الى عدة قرون.

#الحديدة_نيوز

عن gamdan

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *